Posted inبرمجيات

الإنسان في مواجهة الآلة: كيف سيطرت روبوتات الذكاء الصناعي على التداولات الإلكترونية؟

التداولات المستندة إلى الخوارزميات باتت شكل الذكاء الصناعي الأكثر استخداماً في القطاع المالي، يرى طلال العجمي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “في آي ماركتس” أن وباء “كوفيد -19” أدى إلى تسريع تطوير خيارات التداول عن بعد

الإنسان في مواجهة الآلة: كيف سيطرت روبوتات الذكاء الصناعي على التداولات الإلكترونية؟

 لارا أبو الخير، أريبيان بزنس: عندما ظهر تداول الأسهم للمرة الأولى، كان يتم تنفيذ الصفقات في ردهة تداولات نشطة مليئة بالوسطاء والمتداولين، أما الأداة الرئيسية التي كانت تتولى التحليل الفني والأساسي للأسهم  تمهيداً لتنفيذ الصفقات فكانت العقل البشري فقط.

ومن خلال استخدام طبيعة اكتشاف الأنماط والتفكير المتسلسل الخاصين بالدماغ، كان المتداولون يتواصلون شفهياً لنقل المعلومات المتعلقة بالتداولات، جنباً إلى جنب مع إتجاهاتهم السوقية وقبول تنفيذ التداولات في ردهة التداول.
ومع مرور الوقت، أصبحت خدمات المتداول البشري في ردهة التداولات غير ضرورية حيث أصبحت البورصات تعمل افتراضياً، ما مهد الطريق أمام المستثمرين الأفراد للإنخراط في التداولات على قدم المساواة مع المتداولين للمرة الأولى.
ويعتقد طلال العجمي، رجل الأعمال الكويتي الشاب، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “في آي ماركتس” Version International Markets (VI Markets)، أنه مع استمرار تطور التداولات الإلكترونية، فإن الخوارزميات وتقنيات التعلم الآلي،  هي العوامل الجديدة التي ستغير قواعد التداول في الأسواق وترسم المعايير الجديدة للمستقبل.

محاكاة الدماغ البشري

كان المتداولون البشر يتتبعون، في العادة، أسعار الأسهم ويحاولون استحضارها وإنشاء ذكريات لتشكيل نمط معين. ويمكن للذكاء الصناعي القيام بالمهمة نفسها بكفاءة، كما يمكن أن يشمل المزيد من نقاط البيانات، محاكياً جزءاً حيوياً من الدماغ البشري يتم تنشيطه عند التداول.
أما التداولات المستندة إلى الخوارزميات، شكل الذكاء الصناعي الأكثر استخداماً في القطاع المالي، فتستخدم نماذج رياضية معقدة ومتطورة لاتخاذ قرارات التداول نيابة عن البشر. وتحاول القواعد المدمجة في هذا النموذج تحديد الوقت الأمثل للتداول، بأقل تداعيات ممكنة على أسعار الأسهم.
وتعمل أنظمة الذكاء الصناعي من خلال تحليل البيانات، ومحاولة إيجاد نقاط الترابط، وتعليم نفسها كيفية تقريب النتائج المستقبلية.
ويطلق على عملية أنظمة الذكاء الصناعي، التي تستخدم البيانات بشكل متكرر وتحاول التعلم منها والعثور على الأفكار، اسم التعلم الآلي.
وبعبارة أخرى، فإن الذكاء الصناعي والتعلم الآلي، من خلال الانعكاس الفعال لنهج وأنماط المتداولين البشر،  يجعلان التداول أكثر قابلية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص عبر تقليص الاعتماد على المستشارين البشر.
ويقول العجمي في هذا الصدد: “يعتقد العديد من المستثمرين أن معظم المعلومات المعروضة في السوق غير كافية كي يتخذوا قرار الاستثمار بمفردهم”.
ويستخدم المستثمرون الأفراد بشكل متزايد الآن منصات الاستثمار المستندة إلى الذكاء الصناعي، والتي تعدهم بعوائد آمنة ومستقرة، مستشهدين بفعاليتها من حيث التكلفة وبساطتها وإمكانية الوصول إليها في أي وقت.

تداعيات وباء “كوفيد – 19”

تعرض عالم التداول عبر الإنترنت، خلال السنوات القليلة الماضية، للهيمنة التدريجية من قبل الذكاء الصناعي وتقنيات التعلم الآلي. وأدى وباء “كوفيد – 19” في الآونة الأخيرة إلى تسريع هذا التحول بشكل كبير، حيث بدأ المستثمرون الأفراد أخيراً في تحرير الإمكانات الكاملة لهذه الأدوات.
ويضيف العجمي: “أعتقد أن وباء “كوفيد – 19” أظهر للعالم أن التكنولوجيا هي المنقذ الوحيد. فقد سرعت مرحلة التطوير، حيث تتم معظم عمليات التداول عن بُعد وبدون الحاجة إلى أن يتواجد المتداول شخصياً في ردهة التداولات. وخلال فترة تفشي وباء “كوفيد – 19″، تزايد اهتمام الناس بالتداول لأن التكنولوجيا سهلت عملية التعلم ودخول الأسواق”.

التقنيات الناشئة
وبشأن التقنيات الجديدة والناشئة، يعتقد العجمي أن التركيز سيكون خلال السنوات الخمس المقبلة على نسخ تكنولوجيا التداول.
ويوضح قائلاً: “ستتاح للمتداولين المبتدئين الفرصة للتعلم من المتداولين الخبراء ونسخ تداولاتهم عبر تطبيق متطور جيداً، ما سيسمح للناس بالالتقاء والدردشة والاكتشاف والتعلم”.
وتعتبر فرضية نسخ التداول بسيطة كما يوحي اسمها، وتتضمن تتبع ونسخ الصفقات التي ينفذها مستثمرون آخرون في الأسواق المالية. ويسمح التداول الإستنساخي، المعروف أيضاً باسم التداول الإنعكاسي أو التداول الاجتماعي، للمستثمرين بنسخ صفقات المستثمرين المخضرمين تلقائياً.
ويقول العجمي إن “هذه التقنية ستكلف فقط رسوم اشتراك أو رسوم النسبة المئوية التي يحددها المتداول. اليوم، يمكن لأي متداول يرغب في ربط حسابه بأي مستثمر القيام بذلك من خلال نسخ التداول. وستجذب هذه التقنية الجديدة المزيد من المستثمرين إلى الأسواق وتغير حركة السوق جنباً إلى جنب مع اتجاهاتها”.
وأضاف رجل الأعمال الكويتي : “بينما لا تزال الأسواق تتأرجح بسبب مشاعر الناس، فإن تقنيات الذكاء الصناعي تتطور ببطء لتتمكن من تفسير هذه المشاعر والأنماط. السوق يتغير كل فترة؛ حركته وطريقة السيولة فيه، وحتى استراتيجية الأشخاص الذين يتداولون في السوق تختلف من فترة لأخرى”.
ويضيف أنه “عندما تكون هناك أخبار سلبية، فإننا الاتجاه في السوق يتحول نحو البيع، بينما تشجع الأخبار الإيجابية المستثمرين على الشراء. وتعتمد البرمجة واستخدام التكنولوجيا على قراءة هذه المشاعر وتفسيرها. وأعتقد أن سلوك المتداولين البشر سيتراجع، لكن سلوكهم سيظل ملحوظاً في السوق. وسيكون استخدام الذكاء الصناعي والتداول الآلي بمثابة قفزة نوعية لكل متداول، لأنه سيتحكم بمستوى المخاطر”.

