ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال في تركيا وسوريا إلى أكثر من 11200 شخص الأربعاء، حسبما أظهرت أرقام رسمية، فيما ما زال عناصر الإنقاذ يحاولون العثور على ناجين عالقين تحت الأنقاض.
وقال مسؤولون وعاملون طبيون إن 8574 شخصاً قضوا في تركيا و2662 في سوريا، ما يرفع حصيلة القتلى الإجمالية إلى 11236.
وتسابق فرق المساعدة والإنقاذ في البلدين الزمن لإخراج العالقين تحت الأنقاض وسط سوء الأحوال الجوية. ومع اتضاح حجم الكارثة عبر مسؤول في الأمم المتحدة عن مخاوف من مقتل آلاف الأطفال جراء الزلزال.
وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولة تفقدية في المنطقة المنكوبة حيث زار كهرمان مرعش التي كانت مركزاً للزلزال وقال: “للأسف وصل عدد الضحايا حتى الآن، 8574 شخصاً، وبلغ عدد المصابين 49133 وعدد المباني المدمرة 6444 في الولايات العشر المتضررة من الزلزال”.
وأكد أردوغان: “حشدنا جميع مواردنا والدولة تعمل بكل إمكاناتها مع البلديات وخاصة إدارة الكوارث والطوارئ (أفاد)”.
ووجه الرئيس التركي رسالة تطمين للمواطنين المتضررين قائلا: “فليطمئن مواطنونا، لا يمكن أن نسمح ببقائهم في العراء”.
ولفت إلى إمكانية بقاء المتضررين من الزلازل في فنادق تم التعاقد معها في ولايات أنطاليا ومرسين ومدينة ألانيا القريبة من المنطقة المنكوبة.
وأضاف أردوغان أن حكومته ستمنح 10 آلاف ليرة تركية (نحو 531 دولارا) لكل عائلة متضررة من الزلزال.
وشدد أردوغان: “مثلما نفذنا حملات لبناء مساكن بمناطق كوارث أخرى، سننجز نفس المشاريع في الولايات العشر المتضررة من زلزال قهرمان مرعش”.
وكان الرئيس التركي، أعلن حالة الطوارئ في 10 أقاليم، الثلاثاء. لكن السكان في العديد من المدن التركية المتضررة عبروا عن غضبهم ويأسهم مما قالوا إنه استجابة بطيئة وغير كافية من السلطات لأعنف زلزال يضرب تركيا منذ 1999.
وقال مراد عليناك، الذي انهار منزله في ملاطية وفقد أقارب له: “لا يوجد حتى شخص واحد هنا. نحن تحت الجليد، بلا منزل.. بدون أي شيء”. وأضاف: “ماذا أفعل، أين يمكنني أن أذهب؟”.
وتسبب الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة الإثنين، وتلاه بعد ساعات آخر بالقوة ذاتها تقريبا، بتدمير آلاف المباني بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمجمعات السكنية وإصابة عشرات الآلاف، وتشريد عدد لا يحصى من الأشخاص في تركيا وشمال سوريا.
ووجد رجال الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى مناطق تعد من بين الأكثر تضررا، إذ أعاقهم الطقس الشتوي القارس، وسوء حالة الطرق، ونقص الموارد والمعدات الثقيلة. وتعيش بعض المناطق بلا وقود وكهرباء.
ومع عدم وصول مساعدات فورية تذكر، راح السكان يبحثون باستماتة وسط الأنقاض عن ناجين حتى دون أدوات البحث اللازمة في بعض الأحيان.
وأعرب مسؤولو منظمات إغاثية عن قلقهم الشديد إزاء الوضع في سوريا التي تعاني بالفعل أزمة إنسانية بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة 12 عاما.
إعلان حالة الطوارئ في تركيا
وأعلن أردوغان الأقاليم الـ10 المتضررة منطقة كوارث، وفرض حالة الطوارئ في المنطقة لمدة 3 أشهر. وسيسمح هذا الأمر للرئيس والحكومة بتجاوز البرلمان لتطبيق قوانين جديدة، وللحد من الحريات والحقوق أو تعليقها.
وقال أردوغان إن الحكومة تعتزم فتح فنادق في مدينة أنطاليا السياحية الواقعة إلى الغرب للمتضررين من الزلزالين مؤقتا. وستُجرى الانتخابات العامة في تركيا في غضون 3 أشهر.
وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، إن عدد القتلى في تركيا ارتفع إلى 5894، وأصيب أكثر من 34 ألف شخص.
أما في سوريا، بلغ عدد القتلى 1932 على الأقل، وفقا للحكومة السورية وخدمة إنقاذ في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة.
إنقاذ العالقين تحت الأنقاض
تقول السلطات التركية إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة مساحتها نحو 450 كيلومترا من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق وفي 300 كيلومتر من ملاطية في الشمال إلى إقليم خطاي في الجنوب.
وأعلنت السلطات السورية عن وقوع قتلى على بعد نحو 250 كيلومترا من مركز الزلزال.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “إنه سباق مع الزمن الآن. كل دقيقة، كل ساعة تمر، تتلاشى فرص العثور على ناجين”.
وواصل عمال الإنقاذ العمل خلال الليل وحتى الصباح بحثا عن ناجين، فيما انتظر الناس بجوار أكوام الأنقاض في لهفة أملا في العثور على أصدقائهم وأقاربهم أحياء.
وفي أنطاكيا، عاصمة إقليم خطاي المتاخم لسوريا، كانت فرق الإنقاذ قليلة على الأرض، ليعمد السكان إلى البحث وسط الأنقاض بأنفسهم. وطالب الناس بالخوذ والمطارق والقضبان الحديدية والحبال.
مشهد مرعب
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة، إن اللاجئين السوريين في شمال غرب سوريا وفي تركيا من بين الأكثر تضررا.
وفي مدينة حماة السورية، قال عبد الله الدهان، إن جنازات العديد من الأسر أقيمت الثلاثاء.
وأضاف: “إنه مشهد مرعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لم أر شيئا كهذا في حياتي رغم كل ما حدث لنا”.
وفتحت المساجد أبوابها للأُسر التي تضررت منازلها.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، أن عدد القتلى في محافظات حلب واللاذقية وحماة الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية ارتفع إلى 812.
وفي شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، تجاوز عدد القتلى 790 وفقا لما أعلنه الدفاع المدني السوري الذي يعرف باسم (الخوذ البيضاء)، وذاع صيته لانتشاله الناس من تحت أنقاض المباني بعد الضربات الجوية التي تشنها الحكومة السورية.
وقال رائد الصالح مدير المنظمة: “فرقنا تسابق الموت بكامل طواقهما لاحتواء الكارثة”، لكن الأمر أكبر بكثير من قدراتها بسبب عدد المباني المنهارة.
وأضاف أن الوقت ينفد لإنقاذ مئات الأسر المحاصرة تحت الأنقاض، وأن هناك حاجة عاجلة للحصول على مساعدات من المنظمات الدولية.
وذكر مسؤول بالشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في سوريا، أن نقص الوقود والطقس القارس يتسببان في عقبات عدة أمام عمليات الإنقاذ.