Posted inتكنولوجيا

المهندس محمد رشيد البلاع..المستثمر الإلكتروني

المجموعة الوطنية للتقنية هي واحدة من الشركات التي تعمل في مجالات المعلوماتية، والتي تتعامل مع كبرى شركات التكنولوجيا في العالم.

المهندس محمد رشيد البلاع..المستثمر الإلكتروني
المهندس محمد رشيد البلاع..المستثمر الإلكتروني

قلة من الشركات العربية تفضل الاعتماد على أبحاثها، ودراساتها للدخول في مجال من مجالات الأعمال، وقلة أيضا تلك التي تعمل في مجموعة من مختلف المجالات، وتبرع فيها مجتمعة، بل وتوظف هذه التقنية في مجالات أخرى عديدة زراعية وتنموية. وتسعى للانتشار ليس فقط في المنطقة العربية بل والعالم. المجموعة الوطنية للتقنية هي واحدة من تلك الشركات، التي تعمل في مجالات المعلوماتية، والتي تتعامل مع كبرى شركات التكنولوجيا في العالم.

بدأت فكرة إنشاء المجموعة من البحث عن مجال لم يطرقه الكثيرون، للولوج إليه من أوسع أبوابه، والتفوق والتميز عن الغير، بعد أن كانت الشركات العقارية هي الشركات الأكثر تواجدا في سبعينيات القرن الماضي، وهو مجال كثر العاملين فيه، لذا فقد كانت فكرة المجموعة محاولة إيجاد مجال لم يطرقه إلا القليل، ويعتمد على الذكاء وبناء الخبرة، أكثر من اعتماده على المال. وهو ما وجدته المجموعة في مجال تقنية المعلوماتية، المجال الذي خاف الكثيرين الدخول فيه لحداثته ونقص الخبرة العربية فيه.

تنشط المجموعة في مجال تقنية المعلومات، حيث تزامن دخولها في هذا المجال مع بداية الجيل الثاني لمجال تقنية المعلومات من خلال دخول الحواسيب الشخصية، وخلال فترة وجيزة شهد تطورات كبيرة، حيث ارتبطت المعلوماتية مع الاتصالات والإعلام، ودخلت ليس فقط في الأعمال، بل وبجوانب الحياة كافة، حتى الجانب الشخصي، وصارت شبكة الإنترنت اليوم مصدرا للمعلومات والمعرفة والتسلية والترفيه والاتصال، والتجارة والأعمال.

واكبت المجموعة هذا التطور الحاصل على اعتبار أنه جزء أساسي في أعمالها، خاصة وأنها تقدم الحلول حول تقنية المعلومات للجهات الحكومية بما يخص الحكومات الإلكترونية. والخاصة من شركات تجارية وبنوك والأعمال والبورصة، بالإضافة إلى حلول في مجال البتروكيماويات والنفط والغاز، وبحسب المهندس محمد البلاع رئيس المجموعة الوطنية للتقنية فإن أعمال الشركة من مختلف خدمات تقنية المعلومات ما يقارب 3 مليار ريال سعودي.

وتعتبر الشركة من أكبر مقدمي خدمات مايكروسوفت في العالم العربي. بالإضافة إلى ارتباطها مع العلامات التجارية الرئيسية في هذا المجال مثل أتش بي، دل،و صن ميكرو سيستمز وسيسكو. وهو ما يبرره المهندس محمد المعلومات بأن تقنية المعلومات هي مجموعة تخصصات وخدمات مترابطة لا تستغني عن بعضها البعض، فالأجهزة لا تستغني عن البرمجيات، ولا عن برامج الإتصالات. وهو تماما ما تحتاجه الشركات الكبرى والبنوك، بالإضافة إلى أي شركة متخصصة وخبيرة في كل هذه المجالات لكي يعتمدوا عليها في أعمالهم. وبحسب المهندس محمد البلاع فهذا ما يميز المجموعة، خاصة وأنها تقدم هذه الخدمات بشكل كامل ومتكامل، وهو شيء نادر في شركات أخرى منافسة.

حتى أن الشركة وبسبب الخبرة التي تمتلكها، والجودة في الخدمات التي تقدمها باتت تغني عن الاستعانة بشركات أجنبية.

التقنية وربط البورصات

سيطرة تقنية المعلومات على مجال الأعمال باتت ملحوظة في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان مثلا التداول في بورصة «تداول» السعودية 2000 عملية في اليوم، فبسبب الإنترنت وانتشار خدمة تقديم المعلومات ارتفعت إلى 500000 كحد متوسط في اليوم. وهو ما يلفت الانتباه إلى النقلة النوعية التي تحققت وبفترة وجيزة. بل وبزيادة حتى في عدد المستثمرين من 30 ألف مستثمر إلى ثلاث ملايين، وهو ما يعكس عملية الربط الواسعة التي تمت بفضل شبكة الإنترنت.

أما بالنظر إلى رقعة التداول جغرافيا فبعد أن كان التداول بين البلدان حكرا على بعض كبار المستثمرين والذين يمتلكون وسائلهم الخاصة التي تخولهم القيام بهذه العمليات، ربطت الشبكة العنكبوتية أسواق العالم مع بعضها البعض.