ردم الفجوة

يأمل العجمي في السماح قريباً لمستخدمي “في آي ماركتس” بربط حساباتهم بالآخرين عبر النسخ المبرمج، بالإضافة إلى توفير الأدوات التقنية التي تحلل موقف العميل من خلال تقرير يركز على استراتيجياتهم الناجحة.
ويقول العجمي: “تتمتع “في آي ماركتس” بحصة سوقية ضخمة في الشرق الأوسط، ويطلب معظم العملاء هذا النوع من التكنولوجيا ويريدون إطلاقها بأسرع وقت ممكن. لذلك، سنقدم قريباً التداول الإستنساخي من أجل توفير خدمة ممتازة لعملائنا”.
وتوفر “في آي ماركتس”، عبر وجودها الراسخ في جميع أرجاء المنطقة، للمستثمرين في الكويت خدمة تداول عبر الإنترنت متخصصة، بالشراكة مع “وان فاينانشال ماركتس”، التي تأسست في لندن في عام 2007.
وتخضع “وان فاينانشال ماركتس” للقواعد التنظيمية في المملكة المتحدة من قبل هيئة السلوك المالي، وتوفر وصولاً عالمياً مع الخبرة المحلية من خلال مكاتبها المملوكة بالكامل والمنتسبة إليها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الجنوبية ووسط وجنوب شرق آسيا.

اقتران تبادل المعرفة بقوة الذكاء الصناعي
ونظراً لأنه يعتقد أن كل شيء ممكن من خلال التعليم، فإن العجمي مدافع قوي عن الفرص الكامنة التي يمكن لمشاركة المعرفة أن تحررها.
ومن خلال التواصل المباشر مع متابعيه الإقليميين عبر قنوات التواصل الإجتماعي المتنامية، يعتبر العجمي أن هذا التواصل بمثابة وسيلة فعالة لنشر المعلومات الأساسية حول التداول الإلكتروني. ومع الإنتشار الواسع للنصائح الرهيبة والجهات الفاعلة ذات النوايا السيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، قرر العجمي تجاوز قنوات التسويق التقليدية والتحدث مباشرة إلى الجمهور، في محاولة لمساعدة الناس على اتخاذ قرارات أكثر استناداً إلى المعلومات  لاستثمار أموالهم عبر الإنترنت.
ويقول العجمي في هذا الصدد:” تمكنا من خلال الندوات عبر الإنترنت من توفير نفس الجودة والمحتوى لجمهور أكبر، حيث نتواجد في أجزاء مختلفة من العالم دون القلق بشأن جميع قيود “كوفيد -19″، ما سمح لنا ذلك بالوصول إلى عدد كبير من العملاء وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من معلومات ضرورية لقراراتهم الإستثمارية”.
كما يعتقد العجمي أن “مفتاح النجاح في عالم التداول عبر الإنترنت يكمن في تمكين المستثمرين المبتدئين في الشرق الأوسط من خلال التثقيف المالي إلى جانب استخدام تقنيات الذكاء الصناعي والتعلم الآلي”.
ويضيف قائلاً: “ستحل هذه التكنولوجيا العديد من المشاكل وتقليص العديد من المخاطر، لكنني أعتقد أن القرار الصحيح لأي شخص يفكر في الاستثمار هو أن يكون لديه فهم لأساسيات التداول قبل اللجوء إلى استخدام هذه التكنولوجيا فقط. وسيؤدي ذلك إلى تثقيف المهتمين بالاستثمار ومنحهم فرصة أفضل لإدارة مخاطرهم”.
وإلى جانب البرامج القابلة للتنزيل على الكمبيوتر وتطبيقات التداول على الهواتف الذكية، يحتوي موقع “في آي ماركتس” على أكاديمية تدريب تحدد، بلغة يسهل الوصول إليها، مفاهيم مثل تداول العقود مقابل الفروقات، الفوركس، أدوات التحليل، أنواع المستثمرين ، وربما الأهم من ذلك، نفسية المتداول.

