اندلع نزاع في عائلة كابور بين أرملة ووالدة ملياردير على الميراث وقيمته تقارب 3 مليارات جنيه إسترليني في أعقاب الوفاة المفاجئة للملياردير الهندي سنجاي كابور، البالغ من العمر 53 عامًا، وهو شخصية بارزة في صناعة السيارات، والذي انهار بعد أن ابتلع نحلة ولسعته في حلقه خلال مباراة بولو في نادي غاردز بولو في وندسور في 12 يونيو 2025 . وكان كابور، رئيس مجلس إدارة شركة سونا كومستار العالمية العملاقة لقطع غيار السيارات – وهي شركة بقيمة 2.7 مليار جنيه إسترليني أسسها والده – يلعب في نصف نهائي كأس كارتييه كوينز عندما أصيب بنوبة قلبية قاتلة يُعتقد أنها ناجمة عن لسعة نحلة ابتلعها، مما قد تسبب له بصدمة حساسية المفرطة. وأكد تقرير الطبيب الشرعي لاحقًا أنه توفي لأسباب طبيعية، وهي تضخم البطين ومرض نقص تروية القلب، وأغلقت السلطات التحقيق. وأصبح مصير شركة سونا كومستار وثروتها الهائلة في مهب الريح مع نزاع قانوني يهدد مستقبل أعمالها حيث تتابع وسائل الإعلام وأصحاب المصلحة عن كثب التطورات الجديدة. ةيسلط هذا الخلاف حول الميراث الضوء على النزاعات المستمرة والمتكررة حول الميراث والخلافة والحوكمة والإرث العائلي داخل أكبر إمبراطوريات الأعمال في الهند.

صراع على الميراث
بعد وفاة كابور بفترة وجيزة، اشتعلت معركة خلافة شرسة في سونا كومستار. قدمت والدته، راني كابور، خطابًا رسميًا إلى مجلس إدارة الشركة في 24 يوليو/تموز، أعربت فيه عن شكوكها بشأن الظروف “غير المبررة” لوفاة ابنها، واعترضت على تعيينات رئيسية في الشركة في ظل حزن العائلة. زعمت السيدة كابور أنها أُجبرت على توقيع وثائق تحت ضغط نفسي، وأن وصولها إلى حسابات العائلة المصرفية مُنع، وأن العديد من أعضاء مجلس الإدارة استغلوا المأساة “للسيطرة” على الشركة. وأكدت أنها المستفيدة الوحيدة والمساهم الأكبر من خلال وصية زوجها الراحل، وشككت في شرعية التغييرات الأخيرة في القيادة.

نفت شركة سونا كومستار ادعاءات راني كابور والدة الملياردير، مؤكدةً أنها ليست المساهم الأكبر، ولم تمتلك أي أسهم منذ ست سنوات. على الرغم من احتجاجاتها، عيّن المجلس بالإجماع رئيسًا جديدًا في يونيو/حزيران، وفي الاجتماع السنوي الذي عُقد في 25 يوليو/تموز، عُيّنت أرملة سنجاي، بريا ساشديف كابور، مديرةً غير تنفيذية، مما زاد من حدة الخلاف العائلي. تُدير بريا، عارضة الأزياء ورائدة الأعمال السابقة، صندوق عائلة آر كي، الذي يمتلك أصولًا كبيرة للشركة، وتعمل كوصية قانونية على ابنهما أزاريوس، البالغ من العمر ست سنوات، والمُرشّح وريثًا. عارضت راني تعيين بريا في المجلس، وشككت في الإجراءات، ثم تواصلت لاحقًا مع هيئة تنظيم السوق الهندية مُعربةً عن مخاوفها. ولا يزال أبناء كابور من زواجه السابق من ممثلة بوليوود كاريشما كابور – سامايرا وكيان – محميين ماليًا بفضل تخطيط الإرث، وحيازة السندات، والعقارات المسجلة. أفادت التقارير أن كاريشما نأت بنفسها عن نزاع الميراث، وركزت فقط على أبنائها المعترف بهم ورثةً قانونيًا، كما أكد ذلك مطلعون على شؤون العائلة.
وادعت راني كابور، التي يمثلها المحامي الكبير فايبهاف جاجار، وجود مؤامرة لعزلها والسيطرة على أعمال العائلة، متمسكةً بدعواتها لإجراء تحقيق أشمل في وفاة ابنها.
أزمة الشركات العائلية الهندية
تشهد محاكم الهند حاليا قضايا شركات عديدة مستمرة في نزاعات حول الميراث والخلافة والحوكمة والإرث العائلي و تؤثر هذه النزاعات على كل من التكتلات الكبيرة والشركات الصغيرة. غالبًا ما تؤدي هذه التحديات إلى خلافات عائلية بارزة، ودعاوى قضائية، وأزمات حوكمة، على غرار قضية سونا كومستار. و تخضع أكثر من 90% من الشركات الهندية المدرجة تخضع لسيطرة عائلية، لكن حوالي 63% فقط لديها خطط خلافة رسمية. هذا التردد في وضع أطر واضحة يُسبب نزاعات عند حدوث انتقالات في القيادة أو عند وفاة الأبوين. وبحسب استطلاع رأي PwC حول الشركات العائلية في الهند، فإن 90% من الشركات المدرجة في البورصة في الهند مملوكة أو خاضعة لسيطرة عائلية، لكن 63% فقط من قادة الشركات العائلية في الهند أفادوا بوجود هياكل حوكمة رسمية، مثل خطط الخلافة. وأثرت النزاعات البارزة على الأخوين أمباني (ريلاينس)، وعائلتي بيرلا وباجاج، وعائلة كيرلوسكار، والأخوين لودها، وبينا مودي وأبنائها على شركة جودفري فيليبس الهندية، من بين آخرين. غالبًا ما تنطوي هذه القضايا على معارك قضائية، واتهامات علنية، وتآكل قيمة المساهمين.
