Posted inأخبار أريبيان بزنسأخبار عربيةدولشخصياتمجتمع

جنسية المسيح: هل كان يسوع فلسطينيًا؟ أم سوريًا يهوديًا؟

"المسيح كان فلسطينيا"، هكذا صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال "عشاء ميلاد" أقامته حراسة الأرض المقدسة في بيت لحم عام 2014.

المسيح كان فلسطينيا“، هكذا صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال “عشاء ميلاد” أقامته حراسة الأرض المقدسة في بيت لحم عام 2014.

وليس هذا التصريح الوحيد من مسؤول أو مواطن فلسطيني بخصوص موطن المسيح، باعتبار أنه ولد في مدينة بيت لحم، التي تقع على بعد 10 كيلومترات جنوب القدس.

ومن هنا تبدأ الخلافات مع الجانب الإسرائيلي الذي يؤكد أن يسوع إسرائيليا، باعتبار أن بيت لحم وقت ميلاد المسيح كانت جزءًا من مملكة يهوذا الإسرائيلية، حسبما يذكر موقع إسرائيل بالعربية.

بين الديانة والقومية.. المسيح ولد لأسرة يهودية

هناك اشتباك وإشكالية كبيرة بين اليهودية كديانة وقومية، هل اليهودية ديانة فقط أم ديانة وقومية؟

إن كانت اليهودية ديانة فقط، فلا جدال في أن المسيح ولد منتميًا لعائلة يهودية، حسبما يوضح الكتاب المقدس نفسه، حيث جاء في إنجيل لوقا:

“فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي “داود أبيه”، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية” (لوقا 1: 30 – 33).

وفي إنجيل لوقا أيضا، نجد قول زكريا الكاهن: “مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاهُ” (لوقا 1: 68-69).

ولكن الإشكالية تأت من أن إسرائيل تعتقد أن اليهودية ديانة وقومية، باعتبار أن أرض فسلطين شهدت قديما دولة يهودية لبني إسرائيل، تمثلت في مملكة إسرائيل التي حكمها الملك داوود، ولكن دلائل وجود هذه الدولة تنحصر في الروايات الدينية، حسبما يشير إسرائيل فينكلشتاين عالم الآثار الإسرائيلي في كتابه الذي شاركه فيها العالم الأمريكي نيل آشر سيلبرمان  ” The Bible Unearthed: Archaeology’s New Vision of Ancient Israel and the Origin of Its Sacred Texts”

ولكن ما وثقه التاريخ ودلت عليه الآثار هما مملكتي “إسرائيل” و”يهوذا”، اللتان نتجتا عن تفكك مملكة إسرائيل الموحدة، وفقا للرواية الدينية، وهما مملكتين صغيرتين وجدتا في فلسطين خلال القرن الثامن قبل الميلاد، بحسب فينكلشتاين.

وعموما كانت بيت لحم التي ولد بها المسيح تابعة لمملكة يهوذا، وبالتالي فإن المسيح هو أيضا ينتمي لإسرائيل كوطن، بجانب ديانته التي ولد عليها.

سوري كنعاني.. لا يهودي ولا فلسطيني

في المقابل يرى سهيل لاوند، الباحث في التاريخ القديم بجامعة حلب، بأن المسيح إن أردنا نسبه إلى وطن معين فسيصبح سوريا، ينتمي للحضارة الكنعانية، حسبما ذكر خلال حوار مع موقع “مبتدا”.

ويرى سهيل أنه لا تاريخيا ولا چينيا كان هناك شعب أصيل فلسطيني أو يهودي، بل كان يوجد شعب اسمه فيليست أو بيليست، وهو الشعب المهاجر الذي يتكون من شعوب أوروبية جاؤوا من وراء البحار وخاصة من جزيرة كريت.

هؤلاء المهاجرون انصهروا مع الكنعانيين (سكان المنطقة الأصليين) في حوالي 1200 قبل الميلاد، حيث امتدت بلاد كنعان من الساحل السوري على البحر المتوسط، حتى غزة جنوبا، أما داخل البلاد، في العمق، فقد كانت يسكنها الآراميون، بحسب سهيل.

مملكتي يهوذا وإسرائيل كانتا في العمق أيضا، ولكن عائلة يسوع عاشت في الناصرة بالجليل، التابع لسورية التاريخية، أو آشور، وهناك عاشت السيدة مريم وحملت به، ولهذا يعرف باسم “يسوع الناصري”، ويعرف أنصاره بـ”النصارى” نسبة للناصرة التي تبعد أكثر من 100 كيلو عن القدس أو أورشليم.

أما ولادته في بيت لحم فسببها أن جذور مريم كانت منها، فذهبت إلى هناك امتثالا لقرار أغسطس قيصر، إمبراطور روما، المحتل لبلاد الشام وقتها.

حيث أمر بإجراء إحصاء سكاني لكل الخاضعين لحكم إمبراطوريته، بشرط أن يسجل كل إنسان اسمه في بلده الأصلية، ولهذا ذهبت مريم إلى بيت لحم وكانت حاملا، وتصادفت ولادتها للمسيح هناك، حسبما يذكر الباحث في التاريخ المسيحي شمعي أسعد، في مقال له على موقع “إضاءات”.

بعدها فرت مريم وخطيبها يوسف النجار بيسوع إلى مصر، ثم عادوا إلى الناصرة، ليعيش بها المسيح وينشر دعوته من هناك.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا