يدعم الملياردير بيل غيتس كمستثمر رئيسي شركة ناشئة تُدعى “سافور“، تُنتج زبدة مصنوعة بالكامل من الكربون والهيدروجين والأكسجين، دون استخدام الحيوانات أو النباتات وتزعم الشركة إن منتجها يتكون من الدهون والماء، وقليل من الليسيثين كمستحلب، ونكهة ولون طبيعيين. و تحاكي بديل الزبدة هذه الدهون الموجودة في منتجات الألبان، وتزعم الشركة إنها تصنع المنتج من خلال عملية التقاط ثاني أكسيد الكربون وتستخدم الهيدروجين الأخضر. يهدف هذا الابتكار إلى توفير بديل صديق للبيئة لزبدة الألبان التقليدية، ببصمة مائية أقل بنسبة 99.9%، وانبعاثات غازات دفيئة شبه معدومة مقارنةً بالزراعة التقليدية. تُشبه زبدة “سافور” طعم الزبدة الحقيقية بحسب زعم الشركة التي افتتحت منشأة إنتاج تجريبية في باتافيا بولاية إلينوي، وتعمل حاليًا على الحصول على الموافقة التنظيمية لطرح هذه الزبدة في السوق بحلول عام 2027. ولقيت هذه الزبدة الاصطناعية استجابة سلبية كبيرة وتعرضت الشركة لانتقادات لاذعة على الإنترنت وصفت فيها بأنها زبدة مقرفة. كتب الشيف الشهير أندرو غرول على موقع X: إكس قائلاً إنها مقرفة فهم يمزجون الهيدروجين والكربون والأكسجين لإنشاء جزيئات دهنية، ثم يُعدّلونها لتبدو مثل الزبدة”. لماذا نفعل هذا ولدينا زبدة أصلاً؟”. صرحت كاثلين ألكسندر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة سافور، بأن المنتج “يتعلق بكيفية إطعام جنسنا البشري وشفاء كوكبنا في آن واحد”. فيما يدافع بيل غيتس عن المنتج على مدونته قائلاً بأن الشركة “تبتكر لتحقيق الاستدامة رغم أن طعمة الزبدة قد يبدو غريباً.” و أقرّ غيتس بأن المفهوم “قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى”، إلا أنه يصرّ على أن قدرته على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري “هائلة”. وكتب على مدونته: “قد تبدو فكرة التحول إلى الدهون والزيوت المُصنّعة في المختبر غريبة للوهلة الأولى. لكن قدرتها على تقليل بصمتنا الكربونية بشكل كبير هائلة“. وتباينت ردود الفعل على هذه المنتجات وفيما زعمت تقارير إخبارية أن الاستجابة كانت طيبة ومشجعة، حفلت الشبكات الاجتماعية بالسخرية والانتقادات من هذه الزبدة وباقي المنتجات الاصطناعية من الشركة.
وفيما يزعم بيل غيتس أنه مدافع عن البيئة والاستدامة إلا أن أسلوب حياته يتناقض كثيراً مع أقواله فهو ينفق ببذخ أي ملياردير آخر، ويكبد ذلك آثاراً بيئية كبيرة، ويعود ذلك إلى استخدامه للطائرات الخاصة وحضوره فعاليات شخصية واسعة النطاق، مثل حفلات أولاده. ورغم كونه من أبرز دعاة حلول تغير المناخ، إلا أن استخدامه للطائرات الخاصة يُخلّف بصمة كربونية كبيرة. ففي عام ٢٠٢٤ وحده، قطعت طائرته الخاصة من طراز جلف ستريم G650 مسافة تزيد عن ٤٣٥ ألف ميل عبر ٢٧٣ رحلة جوية، مستهلكةً ما يقرب من ٤٧٩ ألف جالون من الوقود، ومُنتجةً ما يقرب من ٤٧٨٧ طنًا متريًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. يمتلك غيتس أسطولًا من أربع طائرات خاصة تُقدر قيمتها بنحو ٢٠٠ مليون دولار، وقد وصفها بأنها “متعته المُذنبة”. وتشير التقديرات إلى أن هذه الطائرات أكثر كثافة في انبعاثات الكربون مقارنةً بالرحلات الجوية التجارية، مما يُسهم بشكل غير متناسب في عدم المساواة المناخية. و يُشير منتقدوه إلى التفاوت بين مناصرته للبيئة والانبعاثات العالية الناتجة عن خياراته الحياتية، مُشيرين إلى أن ذلك يُقوّض رسالته. يُنتج نمط حياة بيل غيتس انبعاثات كربونية كبيرة، لا سيما من استخدام الطائرات الخاصة، وهو ما يتناقض مع موقفه المُعلن بشأن مُكافحة تغيّر المناخ. ومع ذلك، فهو يستثمر بنشاط في تقنيات المناخ واستراتيجيات إزالة الكربون التي يُجادل بأنها تُعوّض هذه الآثار.
(صور لمنتجات تعرضها الشركة على موقعها)




