بينما يبدأ بعض رواد الأعمال رحلتهم في مرآب سيارات والديهم أو في أقبية منازلهم، ويبدأ آخرون في الكلية من خلال بناء علاقات مع زملائهم الطلاب، فإن قصة تأسيس شركة إنفيديا، عملاق التكنولوجيا، تختلف تمامًا.
ففي عام 1993، ولدت فكرة إنفيديا على طاولة طعام في مطعم Denny’s في سان خوسيه، كاليفورنيا، على يد 3 مهندسين أصدقاء هم جينسن هوانج، وكريس مالاكوفسكي، وكيرتس بريم. كان حلمهم إحداث ثورة في صناعة الألعاب والوسائط باستخدام تقنية الرسومات ثلاثية الأبعاد، بحسب ما ذكرته شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
من سائق حافلة إلى رائد تقني
يروي هوانج، الذي كان يبلغ من العمر 30 عامًا ومتزوجًا وأبًا لطفلين في ذلك الوقت، أنه كان يعمل سائقًا للحافلة في نفس المطعم عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.

فكرة ثورية وإلهام مفاجئ
في تلك الليلة، بينما كانوا يتناولون العشاء في Denny’s، ولدت فكرة تأسيس شركة إنفيديا. يقول هوانج: “لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية القيام بذلك، ولا هم كذلك. لم يكن لدينا أي فكرة عما يجب فعله”.
قوة هائلة في عالم التكنولوجيا
تبلغ قيمة إنفيديا اليوم 2.22 تريليون دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الشركات في العالم. وتعد الشركة رائدة في مجال تصنيع الرقائق، وتلعب دورًا محوريًا في صناعة الذكاء الاصطناعي المزدهرة.
حققت إنفيديا خطواتها الأولى في عام 1995 مع شريحة معالجة حاسوبية منخفضة التكلفة تسمى NV1. ساعدهم هذا في عقد شراكة مع شركة Sega لإتاحة ألعابها على أجهزة الكمبيوتر.
لكن شريحة NV1 واجهت فشلًا ذريعًا، ووصفها هوانج، أنها”سيئة من الناحية الفنية” بحيث لم تتمكن من تقديم أي مستوى كبير من الرسومات. كاد هذا الخطأ أن يدفع الشركة إلى الإفلاس، لكن تم إنقاذها بفضل عقد شراء مع Sega، مما منح إنفيديا شريان حياة مالي وموارد لتطوير منتج جديد.

العودة القوية لـ إنفيديا ونمو هائل
ظهرت شريحة RIVA 128، وهي البديل لـ NV1، لأول مرة في عام 1997 وحققت نجاحًا تجاريًا هائلاً. وبحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، توسعت إنفيديا نطاق أعمالها لتشمل أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والسيارات، والذكاء الاصطناعي، وحتى الحوسبة السحابية خلال جائحة COVID-19.
قفزة هائلة في أسعار الأسهم
شهدت أسهم إنفيديا ارتفاعًا هائلاً في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت بأكثر من 500٪ منذ بداية عام 2023، وفقا لما ذكره بنك Goldman Sachs الشهر الماضي.
لم يتوقع هوانج، أن تنوع الشركة، مدفوعًا بتطويرها لرقاقة معالجة الرسومات القوية، سيجعلها رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويرى أن هذا النجاح مزيج من الحظ والرؤية، حيث اخترعت إنفيديا تقنية لم تكن تدرك أنها ستصبح مثالية للذكاء الاصطناعي.

كما تُؤكد عالمة الأعصاب الإدراكية تالي شاروت أن التفاؤل هو عنصر أساسي للنجاح في الحياة والمهنة.
ويشيد هوانج، بالتفاني كعامل رئيسي في نجاحه، ويؤكد أن العمل الشاق والمثابرة هما مفتاح تحقيق الأحلام، قائلا: أن أي شخص، حتى عامل غسالة أطباق عادي، يمكنه تحقيق النجاح من خلال العمل الجاد والتفاني.