دنت عقارب الساعة من اللحظة الحاسمة التي ينتظرها ملايين محبي كرة القدم في أرجاء المعمورة بإطلاق صافرة البداية لبطولة كأس العالم قطر 2022.
وستكون هذه النسخة استثنائية بكافة المقاييس كونها ستحمل في طياتها أحداثاً تاريخية لم يسبق لأية نسخة سابقة أن شهدت مثيلاً لها منذ انطلاقة المونديال الأولى عام 1930.
“أرابيان بزنس” يمنحكم فرصة التعرف على هذه الأحداث ضمن التقرير التالي.
البلد المضيف هو الوافد الجديد الوحيد
هي المرة الأولى التي يكون فيها البلد المضيف هو الوافد الجديد الوحيد، بما يعني أن المنتخبات الـ31 الباقية سبق لها المشاركة في المونديال.
وسيفتتح العنابي مبارياته بكأس العالم في 20 نوفمبر المقبل، بعد تعديل أجراه الفيفا على موعد انطلاق البطولة عبر تقديمه يوماً واحداً منح بموجبه صاحب الضيافة شرف المباراة الافتتاحية التي سيواجه فيها الإكوادور.
وكان من المقرر أن تنطلق البطولة العالمية في 21 نوفمبر بمباراة تجمع بين منتخبي السنغال وهولندا، لكن الفيفا أجرى تعديلاته قبل يومين من إطلاق العد التنازلي المئوي للمونديال.
وفي فلك الضيافة أيضاً فإنها المرة الأولى التي تقام فيها البطولة في دولة عربية، وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي دولة مسلمة.
كأس العالم 2022، قطر تستعد لاستضافة أكثر من 1.5 مليون زائر
دراسة: إيرادات الإنفاق السياحي خلال مونديال قطر قد تبلغ 4 مليارات دولار
كأس العام 2022 مونديال الخريف
منذ الإعلان عن موعد إقامة كأس العالم في قطر واختيار الفترة ما بين نوفمبر وديسمبر، والجميع يصفه بالمونديال الشتوي الأول، علماً أن فصل الشتاء يبدأ في 21 ديسمبر، لذا فإن التوصيف الأصح له هو مونديال الخريف وللدقة أكثر في القسم الشمالي من الكرة الأرضية، كون على سبيل المثال البرازيل استضافت المونديال مرتين في عز أيام فصل الشتاء بالنسبة للنطاق الجغرافي الخاص بها الذي يبدأ في 21 حزيران/يونيو وينتهي في 22 أيلول/سبتمبر.
والبرازيل ليست وحدها من استضاف المونديال في موسم الأمطار، إذ تشاركها جارتها الأرجنتين بذلك.
ويمكن بذلك لمونديال قطر أن يحصل على لقب أول بطولة تقام خارج التوقيت المتعارف عليه عالمياً للصيف (21 يونيو- 23 سبتمبر).
7 من أصل 8 ملاعب جديدة
لم يشهد تاريخ كأس العالم هذا العدد من الملاعب الجديدة التي تم بناؤها خصيصاً لاستضافة البطولة العالمية، إذ بنت قطر سبعة إستادات جديدة بطرازات مختلفة احتفاء بالمونديال.
وافتتح مؤخراً ملعب لوسيل وهو آخر الملاعب المنجزة التي تستضيف مباريات كأس العالم بقمة المرحلة الثانية من دوري نجوم قطر بين العربي والريان.
وتضم لائحة الملاعب السبعة إلى جانب لوسيل وهو أكبر ملاعب المونديال بسعة 80 ألف متفرج: إستاد 974، الثمامة، الجنوب، المدينة التعليمية، أحمد بن علي، والبيت.
ويبقى الملعب الثامن وهو إستاد خليفة الدولي، الذي أعيد تجديده وتوسعة مدرجاته لتستوعب عدداً أكبر من الجماهير.
وفي موضوع الإستادات ستكون هي المرة الأولى أيضاً، التي تكون الملاعب فيها مجهزة بتكييف وتبريد بحيث في حال حصول أي ارتفاع بدرجات الحرارة يمكن تعديلها داخلياً لتصبح بحدود 20 درجة مئوية، وذلك عبر تقنية الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة والاستدامة عبر الألواح الشمسية، كما أنها ستكون البطولة الأولى التي تشهد صفر انبعاثات كربونية.
ومن المعلومات الخاصة بالملاعب أيضاً، أنها المرة الأولى التي توزع فيها الملاعب على المباريات، بعد إجراء القرعة، إذ إنها كانت توزع على المجموعات ثم تسحب القرعة.
كما أنها البطولة الأولى التي ستشهد بعد انتهائها تفكيك أجزاء من الملاعب للتبرع بها لدول أخرى.
عدا عن أن ملعب البيت هو أول ملعب ضمن بطولات كأس العالم يبنى بشكل يعكس تراث الدولة المضيفة.
التقارب بين الملاعب
ولم يسبق أن أقيم كأس العالم خلال السنوات ال92 السابقة في نطاق جغرافي مماثل، إذ سيكون بإمكان الجماهير التنقل بين الملاعب التي تستضيف المباريات والتمتع بمشاهدتها وزيارة مناطق المشجعين خلال وقت قليل.
