وافقت شركة أبل على نشر تطبيق خاص لحملة “أنا تشارلي إيبدو” لهواتف أي فون، فيما يلزم عادة 10 أيام للحصول على موافقة على نشر التطبيق. ونجحت حملة دعم صحيفة تشارلي ايبدو – بعبارة أنا تشارلي إيبدو Je Suis Charlie بحسب وكالة الأنباء الفرنسية نيس ماتان التي أرسلت للرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك تسريع عملية الموافقة على نشر التطبيق لتمكين الناس من التعبير عن تعاطفهم ودعمهم للصحيفة الساخرة، وجاء رد كوك خلال 10 دقائق بتسريع مراجعة التطبيق خلال ساعة وتم بعدها نشره على متجر أي تيون في سابقة غريبة.
يقدم التطبيق ميزة تحديد موقع المستخدم على خريطة للتعبير عن دعمه للحملة من أي مكان في العالم رغم أن التطبيق موجه لفرنسا وبلغة فرنسية.
وكانت شركة أبل قد نشرت على موقعها يافطة رسومية للتعبير عن دعمها للصحيفة التي تعرضت لهجوم إرهابي، فيما تبرعت غوغل بـ 300 ألف دولار لتمويل نشر مليون نسخة من عدد الصحيفة القادم غدا .
والذي سيتضمن رسومات للنبي محمد وسيتوفر “بـ 16 لغة” للقراء من جميع انحاء العالم بحسب وكالة أ ف ب التي نقلت عن محامي صحيفة شارلي ايبدو الاثنين ان عدد الصحيفة هذا الاسبوع الذي اعده الناجون من المجزرة التي تعرضت لها الاسبوعية الساخرة سيتضمن بالتاكيد رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.
وقال باتريك بيلو احد كتاب الصحيفة ان العدد الخاص الذي سيصدر الاربعاء، سيتوفر كذلك “بـ 16 لغة” للقراء من جميع انحاء العالم.
وقال ريشار مالكا محامي الصحيفة للاذاعة الفرنسية ان العدد القادم سيسخر “بالتاكيد” من النبي محمد وعدد من الشخصيات الاخرى ليظهر ان الموظفين “لن يتنازلوا بشيء” للمتطرفين الذين يسعون الى اسكاتهم.
وقتل مسلحان 12 شخصا في هجوم على مكاتب شارلي ايبدو الاربعاء الماضي بينهم خمسة من ابرز رسامي الكاريكاتور في الصحيفة وثلاثة من الموظفين، وهتفوا اثناء مغادرتهم المكتب انهم “انتقموا للنبي محمد”.
ومنذ الجمعة، يعمل موظفو الصحيفة من مكاتب صحيفة ليبراسيون الفرنسية باجهزة اقرضتهم اياها مؤسسات اعلامية اخرى، نظرا لان مكاتبهم لا تزال مغلقة من قبل الشرطة.
وسيتم نشر مليون نسخة من عدد هذا الاسبوع الخاص الذي ستتوفر اعداد منه خارج فرنسا.
وقال المدير المالي للصحيفة اريك بورتو لوكالة فرانس برس ان العدد لن يشارك في انتاجه “سوى موظفين من شارلي ايبدو”، حيث رفضت الصحيفة مساهمات عرضها عدد من كبار رسامي الكاريكاتور في فرنسا ودول اخرى.
وتشير رويترز أن صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الأسبوعية الساخرة ستنشر على صفحتها الأولى رسما كاريكاتيريا يصور النبي محمد وقد سالت دمعة على خده في أول عدد تصدره منذ الهجوم الذي شنه عليها مسلحون اسلاميون الأسبوع الماضي.
ومع ارتفاع الطلب على العدد المقرر أن يصدر غدا الأربعاء تعتزم الصحيفة الأسبوعية طباعة ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة مقارنة مع عدد النسخ المعتادة التي كانت تصدرها وتبلغ 60 ألف نسخة. وكانت مراكز بيع الصحف تحدثت عن أعداد كبيرة من الزبائن في أنحاء البلاد يتقدمون بطلبات للحصول على عدد الغد من الصحيفة. وقتل 17 شخصا في ثلاثة أيام من العنف بدأت بمهاجمة إسلاميين متشددين مقر الصحيفة واطلاق النار على رسامي الكاريكاتير فيها انتقاما على نشر رسوم مسيئة للنبي محمد من قبل. وفي الصفحة الأولى من عدد 14 يناير كانون الثاني تنشر الصحيفة رسما للنبي محمد وقد سالت دمعة على خده وهو يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي) تحت عنوان “غُفر كل شيء”.
وقال محامي شارلي إبدو التي تسخر من الإسلام والديانات الأخرى إن العدد الجديد من الصحيفة سيتضمن رسوما أخرى للنبي محمد كما سيسخر من سياسين وديانات أخرى. وقال ريشار مالكا لراديو فرنسا “لن نتراجع وإلا لن يكون لكل ذلك معنى.. إذا رفعت شعار (أنا شارلي) فهذا يعني أن من حقك التجديف ومن حقك ان تنتقد ديني.” ولم يرد رد فعل رسمي من الحكومة إزاء قرار الصحيفة الأسبوعية. وتقدم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند المشاركين في مسيرة في باريس يوم الأحد لتأبين ضحايا الهجمات وبينهم شرطي مسلم.
ونظمت جنازة منفصلة في القدس لأربعة يهود قتلوا بعد احتجاز رهائن في متجر لبيع الأطعمة اليهودية في باريس. وبعد أحداث العنف قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان إنه يجري نشر عشرة آلاف جندي في الأماكن الحساسة وبينها المعابد اليهودية والمساجد والمطارات. وتفادت الحكومة الفرنسية الإشارة إلى الأصول الافريقية ومن المغرب العربي للمهاجمين الثلاثة كما تحدثت عنهم على أنهم متعصبون ولا يمثلون الإسلام. ولكن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دعا الحكومة إلى تعزيز إجراءات الحماية للمساجد قائلا إن تقارير تفيد بوقوع 50 عملا مناهضا للإسلام منذ وقع الهجمات.
وقال عبد الله زكري رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا إن المواقع الإسلامية مثل المسجد الرئيسي في باريس لا تحصل على نفس الإجراءات الأمنية مثل المعابد والمدارس اليهودية. وأضاف لراديو فرانس إنفو “هناك مواقع على الانترنت تدعو إلى قتل الزعماء المسلمين واحراق أماكن العبادة التابعة للمسلمين. فلنوقف المعايير المزدوجة.” ويخشى قادة أوروبيون أن تؤجج أحداث فرنسا المشاعر المناهضة للمهاجرين في أوروبا. وجاب نحو 25 ألف محتج مناهض للإسلاميين شوارع مدينة دريسدن بشرق ألمانيا أمس الاثنين وحمل كثيرون لافتات تحمل شعارات معادية للمهاجرين ووقفوا دقيقة حدادا على أرواح ضحايا هجمات الأسبوع الماضي في فرنسا.
(ملاحظة: جرى تحديث الخبر بتفاصيل مستجدات حوله من وكالة رويترز-المحرر)