تميل قرارات أصحاب المشاريع المتوسطة من الذين نجحوا في تأسيس مشاريعهم بأنفسهم، الى الأسلوب الانفرادي في معظم الأمور المتعلقة بالعمل، وعلى الرغم من تمكنهم من إدارة منشآتهم بنفس الطريقة لسنوات طويلة الا أن استمرار المنشأة بنفس طريقة الإدارة الفردية يشكل خطرا كبيرا على استمراريتها وذلك من عدة نواحي.
فمن الضروري تشكيل فريق إداري متمكن لتجنب تلك المخاطر بحسب فادي العوامي رائد الأعمال والمستشار المالي المتخصص في المشاريع الناشئة والمتوسطة. يمثل اعتماد المنشأة على رؤية شخص واحد خطرا على استمراريتها، فقد تعاني هذه الرؤية من قصور معين أو أنها تغفل الجوانب الحيوية المتعلقة بالتطوير الاستراتيجي للمنشأة.
حتى وإن كانت الادارة التشغيلية تسير على نحو مميز وبتوسع، من المهم رسم التخطيط الاستراتيجي الذي يتماشى مع التغيرات الحاصلة سواء من ناحية الانظمة والتشريعات او من ناحية تغيير نماذج العمل والمبنية على الابتكار في معظم المجالات مما يكفل استمرارية المنشأة، وبالتالي عندما تكون القرارات الادارية تتخذ من قبل شخص واحد فإن احتمال وقوع قصور في الجانب الاستراتيجي تصبح واردة جدا حيث أن ذلك يتطلب خبرات مختلفة في عدة مجالات والتي من الممكن عدم توفرها لدى مؤسس الشركة.
من الضروري لكل منشأة ايضا أن توفر موظف اداري متمكن وعلى أتم الاستعداد بأن يقوم بإدارة المنشأة بكفاءة عالية لا تقل عن امكانيات صاحب المنشأة الادارية وعلى دراية بجميع شؤون المنشأة، وترجع أهمية ذلك إلى ضرورة تلافي المخاطر الادارية الناجمة عن غياب صاحب المنشأة سواء لأمر طارئ أو لإجازة أو أي سبب آخر بحيث يضمن استمرار العمل بشكل طبيعي، إضافة الى استلام زمام الامور بالكامل في حال رغبة صاحب المنشأة في التقاعد او تقليل دوره الاداري بشكل كبير.
قد يتم ترتيب تفويض الصلاحيات لإداريين أكفاء تدريجيا مع وجود رقابة ومتابعة، وذلك حل مناسب لتقليل هذه المخاطر بحيث يساعد على بناء فريق اداري متمكن لادارة الأمور المتعلقة بالتشغيل والعمل اليومي، كذلك تشكيل فريق لدراسة القرارات الاستراتيجية او الاستعانة بمستشارين من خارج المنشأة، وهو أمر ضروري للغاية للتأكد من قدرات النشاط على الاستدامة والاستمرارية سواء من خلال تطوير نموذج العمل او طرح منتجات وخدمات جديدة من شأنها تعزيز قدرة المنشأة على المنافسة.
- تابعونا:
