أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، تحذيرا شديد اللهجة من التداعيات السلبية التغييرات المناخية، على الاقتصاد العالمي، وصحة المجتمعات.
“القاتل الصامت”
وقال تقرير صادر عن المنتدى المنعقد في سويسرا حتى 19 يناير الجاري، إن تغير المناخ قد يتسبب في وفاة 14.5 مليون فرد بحلول عام 2050، بالإضافة إلى تكبيد الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بنحو 12.5 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم.
وقال التقرير، الذي نشر اليوم الثلاثاء، إنه على الرغم من النتائج الصارخة، لا يزال هناك وقت لاتخاذ إجراءات استراتيجية حاسمة لمواجهة هذه التوقعات والتخفيف من الآثار الصحية لتغير المناخ على مستوى العالم.

1.1 تريليون دولار خسائر
وحدد التقرير، الذي جاء بعنوان “قياس تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان”، العواقب الصحية لتغير المناخ، سواء من حيث النتائج الصحية، والتكاليف الاقتصادية لنظام الرعاية الصحية، قائلا إن النظم الصحية ستتحمل 1.1 تريليون دولار إضافية بحلول عام 2050، لمواجهة الأمراض والمخاطر الناجمة عن التغيير المناخي.
ويستند التقرير إلى السيناريوهات التي وضعتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بشأن المسار الأكثر ترجيحاً لارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب، من 2.5 إلى 2.9 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ويحلل التقرير 6 فئات رئيسية من الأحداث المرتبطة بالمناخ باعتبارها محركات رئيسية متعددة الجوانب للتأثيرات الصحية السلبية وهي: الفيضانات، والجفاف، وموجات الحرارة، والعواصف الاستوائية، وحرائق الغابات، وارتفاع منسوب مياه البحر.
8.5 مليون حالة وفاة بسبب الفيضانات
وتوقع التقرير أن تشكل الفيضانات أعلى معدل للوفيات الناجمة عن التغييرات المناخية، وقال إنها ستكون مسئولة عن حدوث 8.5 مليون حالة وفاة بحلول عام 2050.
7.1 تريليون دولار بسبب الجفاف
وسيشكل الجفاف، المرتبط بشكل غير مباشر بالحرارة الشديدة، ثاني أكبر سبب للوفيات، مع توقع وفاة 3.2 مليون شخص، وفقا للتقرير الذي قال إن موجات الحر ستتسبب في أكبر خسائر اقتصادية تقدر بنحو 7.1 تريليون دولار بحلول عام 2050 بسبب فقدان الإنتاجية.
ومن المتوقع أن تكون الوفيات الزائدة التي تعزى إلى تلوث الهواء، الناجم عن الجسيمات الدقيقة وتلوث الأوزون، أكبر مساهم في الوفاة المبكرة بما يقرب من 9 ملايين حالة وفاة سنويا.
وسوف يؤدي تغير المناخ أيضاً إلى ارتفاع كارثي في العديد من نتائج الأمراض الحساسة للمناخ، بما في ذلك الأمراض المنقولة بالنواقل، مثل الملاريا وحمى الضنك وعدوى فيروس زيكا والتي من المرجح أن تؤثر على المناطق الأقل تأثراً في السابق مثل أوروبا والولايات المتحدة.
ويخلص التقرير إلى أنه بحلول عام 2050، قد يتعرض 500 مليون شخص إضافي لخطر التعرض للأمراض المنقولة بالنواقل.
وستواجه مناطق مثل أفريقيا وجنوب آسيا ضعفا متزايدا أمام تداعيات تغير المناخ التي تتفاقم بسبب محدودية الموارد الحالية والبنية التحتية الكافية والمعدات الطبية الأساسية، مما يزيد من تعقيد قدرتها على مواجهة التحديات البيئية والتكيف معها.