ستستمع المحكمة العليا الأمريكية، الجمعة المقبلة، إلى مرافعات “تيك توك” (TikTok)، ومالكها “بايت دانس“، ومقره الصين، في محاولة لمنع تنفيذ قانون وقعه الرئيس جو بايدن يحظر تطبيق الفيديو القصير اعتبارًا من 19 يناير الجاري، ما لم يتم فصله عن “بايت دانس”، لدواعٍ تتعلق بالأمن القومي.
وقد طلبت شركة “تيك توك“، إصدار أمر قضائي لإيقاف الحظر مؤقتًا أثناء النظر في القضية، إلا أن المحكمة العليا لم تصدر قرارًا فوريًا بهذا الشأن، وفقًا لتقرير “رويترز”.
ماذا يحدث في 19 يناير إذا تم حظر “تيك توك”؟

لن يتمكن المستخدمون الجدد من تحميل تطبيق “TikTok”، من متاجر التطبيقات، كما لن يتمكن المستخدمون الحاليون من تحديث التطبيق، إذ يحظر القانون على أي جهة تسهيل تنزيل التطبيق أو تقديم الدعم له.
وفي رسالة بتاريخ 13 ديسمبر، طلب المشرعون الأمريكيون، من شركتي “أبل” و”ألفابت” المالكة لـ”غوغل”، اللتين تديران المتجرين الرئيسيين لتطبيقات الهواتف المحمولة، الاستعداد لإزالة “TikTok”، من متاجرهما بحلول 19 يناير.
وقد تتأثر شركة “أوراكل”، المزود للخدمات السحابية، التي تستضيف بيانات مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة وتراجع كود المصدر الخاص بالتطبيق، باضطرابات في عملها مع “TikTok”، نتيجة لهذا الحظر.
كيف سيتأثر المستخدمين؟

يشير الخبراء إلى أن مستخدمي “تيك توك“، البالغ عددهم 170 مليونًا في الولايات المتحدة قد يتمكنون من الاستمرار في استخدام التطبيق كونه مثبتًا بالفعل على أجهزتهم. ولكن مع مرور الوقت، وغياب تحديثات الأمان والبرامج، قد يصبح التطبيق غير قابل للاستخدام تدريجيًا.
وبدأ بعض المستخدمين بنشر مقاطع فيديو عبر “TikTok”، توضح كيفية استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي تخفي موقع المستخدم، كوسيلة محتملة للتحايل على الحظر المرتقب.
من جانب آخر، يستعد منشئو المحتوى الذين بنوا أعمالهم عبر “TikTok”، لمواجهة تبعات الحظر.
ماذا يحدث لموظفي “تيك توك”؟
لا يزال موظفو “TikTok”، البالغ عددهم 7 آلاف موظف في الولايات المتحدة في حالة من الترقب حيال مصيرهم.
وبعد تأييد محكمة الاستئناف الأمريكية لقانون بيع أو حظر التطبيق في 6 ديسمبر، انتشرت مشاعر التشاؤم بين الموظفين الذين بدأوا يشعرون بالقلق بشأن احتمال تسريحهم من العمل، وفقًا لأحد الموظفين الحاليين.
على الرغم من ذلك، استمرت الشركة في تقديم عروض عمل لأدوار جديدة، مما دفع بعض الباحثين عن العمل إلى اللجوء إلى “Blind”، وهو منتدى مجهول يسمح للموظفين بمناقشة أوضاع شركاتهم.
ونشر أحد المستخدمين في Blind أنه تلقى عرض عمل من “بايت دانس”، في سان خوسيه، كاليفورنيا، بدءًا من فبراير، بينما علّق آخرون على المنشور بنصائح للمستخدم بقبول العرض، واستخدامه كأداة ضغط أثناء مقابلات العمل الأخرى.
ماذا سيفعل المعلنين؟

من المتوقع أن تصل إيرادات إعلانات “تيك توك”، في الولايات المتحدة إلى 12.3 مليار دولار في عام 2024، وفقًا لشركة الأبحاث Emarketer.
وعلى الرغم من أن هذه الإيرادات أقل بكثير من إيرادات ميتا المالكة لإنستغرام، إلا أن المعلنين يقولون إن قاعدة مستخدمي “TikTok”، المستهدفة قد تدفع بعض العلامات التجارية للاستمرار في الإعلان بعد 19 يناير.
وقال كريج أتكينسون، الرئيس التنفيذي لوكالة التسويق الرقمي Code3: “الافتراض المستمر هو أن التطبيق قد لا يكون قابلاً للتحديث، ولكنك ستشاهد موجة كبيرة من الاستخدام”.
وأضاف أتكينسون أن ميزة التجارة الإلكترونية في تطبيق “تيك توك شوب”، التي تسمح للمستخدمين بشراء المنتجات مباشرة من مقاطع الفيديو، ليس لها منافس مباشر يمكن للمعلنين التوجه إليه بسهولة.
وأشار إلى أن وكالته كانت توقّع عقودًا جديدة مع العملاء لإنشاء حملات “تيك توك شوب” حتى أواخر ديسمبر.
هل هناك مشترين محتملين؟

قالت شركة “تيك توك”، مرارًا إنها لا يمكن أن تُباع من بايت دانس، لكن هذا لم يثني رجل الأعمال الملياردير فرانك ماكورت، المالك السابق لفريق “لوس أنجلوس دودجرز” للبيسبول، الذي أعلن أنه حصل على تعهدات شفهية بقيمة 20 مليار دولار من مجموعة من المستثمرين لتقديم عرض لشراء “TikTok”.
على الرغم من أنه لم يتحدث مع “بايت دانس” بعد، إلا أن ماكورت يعتقد أن المحكمة العليا الأمريكية، ستؤيد القانون الذي يتطلب سحب استثمارات “TikTok”، وبعد ذلك ستصبح الشركة الأم أكثر انفتاحًا لمناقشات البيع.

