في خطوة تعكس طموحاتها المتزايدة للسيطرة على سوق التكنولوجيا المتقدمة، أعلنت شركة “ميتا بلاتفورمز” (المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب)، عن استحواذها على شركة “مانوس” (Manus) الناشئة، ومقرها سنغافورة، والمتخصصة في تطوير “وكلاء الذكاء الاصطناعي” (AI Agents).
استثمار استراتيجي بعوائد سريعة
تأتي هذه الصفقة في وقت يسعى فيه مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لـ “ميتا”، إلى تحويل الاستثمارات المليارية في الذكاء الاصطناعي إلى إيرادات ملموسة. وتتميز شركة “مانوس” بنموذج عمل ناجح، حيث تحقق إيرادات سنوية بمعدل 125 مليون دولار و تعتمد نظام الاشتراكات المدفوعة للشركات. ونجحت سابقاً في جمع تمويلات بقيمة تقارب 500 مليون دولار.
ما الذي يميز تكنولوجيا “مانوس”؟
على عكس روبوتات الدردشة التقليدية التي تكتفي بالإجابة على الأسئلة، يقدم “وكيل الذكاء الاصطناعي” من “مانوس” حلولاً تنفيذية ذاتية دون الحاجة لإشراف بشري مستمر. وتشمل مهامه:
1. تحليل الأسهم والبيانات المالية المعقدة.
2. فرز السير الذاتية للشركات بكفاءة عالية.
3. تخطيط الرحلات السياحية وبناء برامج زمنية متكاملة.
خطط ميتا المستقبلية: دمج واستمرارية
أكدت “ميتا” أنها لن تكتفي بدمج تكنولوجيا “مانوس” داخل تطبيقاتها الشهيرة (فيسبوك، إنستغرام، وواتساب)، بل ستستمر في تشغيل وبيع خدمة مانوس كمنتج منفصل للشركات، مما يضمن لها تدفقاً نقدياً فورياً.
يُذكر أن هذا الاستحواذ يأتي وسط سباق محتدم مع عمالقة التكنولوجيا مثل “أوبن إيه آي” وجوجل، وفي ظل تعهد زوكربيرغ بإنفاق 600 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
تحديات سياسية في الخلفية
رغم الجدوى التقنية، واجهت الصفقة والشركة الأم لـ “مانوس” (باترفلاي إفكت) انتقادات سياسية سابقة في الولايات المتحدة، بسبب أصول الشركة المرتبطة بالصين قبل انتقالها لسنغافورة، وهو ما يضع تحركات “ميتا” تحت مجهر المشرعين الأمريكيين المهتمين بالأمن القومي والتنافس التكنولوجي مع بكين.

