تتجه الأنظار للعاصمة الفرنسية، لاحتضانها أولمبياد باريس 2024، وآلاف الرياضيين من جميع أنحاء العالم، ورغم ذلك تأثرت صناعة السياحة في مدينة النور بالسلب، عكس المتوقع، ولم تصبح الوجهة المفضلة للسياح وقت إقامتها.
لم يحقق أولمبياد باريس 2024، أهدفه السياحية، وأصاب قطاع السياحة بـ””بارادوكس”، وانخفضت أعداد السائحين المتوقع جذبهم بأكثر من 25%، من 15 مليون سائح، إلى 11 مليونا.
ويطلق على ظاهرة انخفاض أعداد السائحين، خلال الأحداث الضخمة، سواء رياضية، أو غيرها، عكس المتوقع، مصطلح “بارادوكس”.
“ماريه” التاريخية خالية خلال أولمبياد باريس 2024
وتبدو منطقة “ماريه” التاريخية في باريس، والتي عادة ما تجتذب جحافل من السياح إلى متاجرها ومتاحفها ومطاعمها الأنيقة، فارغة هذه الأيام، حيث تواجه السياحة في العاصمة الفرنسية تراجعا، حيث يتجنب الزوار إحدى أكثر المدن زيارة في العالم خلال أولمبياد باريس 2024.
أحد الأسباب الرئيسية لهذا الركود هو ارتفاع أسعار كل شيء، من مصروفات الإقامة، والفنادق إلى تذاكر المترو.
مقاهي ومطاعم باريس الأكثر تضررا
وقال ريمي كالمون، مدير نقابة تمثل شركات الأغذية والمشروبات في العاصمة الفرنسية، لـ”DW”: “كان النصف الثاني من شهر يوليو كارثيا للغاية بالنسبة للمقاهي في باريس، وتحديدا منذ انطلقت أولمبياد باريس 2024”.
وأضاف كالمون، أن المطاعم الأكثر تضررا بشكل خاص، هي تلك الموجودة داخل مناطق أمنية مشددة بالقرب من نهر السين، والتي تعرضت لإغلاق شبه كامل لعدة أيام قبل حفل افتتاح الأولمبياد.
وشهد أصحاب المطاعم، في عاصمة النور، انخفاضا في المبيعات بنسبة تزيد عن 50%، وبدأ البعض يشعر بالقلق إزاء دفع الإيجار، والرواتب، ما دفع كالمون للقول:” لقد أعاد هذا الذكريات السيئة لعصر كورونا”.
الحكومة الفرنسية تتعهد بتعويض الخسائر
وتعهدت الحكومة الفرنسية، بمعالجة التعويضات المحتملة للشركات، لكن السؤال الكبير هو ما إذا كان السياح سيتدفقون مرة أخرى عندما يتم تخفيف القيود الأمنية بعد أولمبياد باريس.
شركات الطيران ترصد تراجع حركة السفر
والأرقام حتى الآن ليست مشجعة، حيث تقول شركات الطيران الكبرى، إن أولمبياد باريس 2024، قللت من شهية الصيف المعتادة لرحلات العطلات إلى العاصمة الفرنسية، مما أدى إلى تباطؤ الحجوزات، والمقاعد الفارغة.
وتتوقع شركة طيران شركة “دلتا إيرلاينز”، خسارة 100 مليون دولار في الفترة من يونيو الماضي إلى أغسطس الجاري، في حين قالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية “كيه إل إم”، إنها تتوقع انخفاضا في الإيرادات من 150 مليون يورو (162.3 مليون دولار) إلى 170 مليون يورو (184 مليون دولار) في الربع الثالث من عام 2024.
وأضافت شركة الطيران الفرنسية، على موقعها الإلكتروني، إن الأمر لم يتضاءل فحسب، بل إن “الأسواق الدولية تظهر تجنبا كبيرا لباريس”.
ويرى جون غرانت، كبير المحللين في شركة معلومات الطيران”أو أيه جي” (OAG)، أنه رغم انتعاش “السياحة الرياضية”، ومعها حركة السفر خلال السنوات الماضية، لم يكن من الغريب أن الأولمبياد، وهو قمة المسابقات الرياضية، الذي يجمع أفضل الرياضيين في العالم، في أكثر المدن شعبية وهي باريس، لم يؤدي لانتعاش السياحة فيها، لأن هذا ما حدث في أولمبياد لندن، وأثينا، وأتلانتا، وذلك حسب شبكة “CNBC”.
الفنادق تعاني من تراجع نسب الإشغال
فيما رفعت العديد من الفنادق أسعارها للاستفادة من الطفرة السياحية المتوقعة، لكنها خفضتها بعد موسم ربيع شهد بطء الحجوزات، وتراجع نسب الإشغال.
ومع ذلك، ارتفع متوسط الأسعار بنسبة 70% تقريبا في شهر يوليو الماضي، من 202 يورو (219 دولارا) العام الماضي إلى 342 يورو (370 دولارا) خلال أولمبياد باريس 2024، وفقا لمجلس السياحة في باريس.
الشقق المعروضة للإيجار لا تزال فارغة
كما خطط العديد من الباريسيين لتأجير منازلهم بأسعار مبالغ فيها، والاستفادة من الزيادة المتوقعة في عدد السياح، خلال أولمبياد باريس 2024، لكن هذه المقامرة لم تؤت ثمارها.
وتقول غيل بواكلير، التي تدير شركة Perfectly Paris، لتأجير الشقق:” الكثير من الناس يتجنبون باريس لأنهم لا يريدون التعامل مع الضغط الناتج عن احتمال ازدحام مترو الأنفاق خلال أولمبياد باريس 2024، والازدحام المروري”.
ويقول مكتب السياحة في باريس إنه من المتوقع أن يأتي حوالي 1.5 مليون زائر من الخارج لحضور الألعاب، في حين أن الجزء الأكبر من حاملي التذاكر الأولمبية هم من المقيمين الفرنسيين.
ويكشف رصد بعض مواقع الحجز الشهيرة، أن الآلاف من الشقق المعروضة للتأجير لا تزال فارغة مع انخفاض الأسعار، وما زال العرض يتجاوز الطلب بنسب كبيرة.
- تابعونا:
