خلال خطاب القسم يوم الاثنين، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة “ستستعيد” قناة بنما، مشيراً إلى أن الصين باتت تسيطر على هذا الممر المائي الاستراتيجي.
وقال ترامب، إن أمريكا لم تسلم قناة بنما للصين بل إلى بنما.. وسنستعيدها.
يأتي هذا التصريح كأحد أبرز وعود ترامب بعد عودته للرئاسة، حيث يعتبر القناة “أحد الأصول الوطنية الحيوية للولايات المتحدة”.
رد رئيس بنما
في أول تعليق له على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، عبر منشور على حسابه في منصة “إكس”، الاثنين، أن “قناة بنما ملك لبنما، وستظل كذلك”.
وأضاف مولينو، أن القناة “ستبقى تحت سيطرة بنما وبحيادية دائمة”، مشيراً إلى أن بلاده تدير القناة “بمسؤولية تجاه العالم والتجارة الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
لماذا يسعى ترامب للسيطرة على القناة؟
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أسابيع، بأن الولايات المتحدة ستطالب بإعادة قناة بنما إلى سيادتها إذا لم تديرها بنما بطريقة مُرضية.
وفي منشور عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، أكد ترامب أنه لن يسمح بأن تقع القناة في “الأيدي الخطأ”، في إشارة واضحة إلى مخاوفه من التأثير الصيني المحتمل على هذا الممر المائي الاستراتيجي.
ووصف ترامب، القناة بأنها إحدى الأصول الوطنية الحيوية للولايات المتحدة، نظرًا لدورها المهم في الاقتصاد والأمن القومي الأمريكيين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعد المستخدم الأول للقناة، حيث تعبر أكثر من 70% من عمليات النقل من وإلى الموانئ الأمريكية عبرها.
وتأتي تعهدات ترامب، وسط مخاوف من تنامي النفوذ الصيني في التجارة العالمية، والبنية التحتية الاستراتيجية.
وعززت الصين، من وجودها في أمريكا اللاتينية، خلال العقدين الماضيين عبر استثمارات واسعة النطاق في الموانئ، ومشروعات البنية التحتية واتفاقيات التجارة.
كما أن شركة مقرها هونغ كونغ تدير الميناءين الرئيسيين للقناة: ميناء بالبوا على جانب المحيط الهادئ، وميناء كريستوبال على الجانب الأطلسي.
تاريخ قناة بنما
تولت الولايات المتحدة بناء قناة بنما، مطلع القرن العشرين خلال رئاسة ثيودور روزفلت، وأدارت المنطقة المحيطة بالممر المائي لعقود طويلة.
إلا أنه وبعد سنوات من التوترات، وقّعت إدارة الرئيس جيمي كارتر، في عام 1977، معاهدتين مع الحاكم البنمي عمر توريخوس، تقضيان بنقل السيطرة على هذا الممر الحيوي إلى بنما.
وبموجب الاتفاق، تسلّمت بنما إدارة القناة في عام 1999، بينما احتفظت الولايات المتحدة بحق الدفاع عنها في حال تعرضها لأي تهديد يمس حيادها.
ما هي قناة بنما؟
قناة بنما، ممر مائي حيوي يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، ما يتيح للسفن اختصار رحلة تزيد على 7 آلاف ميل بحري (13 ألف كيلومتر) حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية.
وتمتد القناة على طول 51 ميلاً (82 كيلومتراً) في قلب بنما، الدولة الواقعة في الشريط الرابط بين أمريكا الوسطى، والجنوبية.
وفي السنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر الماضي، استخدم القناة نحو 10 آلاف سفينة نقلت ما يقارب 423 مليون طن من البضائع، من مواد غذائية، ومعادن، ومنتجات مصنّعة.
وتمر عبر القناة أكثر من 40% من السلع المستهلكة المتبادلة بين شمال شرق آسيا، والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتعد الولايات المتحدة أكبر مستخدم لها، حيث تنقل لها ثلاثة أرباع البضائع التي تعبر القناة سنوياً، تليها الصين في المرتبة الثانية.