وتبلغ مساحة دولة قطر 11571 كلم مربع، لكن مدة الوصول المطلوبة بين ملعب وآخر ضمن الملاعب الثمانية التي ستقام عليها مباريات المونديال لا تتعدى الساعة.
وتقع الملاعب الثمانية في خمس مدن هي الدوحة، الريان، الوكرة، لوسيل والخور.
حكمات في بطولة الرجال
ثلاث حكمات ومثلهن من المساعدات سيشاركن في قيادة مباريات المونديال، لتكون المرة الأولى التي تقود فيها حكمات من الجنس اللطيف مباريات في بطولة العالم للرجال.
واختار الاتحاد الدولي لكرة القدم السيدات الست في خطوة منه لكسر الحواجز التي كانت وجودة في فتح المجال أمام الحكمات في قيادة مباريات أهم بطولات العالم، على أن تتطور في المستقبل وتصبح هي القاعدة وليس الاستثناء وفقاً لما قاله الفيفا في بيانه وقت الإعلان عن أسمائهن.
والحكمات المختارات لقيادة مباريات مونديال قطر هن الفرنسية ستيفاني فرابارت، الرواندية سليمة موكانسانغا واليابانية يوشيمي ياماشيتا أما المساعدات فهن الأمريكية كاثرين نسبيت ، البرازيلية نيوزا باك، والمكسيكية كارين ميدينا.
وأعرب الحكم الأسطوري الإيطالي بيار لويجي كولينا رئيس لجنة الحكام في الفيفا عن فرحه باختيار السيدات الست آملاً أن تكون هذه خاتمة عملية طويلة بدأت قبل عدة سنوات بإسناد مهمات للحكمات في البطولات الكبرى والتي تعكس موقف الفيفا بأنه يهتم بالمستوى وليس بجنس الحكم.
قوانين تطبق للمرة الأولى
ستحظى بطولة العالم في قطر باختبار تقنية شبه آلية لكشف التسلل، ذلك عن طريق الروبوت المساعد للحكام المساعدين، الذي أثبت فاعلية في ضبط التسلل خلال نصف ثانية فقط، عن طريق استخدام عشر كاميرات تتبع 29 نقطة جسدية لكل لاعب.
وتم اختبار هذه التقنية في كأس العالم للأندية عام 2019 التي أجريت في قطر أيضاً وفاز بلقبها ليفربول الإنكليزي، وكأس العرب التي فاز بلقبها المنتخب الجزائري العام الماضي، وأقيمت على أربعة من الملاعب الثمانية التي ستستضيف المونديال القطري.
ونالت هذه التقنية حيزاً كبيراً من رضى الخبراء لدقتها وسرعتها في اتخاذ القرارات بشكل يفوق سرعة حكم الفيديو المساعد (VAR)، لكن القرار في نقطة اخبار الحكم الرئيسي بوجود تسلل من عدمه يعود لحكم الفار.
ومن القوانين التي سيتم العمل بها لأول مرة من مونديال 2022، هي إمكانية استخدام خمسة تبديلات في المباراة، أسوة بما يحصل في الدوريات عقب تطبيقه بصفة مؤقتة منذ 2020 بسبب جائحة كوفيد – 19 بعد أن كانت القوانين تسمح بثلاثة تبديلات فقط.
كما بات مسموحاً للمرة الأولى للمنتخبات المشاركة بتسجيل 26 لاعباً بدلاً من 23، وأصبح بإمكان لاعبي الاحتياط ال15 جميعاً الجلوس على الدكة، علماً أن القانون سابقاً كان يسمح لسبعة فقط بالجلوس داخل الميدان، والبقية غير المدرجين في اللائحة يرسلون إلى منطقة خاصة بهم في المدرجات.
النهائي في العيد الوطني
سيكون يوم 18 ديسمبر يوماً غير عادي بالنسبة لقطر، أكثر من أي سنة، إذ ستكون الاحتفالات مزدوجة باختتام بطولة كأس العالم وباليوم الوطني للدولة، لتكون المرة الأولى التي تقام فيه المباراة النهائية في العيد الوطني للبلد المنظم.
وتحتفل قطر في 18 ديسمبر من كل عام بالعيد الوطني لتأسيسها، كما ستكون مناسبة لتتويج مجهودات انطلقت منذ لحظة إعلان رئيس الفيفا السابق السويسري جوزيف بلاتر عن فوز قطر بشرف تنظيف المونديال في 3 ديسمبر 2010.
وللمصادفة أن يوم 18 ديسمبر جاء يوم أحد وهو الذي يتبناه الفيفا منذ النسخة الأولى للبطولة لإقامة المباريات النهائية.
معلومة مهمة أخرى لحدث لم ولن يتكرر وهو أن مونديال قطر يحمل الرقم 22 بين نسخات بطولات العالم ويقام في العام 2022.
اخر مونديال بـ32 فريقاً
وبعيداً عن ريادة نسخة المونديال القطري في العديد من الأحداث التي سنشهدها للمرة الأولى، فإن هذه النسخة ستكون الأخيرة التي تُقام بمشاركة 32 منتخباً بعد أن قرر الفيفا زيادة العدد بدءاً من نسخة 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ليصبح 48 منتخباً. كما أنها ستكون المرة الأخيرة التي تضم فيها المجموعات 4 منتخبات كونها ستضم انطلاقاً من النسخة القادمة ثلاثة منتخبات.