تحول في الأولويات الاستثمارية

شهدنا تغير أولويات الاستثمار مع ارتفاع عدد المستشارين الآليين، ما يعطي قيمة كبيرة للاستثمارات الأكثر تنوعاً. ولذلك، أصبحت الصناديق المتداولة في البورصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،  ببطء قوة تغييرية، ما أضاف قيمة إلى قطاع الاستثمار.
والصندوق المتداول في البورصة هو صندوق استثماري مدرج في البورصة قد يتكون من أسهم أو سندات أو سلع أو أصول مالية أخرى، يمكن شراؤها وبيعها طوال يوم التداول. وكان الاستثمار في أسواق الأسهم يعني في السابق شراء الأسهم، ولكن صناديق الاستثمار المتداولة تجمع بين مرونة تداول الأسهم مع التنويع والتكاليف المنخفضة للصندوق الإستثماري المشترك.
ويمكن للمستثمرين تتبع مجموعة معينة من الأسهم (أسهم صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة)؛ تتبع سعر السلعة (سلع صناديق الاستثمار المتداولة)؛ الاستثمار في العملات (عملات صناديق الاستثمار المتداولة)؛ أو التعرض لأنواع مختلفة من السندات (سندات صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة)، من بين أنشطة أخرى.
ومع دور تفشي الوباء في تسريع الاهتمام العام بالاستثمار وتوفير صناديق الاستثمار المتداولة فرصة التعرض لسلة من الأسهم بتكلفة أقل ورسوم إدارة مخفضة، أثارت صناديق الاستثمار المتداولة ردوداً واعدة من المستثمرين الجدد.
ولعب “المستشارون – الروبوت” (المستشارون الآليون) و الذكاء الصناعي دوراً رئيسياً في هذا التحول، نظراً لأنهم يستثمرون بشكل كبير في صناديق الاستثمار المتداولة لمنح المستثمرين تنوعاً أوسع مع انخفاض النفقات الأساسية. ويساعد المستشارون الآليون في إدارة عوائد الاستثمار ومخاطر السوق من خلال التنويع في صناديق الاستثمار المتداولة.

التطلع نحو المستقبل
ويتوقع العجمي تحولاً بطيئاً وثابتاً نحو التداول الآلي، حيث ستركز الفترة القادمة بشكل أساسي على تقنية نسخ التداولات بمساعدة مستشار بشري يتمتع بالخبرة الواسعة.
ويوضح قائلاً: “ستركز السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة على استخدام نسخ التداولات واستخدام المنصات التي تتمتع بتفاعل أكبر بين المتداولين في الأسواق. وسنشهد المزيد من الاستخدام للتداولات الآلية والاعتماد المتزايد على البرمجة لقراءة البيانات وتنفيذها والتعامل معها في السوق”.
ويشدد على أنه “قبل دمج الذكاء الصناعي بالكامل في عالم التداول عبر الإنترنت، من الضروري تثقيف المستثمرين حول أساسيات التداول وتمكينهم من الاستفادة الكاملة من هذه التقنيات الناشئة”.

الصناديق المشتركة مقابل الصناديق القابلة للتداول:فروقات ينبغي على المستثمرين أخذها في الإعتبار

في حين تملك الصناديق المشتركة (Mutual Funds) والصناديق القابلة للتداول في البورصة (ETFs) الكثير من القواسم المشتركة، إلا أن الطلب ارتفع فقط على صناديق الاستثمار المتداولة في الآونة الأخيرة، وعزا المستثمرون ذلك إلى رسومها المنخفضة والتنوع الكبير الذي تقدمه.
لذلك قد يكون النظر في الفروقات الرئيسية بين نوعي الصناديق أمراً حاسماً في تحديد الصندوق المناسب لأهدافك المالية:
1. بينما تتم إدارة الصناديق المشتركة بنشاط لشراء أو بيع الأصول داخل الصندوق، تتم إدارة صناديق الاستثمار القابلة للتداول بشكل حيادي في الغالب، حيث إنها تتبع عادةً مؤشر معيناً في السوق.
2. يمكن تداول صناديق الاستثمار القابلة للتداول مثل الأسهم، بينما يمكن شراء الصناديق المشتركة فقط في نهاية كل يوم تداول بناءً على السعر المحسوب.
3. بما أنه يتم تداول صناديق الاستثمار القابلة للتداول مثل أي سهم آخر في البورصة، فإن المستثمرين بحاجة إلى تقاسم العمولات على بيع وشراء الوحدات. أما في حالة الصناديق المشتركة، فلا يوجد شرط لدفع أي عمولة للبيع والشراء.
4. ليس لدى صناديق الاستثمار المتداولة حد أدنى لفترة الاحتفاظ بالسهم، وللمستثمرين الحرية في اختيار الوقت المناسب لتصفية الإستثمار. أما الصناديق المشتركة فتتميز بفترة قفل، فلا يمكن تصفية الاستثمار خلال هذه الفترة الزمنية.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا