ماراثون الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.. مراكز البيانات تحسم الفائز

أدى التنافس الناشئ بين السعودية، والإمارات، في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى إطلاق سباق لبناء مراكز بيانات صحراوية باهظة الثمن لدعم هذه التكنولوجيا.

ولن تتمكن مراكز البيانات وحدها من تحويل أي بلد إلى دولة ذات وزن ثقيل في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن لا يمكن لأي بلد أن يصبح كذلك بدونها.

الذكاء الاصطناعي جزءًا من استراتيجية رؤية 2030

وفي السعودية تعد تقنية الذكاء الاصطناعي جزءًا من استراتيجية رؤية 2030 لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحديد مصادر إيرادات جديدة، حيث أطلقت مراكز بحثية كبرى، ووزارات مخصصة للذكاء الاصطناعي، وأنتجت نماذج كبيرة الحجم شبيهة بنموذج ChatGPT التابع لشركة OpenAI، كما فعلت أيضا الإمارات في نفس الطريق، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز.

مؤخرا، ذكرت بلومبرغ أن الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، التقى مؤخرًا بمسؤولين حكوميين ومستثمرين في الإمارات لمناقشة كيفية عمل القطاع الخاص مع الدول لدعم البنية التحتية واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي.

استثمارات دول الخليج في الذكاء الاصطناعي

وفي أوائل شهر مارس، أعلنت أبوظبي عن صندوق استثماري في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتضخم إلى 100 مليار دولار في غضون بضع سنوات، فيما يجري صندوق الثروة السيادية في السعودية محادثات مع شركة رأس المال الاستثماري القوية أندريسن هورويتز حول تخصيص ما يصل إلى 40 مليار دولار لاستثمارات الذكاء الاصطناعي.

دول الخليج بعيدة عن أوروبا في مراكز البيانات

ولا تزال دول الخليج بعيدة عن أوروبا الغربية في مراكز البيانات، وفي نهاية عام 2023، كان لدى الإمارات 235 ميغاوات من سعة مراكز البيانات، وكان لدى السعودية 123 ميغاوات، مقارنة بألمانيا البالغة 1060 ميغاوات، وفقًا لشركة الأبحاث DC Byte، ولسد الفجوة، تخطط الإمارات لزيادة قدرتها بمقدار 343 ميغاوات، وتقول المملكة إنها تريد إضافة 467 ميغاوات خلال السنوات القليلة المقبلة.

ويقدر تقرير حديث صادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز أنه بحلول عام 2030 سيساهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 96 مليار دولار في اقتصاد دولة الإمارات، و135 مليار دولار في اقتصاد المملكة، مما يضع الدولتين خلف الصين، وأمريكا الشمالية فقط كمناطق سيكون للذكاء الاصطناعي فيها التأثير الأكبر على الناتج المحلي الإجمالي.

ولدى الإمارات العربية العديد من المزايا، كما أنها بدأت في بناء مراكز البيانات منذ أكثر من عقدين من الزمن كجزء من مبادرة مدينة دبي للإنترنت، والتي تضمنت أيضًا مراكز ابتكار ومساحات مكتبية، ولديها 52 مركز بيانات قيد التشغيل، وفقًا لشركة DC Byte.

عدد مراكز البيانات في الإمارات والسعودية

ومن أهم الجهود الإماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي مجموعة G42 التكنولوجية، فهي تعمل مع شركة Cerebras Systems Inc، وهي شركة ناشئة مقرها في سانيفيل، كاليفورنيا، على شرائح مخصصة للتنافس مع شركة Nvidia Corp.

تدير ” خزنة داتا سنترز”، وحدة مركز البيانات التابعة مجموعة G42 التكنولوجية، نحو 23 مركزًا في البلاد، وهناك سبعة مراكز أخرى قيد الإنشاء، من المخطط تخصيص بعض هذه المرافق لاستضافة خوادم السحابة لشركة Microsoft Corp.

 بالمقابل، تمتلك المملكة العربية السعودية 60 مركز بيانات، وفقًا لشركة DC Byte، ولكن العديد منها يتمتع بطاقة استيعاب أقل من المرافق الإماراتية.

وتم بناء ما يقرب من نصف مجمعاتها من قبل شركة Center3، وهي شركة تابعة لأكبر شركة اتصالات في المملكة، وتدير شركتا التكنولوجيا الصينيتان العملاقتان Alibaba Group Holding Ltd وTencent Holdings Ltd أيضًا مراكز بيانات في البلاد.

وفي مارس، أعلنت المملكة عن التزامات من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك شركة “أمازون.كوم”، باستثمار 10 مليارات دولار في مراكز البيانات.

قد يكون التحدي الأكبر هو ضمان قدرة مرافق الحوسبة المنتجة للحرارة والمستهلكة للمياه اللازمة للذكاء الاصطناعي المتقدم على العمل بفعالية في الصحراء.

وبمجرد إنشاء مراكز البيانات هذه، لا تزال هناك مهمة شاقة تتمثل في إنشاء نظام بيئي تكنولوجي متكامل.