ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا والعالم العربي منذ مساء أمس الأربعاء حتى ساعة إعداد هذا التقرير مساء اليوم الخميس بالمقابلة المصورة للفنان السوري هاني شاهين الذي تحدث عن فقره وسوء أحواله المادية جراء ما يحدث في بلده سوريا.
وبدأت الحكاية عندما شكا الفنان هاني شاهين عبر برنامج إنسان ضيق الحال والظلم الذي تعرض له كفنان، وشرح أن أوضاعه باتت صعبة إلى درجة كبيرة، مؤكداً أنه عاش وزوجته على الزيت والزعتر الرديء مدة 20 يوماً حتى باع سيارته ليعتاش على ثمنها، وأنه نسي تناول الفواكه منذ سنة واللحوم منذ أكثر من سنة.
وأكد أيضاً أنه “يعاني من مشكلة في السمع لا تُحل بسبب نقص تروية في الدماغ والقلب” ولا يمكنه حل مشكلة سمعه عن طريق سماعات الأذن الطبية بسبب تكلفتها وقال باللهجة السورية “ما بخفيك كنت عم أتدين ووصلت لدرجة ما عاد أقدر لأنه كثرت الديون وبعت سيارتي، وهذا جزائي أن كل شيء قدمته ببلاش، وجزائي بآخر عمري أموت شحاداً”.
وأضاف “أنا بزماني كان راتبي 25 ألف وكان كيلوغرام اللحمة بـ 15 ألف، فكيف بدو يعيش الفنان بقية عمره، إذا حق البيضة 900 ليرة”، وحالياً يبلغ راتبه التقاعدي الذي يتقاضاه شهرياً من نقابة الفنانين السوريين 50 ألف ليرة سورية (7 دولارات) أي ما يعادل ثمن كيلو غرام واحد من اللحم الأحمر في سوريا بعد أن كان ثمنه بين 200 و300 ليرة (4 و6 دولارات) قبل بدء الحرب.
وأثارت إطلالة هاني شاهين حزناً واسعاً حول العالم العربي، حتى انتهت بالإعلان عن حل لـ “أزمته” التي تشبه أزمة ملايين السوريين في وطنهم.
وقال عطية عوض الذي حاور هاني شاهين في منشور عبر فيسبوك “أقسم بالله ماني عرفان شو قول.. بعد أقل من ساعة على عرض حلقة الفنان هاني شاهين ببرنامج #إنسان .. عشرات الاتصالات من فنانين ومخرجين ورجال أعمال وأطباء وحتى ناس بسيطة حابين بيقدموا أي شي للفنان القدير والخبر الأحلى أنو رح نشوف الفنان هاني شاهين بأكتر من عمل خلال شهر رمضان”.
وأضاف “والله العظيم نحنا شعب طيّب ومالنا غير بعض”.
الفساد في سوريا .. أصل البلاء
ينتشر الفساد في سوريا منذ قبل بدء الحرب السورية في 2011 وبحسب سياسيين، فإن الفساد هو أحد الأسباب التي عمقت الأزمة السورية، وتضاعفت نسبته مع استمرار الحرب التي دفعت بملايين السوريين إلى النزوح واللجوء خارج مدنهم وبلدهم، في حين جعلت الغالبية العظمى ممن بقوا في وطنهم أسفل خط الفقر.
وعلى الرغم من أن الأزمات الاقتصادية لم تفارق السوريين على مدى “سنوات الحرب السوداء والطويلة”، إلا أن الظلال التي تلقي بها الأزمة الحالية لم يسبق أن خيمت بهذه التداعيات على المواطنين، لاسيما مع حالة العجز التي تعيشها الحكومة التي بدأت تفقد ما تبقى من حاضنتها الشعبية إذ باتت في موقف لا يمكنها فيه تقديم حل لأي مشكلة من المشكلات الكثيرة التي تواجه المواطنين بسبب الفساد المتغول في جميع مفاصلها.