خاص – الخرطوم – أريبيان بزنس
سيطرت حالة من الخوف والذعر على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان غربي السودان، وسط أوضاع صحية صعبة إثر تفشي حالات حمى مجهولة وسط السكان في حالة شبه وبائية تؤدي إلى الوفاة، وتنتقل الحمى سريعا بين سكان المدينة جراء انتشار أسراب من البعوض.
وتقول السلطات الصحية في السودان إن ما يجري في “الأبيض” هو “حمى الضنك النزيفية” وتفشت بصورة مخيفة بسبب لسعات البعوض المنتشر بكثافة، وقد أودت بحياة 5 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 300 آخرين.
لكن مصادر غير رسمية، تؤكد الآتي:
- الوضع في المدينة “كارثي”.
- عدد الوفيات يقدر بالعشرات، فيما تجاوزت الإصابات بحمى الضنك الألف.
- تسجيل نقص حاد في الأدوية والكادر الطبي لمواجهة المرض.
نداء استغاثة عاجل
أطلق ناشطون وسكان في المدينة نداء استغاثة عاجل، وطالبوا بإعلان الولاية منطقة كوارث حتى تتدخل المنظمات الطوعية الدولية والعالم لتوفير المعينات الصحية للسيطرة على هذه الحميّات التي أخذت تنتشر بشكل متسارع في البلدة على مدار أسبوع مضى.
وكانت وزارة الصحة السودانية في الخرطوم، أعلنت خلال الأسبوع الجاري عن تأثر 8 ولايات من أصل 18 ولاية بحمى الضنك، بينها شمال كردفان وعاصمتها الأبيض والذي أودى فيها الوباء بحياة 3 أشخاص لترتفع حصيلة الموتى لاحقاً إلى خمس وفيات بالوباء طبقاً لإحصاء ولائي محلي.
أعراض حمى الضنك
البعوض أو “الناموس” من الحشرات اللادغة، يعيش داخل المنازل أو خارجها، وتستطيع فقط إناث البعوض اللدغ دون الذكور؛ وذلك للحصول على الدم الذي تحتاجه لإنتاج البيض، ويتسبب في أمراض عديدة بينها الملاريا وحمى الضنك النزيفية فما هي أعراض تلك الحمى التي انتشرت بمدينة الأبيض السودانية.
عن أعراض حمى الضنك النزيفية يقول “محمد فضل” أحد الأطباء من المدينة المنكوبة إلى “أريبيان بزنس”:
•تبدأ شبيهة بالإنفلونزا وحمى ثقيلة للغاية لا يستطيع معها المصاب الحركة.
•آلام في مختلف أنحاء الجسم خاصة الرأس والمفاصل والعظام بشكل عام.
•ينتقل المرض بسرعة بواسطة لسعات أنثى البعوض الحاملة للفيروس.
•يتلقى المصاب محاليل وريدية “باندول” بشكل مستمر للتعافي.
•قد يتطور مرض حمى الضنك بعد فترة الحضانة ويؤدي إلى نزيف في الجسم ومن ثم الوفاة.
أوضاع “مأساوية” في مدينة الأبيض
وعن الأوضاع في عاصمة ولاية شمال كردفان السودانية التي تزايدت فيها أعداد المصابين بحمى الضنك يقول نيازي أحد سكان مدينة الأبيض لـ “أريبيان بزنس”.
•تعيش المدينة حالة من الذعر والخوف جراء هذه الحميات.
•إغلاق للمدارس وعدد من الأسواق بالمدينة مع عودة تدريجية محدودة مشوبة بالحذر الشديد.
•تكدس المرضى في المستشفيات مع نقص ملحوظ في الأدوية والكوادر الطبية.
•المدينة بحاجة ماسة لعون خارجي وإعلان حالة الطوارئ الصحية.
جهود لمواجهة الوباء
بالتوازي مع حراك حكومي متواضع نتيجة ضعف الإمكانات الصحية، أطلق شباب في مدينة الأبيض حملة شعبة تطوعية لتطهير البيئة والقضاء على البعوض عبر عمليات “رش” المبيدات بالطلمبات اليدوية، خطوة وجدت كثيرا من الثناء في الوسط السوداني لكنها غير كافية لإنقاذ البلدة من حمى الضنك.
ويقول مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية في ولاية شمال كردفان الدكتور إبراهيم الأنصاري لـ”أريبيان بزنس”: “تعيش الأبيض وضعاً وبائياً حاداً يستلزم وقفة من الجميع”.
وأوضح أن الوزارة عبر منتسبيها تقوم بعمليات رش بالطائرات، كما وفرت الاحتياجات الطبية اللازمة في إطار حزمة تدخلات للقضاء على وباء حمى الضنك.
حصيلة الضحايا
بحسب الأنصاري، “توفي حتى اليوم 5 أشخاص وهناك نحو 364 حالة اشتباه بحمى الضنك وصلت إلى المراكز الصحية في الولاية تراكمياً على مدار أسبوع مضى، ونحن نسعى بكل ما نملك للقضاء على المرض وإعادة المنطقة لوضعها الآمن صحياً في السابق”.
وقال الخبير في شؤون الصحة العامة نصر عثمان في تصريح لـ”أريبيان بزنس” إن القضاء على حمى الضنك في مدينة الأبيض يستوجب الوصول إلى داخل المنازل.
و دعا عثمان السلطات الصحية إلى اقتحام المساكن وتعقيمها كل على حدة، ومن ثم توعية المواطنين بضرورة الإصحاح البيئي والذي يقود للقضاء على البعوض.
- تابعونا:
