قادت برلمانية أردنية، حديثاً، صلحاً عشائرياً في المملكة الأردنية الهاشمية في واقعة وصفت بـ “التاريخية” وأثارت ضجيجاً عبر منصات التواصل الاجتماعي لكن قضاة العشائر الكبار نددوا بالحادثة.
وقالت ميادة إبراهيم شريم عبر فيسبوك “بفضل الله وكرمه تم أمس صلح عشائري بين ال الحجاوي وال جالودي وال أبو عرة؛ على أثر مشاجرة وقعت بين أفراد من أبناء العشائر المذكورة، بعد أشهر من ارضاء الطرفين”.
وأضافت “أشكر جهود كل من تعاون معي من أطراف العشائر في حل هذه المشكلة وأخصص الشكر للشيخ هاشم الحويطات والسفير عبد الله عطية العجارمة وأشكر كل من تدخل خيرًا من أبناء عشيرة الحجاوي وآل جالودي وآل أبو عرة متمنية من الله أن يعم السلام والأمان على الأردنيين أجمع”.
وظهرت ميادة شريم في صورة تم تداولها وسط جاهة عشائرية جميعها من الرجال وكانت في موقع قيادي والتهبت منصات التواصل بنقاشات حول الحادثة الفريدة، خلال عطلة عيد الفطر المبارك.
وقال نادر خطاطبة الإعلامي المخضرم إن السيدة شريم قادت صلحاً عشائرياً بين ثلاث عشائر في واقعة قد تكون سابقة في تاريخ القضاء العشائري، وأن الصلح تم على خلفية مشاجرة وقعت منذ أشهر، وكان الصلح مثار نقاش لكون رئيس الجاهة امرأة.
وجاء أول رد فعل عشائري رسمي عبر الشيخ ضيف القلاب الذي صرح لموقع “مدار الساعة” المحلي “بعدم جواز أن تترأس امرأة جاهة صلح عشائري”.
وعلى توتير نقل فتحي حياصات عن الشيخ القلاب القول إن العرف جرى منذ عقود بأن يتولى الرجل رئاسة الجاهة.
وعبر فيسبوك علق أحمد عجارمة قائلاً “شاركت ولم تترأس” واللعب بالخبر لحاله بده جاهة.
وكان محمد ربابعة أكثر تطرفاً إذ قال “عالأغلب ما عندهم رجال حتى جابوا امرأة”.
ونشرت على نطاق واسع عبر مجموعات واتساب فتوى الشيخ القلاب المعروف بأنه “فكاك النشب” وقائد أعتى المصالحات العشائرية في المملكة التي تحظى فيها العشيرة بمكانة مرموقة.
وقالت الكاتبة نور الدويري في تعليق “رغم أن عمر الإسلام في المنطقة أكثر من 1500 سنة تكرمت فيها المرأة بمنحها مكانة القائدة والمربية”.
لم يمانع الإسلام مشاركتها في الحرب والسلم والحياة وعاشت المرأة نماذج انثوية في عصر الإسلام الحقيقي مثلن صور فخمة عن قوة المرأة وقدرتها على إدارة الجيوش وقيادة المعارك، إلا أن البعض إلى هذا اليوم لا يزالوا يتصرفون كما الجاهلية الأولى ويرمي المرأة بسهام النقد والسلب والتجريح والتشكيك فيرى الكثيرون المرأة ليست أهلا لنجاح والتأثير.
ونشر الإعلامي نضال منصور “هل ما زلنا نحتاج هذه الأنماط الاجتماعية لحل المشكلات، أم أن الزمن تجاوزها، وأن مسطرة القانون هي التي يحتكم لها الجميع، وهي فوق الجميع”.
وقالت مواقع إخبارية محلية في بيان مشترك إن “جاهة كريمة” توجهت يوم الخميس الماضي “إلى مجلس قلقيلية مكونة من أصحاب السعادة والعطوفة والشيوخ والوجهاء من كافة محافظات المملكة برئاسة النائب ميادة شريم وبحضور السفير عبد الله عطية عفيشان العجارمة على إثر المشاجرة التي أدت إلى اصابه الحدث زيد فواز بهاء الحجاوي من قبل كل من عبد الرحمن امين محمد احمد 16 سنه وراشد إبراهيم محمد أحمد 18 سنه ورامز محمود عارف أبو عره 17 سنة.
وكان في استقبال الجاهة عدد كبير من شيوخ ووجهاء ال الحجاوي وجمع غفير من انسبائهم وجيرانهم وأهل المنطقة وبعد التداول بالحادثة تكرم ال الحجاوي بالموافقة على لسان حالهم سعادة الشيخ سند الحويطات بإعطاء الجاهة صك صلح عشائري وتنازل ال الحجاوي – ذوي المصاب – عن جميع حقوقهم القانونية والقضائية والعشائرية والمدنية شريطة عدم تعدي اي طرف من الأطراف من آل الحجاوي وآل جالودي وآل أبو عرة، وإذا ثبت التعدي بشهاده الشهود من أحد الأطراف بالقول أو بالفعل أو بالتلميح أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يدفع الطرف المتعدي للمعتدى عليه مبلغ وقدره 25 ألف دينار أردني (35.2 ألف دولار).
تم ذلك إكراماً لله تعالى ثم لرسوله الكريم ثم لسيد البلاد وللجاهة الكريمة.
يشار إلى أنه تم دفع مبلغ 50 ألف دينار أردني (70 ألف دولار) من قبل السيد هاشم الحويطات لآل الحجاوي في حال سجلت أي شكوى من قبل المعتديين على الطرف المعتدى عليه يتم اسقاطها فوراً لدى الجرائم الإلكترونية.
ولا يسع الجاهة إلا أن تتقدم بالشكر والعرفان لآل الحجاوي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة العربي الاصيل.
وقد أسفر هذا الصلح بجهود النائب ميادة شريم خلال أشهر ماضية للإصلاح من كلا الطرفين والاتفاق على إجراء مراسم الصلح في مبنى مجلس قلقيلية الكائن بالهاشمي الشمالي”.