تأتي زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا غامبا، الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، هذه الأيام على خلفية شكاوى قدمتها السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة حول مقتل عدد كبير من الأطفال بنيران قوات الأمن والجيش الإسرائيلية، خلال العام الحالي.
ويتزامن وصول المسئولة الأممية للمنطقة مع اتهام السلطات الفلسطينية القوات الإسرائيلية بإطلاق النار وقتل الطفلة جنى زكارنة، أثناء تواجدها على سطح منزلها في مدينة جنين فجر اليوم الإثنين.
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها سوف تستمر في مطالبة الممثلة الأممية بحماية أطفال فلسطين، وإدراج اسم إسرائيل على قائمة الأمم المتحدة للجهات والدول التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة (قائمة العار) التي تصدر سنويا عن الأمين العام للأمم المتحدة.
اقرأ أيضا:
أدلة الجانب الفلسطيني
يقول الفلسطينيون إنهم سيقدمون تقارير وصورا وفيديوهات وشهادات موثقة ودقيقة تدين الجيش الإسرائيلي، حيث:
- جهز الفلسطينيون تقارير حول الجرائم المتعاقبة في قطاع غزة، والقتل خارج القانون في الضفة الغربية.
- ملفات متعلقة بالاعتقالات العشوائية للأطفال، وتعذيبهم، سواء داخل السجون أو خلال الاعتقال، بحسب السلطات الفلسطينية.
- جرائم موثقة بالصوت والصورة.
- ملفات حول الانتهاكات المحددة في قرار مجلس الأمن 1612 (2005) التي تشمل قتل وتشويه الأطفال، واستهداف المدارس والمستشفيات، وتجنيد الأطفال، والاعتداءات الجنسية، وخطف الأطفال، ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية.
قتل الأطفال
تتهم الخارجية الفلسطينية إسرائيل بقتل ما يزيد على 52 طفلاً منذ مطلع العام، عن طريق:
- رصاص الجيش الإسرائيلي والقوات الأمنية الإسرائيلية.
- اعتداءات نفذها المستوطنون
- الإهمال الطبي داخل السجون.
وبحسب الخارجية الفلسطينية، فمن المقرر أن تلتقي غامبا مسؤولين فلسطينيين، وأسر وعائلات الضحايا من الأطفال الفلسطينيين، في الضفة وقطاع غزة للاطلاع على الانتهاكات الجسيمة التي ترتقي إلى مستوى الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين.
تخوفات في الجانب الإسرائيلي
على الجانب الآخر فإن هناك تخوفات في الأوساط الإسرائيلية من تنفيذ المطالب الفلسطينية على خلفية تحذير سابق للمسؤولة الأممية، بأنه إذا لم تغير إسرائيل ممارستها تجاه الأطفال الفلسطينيين، فإنها ستبحث في إدخال تل أبيب إلى القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال.
استعداد إسرائيلي
- ذكرت وسائل إعلامية إسرائيلية، أن تل أبيب لن تقاطع زيارة فيرجينيا غامبا، إلى إسرائيل والضفة الغربية.
- قالت “القناة 13” الإسرائيلية، إنه يتم اتخاذ الاستعدادات وجمع أدلة وأفلام قصيرة توثيقية، تبرر النشاطات التي تقوم بها قوات الجيش في المناطق الفلسطينية.
- أشارت “القناة 13” إلى أن هناك مخاوف تنتاب المسؤولين في إسرائيل من إدراج دولة إسرائيل في القائمة السوداء للدول التي تمس بالأطفال، وذلك نتيجة للنشاطات العسكرية في الضفة، ومقتل كثير من الفلسطينيين.
- نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر مطلعة على تفاصيل زيارة غامبا، قولها: “إنه من المتوقع أن تدقق المسؤولة الأممية في أحداث استهدف خلالها الجيش أطفالاً غير ضالعين في عمليات قتالية”.
- وأشارت “هآرتس” إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي “بني غانتس“ يعتزم لقاء “غامبا”، لمحاولة منعها من إصدار تقرير رسمي يضع إسرائيل على اللائحة السوداء للدول التي تعرّض حياة الأطفال للخطر.
- أضافت الصحيفة أن غامبا لن تواجه بمقاطعة إسرائيلية، كما كان التعامل مع مبعوثين سابقين، خصوصا وأنها تحافظ على اتصال دائم مع القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية.
- قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن مسؤوليها يجرون حوارًا مع مكتب السكرتير العام للأمم المتحدة بهذا الخصوص.