وكما ذكر المهندس محمد البلاع فإن شركة «الوسيط المباشر» ستعلن بعد ثلاثة أشهر عن ربط الأسواق العربية كلها مع بعضها البعض من المغرب إلى الخليج، بعد أن نجحت في ربط أسواق الخليج ومصر، وسيكون باستطاعة المستثمر أذناك تداول أي سهم في أي من البورصات العربية من خلال الوسيط الذي يتعامل معه، وفي أي قطاع يريده، وهو ما سيساعد في دعم الاقتصاد المحلي للدول، وفائدة التداول الالكتروني أنه يشجع جميع طبقات المستثمرين على التدوال في البورصات الاقليمية.

وبالتالي فمن المحتمل أن تنشأ شركات كبيرة بأموال عربية مشتركة، كما سيزيد من حجم السيولة في السوق الذي سينشط بدوره ويكبر حجمه. محمد البلاع تمنى لو أن هذه الخطوة تمت منذ زمن، ففي الوقت الذي كان السوق السعودي في هبوط مستمر، كان السوق المصري في أوجه، لكن ضعف قنوات الارتباط أعاقت تدوال الاستثمار في الدول العربية، أما البقاء في المنطقة العربية فهو أمر استبعده محمد البلاع، حيث قال :» خطوتنا القادمة هي الانتقال إلى الأسواق العالمية» وهي الخطوة التالية بعد الانتهاء من ربط الأسواق العربية، والهدف هنا نيل الأسبقية، « فإن لن تحققه شركتنا ستسبقنا إليه شركات أخرى».

برأي محمد البلاع فدول الخليج قبل عشرات السنين كانت بلاد صحراوية تفتقر إلى المعرفة والإمكانيات، إلا أن التقنيات فيها في السنوات الأخيرة باتت تمارس وعلى نطاق واسع جدا، ونسبة التداول الإلكتروني فيها يصل إلى 60 و 70 % من نسبة التداول، بينما في الدول التي سبقتنا في هذا المجال قد لا تتجاوز الـ 40 %، مع أن السعودية مثلا في هذا الموضوع حديثة العهد، فهي تعاملت بالتداول الإلكتروني منذ سبع سنوات فقط. وهو ما يعتبر خطوة واسعة في عالم التقانة. وهو ما يضعها في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.

أما في ما يخص درجة الأمان في التعامل مع هذا النوع من التداول فيصفه محمد البلاع بالآمن إلى حد كبير، حيث توجد الكثير من الآليات لمنع الاختراقات وما شابه ذلك من أمور يمكن أن تسبب إشكاليات.

الشركة وتداعيات الأزمة

للأزمة المالية تأثيرات كبيرة على الأعمال في الكثير من المجالات، إلا أنها لم تؤثر في مجال تقنية المعلومات، حيث قال محمد البلاع :» إن نسبة نمو المجموعة الوطنية للتقنية لعام 2008 تزيد ب 40 % عن نسبة النمو المحققة عام 2007» فبرأيه أن مجالات تقنية المعلومات لم تتأثر كثيرا بسبب الأزمة، والتأثير اقتصر على قطاعات العقارات، والاستثمار والتأمين، أو على من يعتمد على التصدير، خاصة وأن الأسواق العالمية لم تعد تستوعب الاستيراد ونفقاته. كما أن الاقتصاد في المنطقة معتمد على عائدات النفط والإنفاق الحكومي والجهد الذاتي. أما بما يخص قطاع المعلوماتية، فلا أضرار تذكر، خاصة وأنها أصبحت من حاجات الإنسان الضرورية، والاستغناء عنها أمر صعب.

أما في العام 2009 فمحمد البلاع يتطلع إلى نسبة نمو أكبر، خاصة وأن الأسواق العربية الكبيرة كالسعودية لم تتشبع بعد بتقنية المعلومات، وما تزال الشركات فيها والأفراد بحاجة إلى أجهزة وبرمجيات ومستلزمات أخرى، خاصة وأن هذه الأسواق في حالة بناء ونمو.

خدمة مباشر

مباشر إحدى شركات المجموعة، تعتبر أول خدمة من نوعها في المنطقة، حيث تقدم معلومات سوق الأوراق المالية، بالإضافة إلى محرك التدوال الإلكتروني في الشرق الأوسط، وتعد هذه الخدمة ذات مستوى عالمي، حيث تتيح للمستثمرين الوصول إلى المعلومات والأدوات المطلوبة التي تمكنهم من متابعة اتجاهات الأسواق من مكاتبهم، هذه الخدمة التي تقدمها المجموعة بحسب محمد البلاع متوفرة في المنطقة العربية بالإضافة إلى الهند وباكستان وماليزيا، ويتكون النظام فيها من ثلاث منظومات، الأولى هي الأسواق المالية، من خلال شاشات متطورة مقارنة مع ما هو متوفر في العالم، وعليها رغبة وإقبال شديدين، أما المنظومة الثانية فهي تقنية أسواق المال، وهنا فإن الحلول التي تقدمها الشركة مقارنة مع ما هو موجود مثلاً في الهند، هو الأفضل على الإطلاق. فحسب محمد البلاع وباختبار الخدمة من قبل شركة «آي بي إم» فبرنامج «مباشر» يتسطيع القيام بمائة وخمسين عملية في الثانية.

قامت الشركة بتطوير هذه الخدمة على مدى سنوات، وهي من الأمثلة القليلة التي تقدم في شركة محلية حلولا تنافس مثيلاتها عالميا، وهي برأي محمد البلاع ما جعل شركته تجد ترحيبا في الكثير من بلدان العالم، نظرا للتطوير والتحسين الذي تضيفه هذه الخدمة إلى التداول في الأسواق المالية،

أما المنظومة الثالثة فهي الخدمات المالية، حيث وجدنا أن السوق العربية كبيرة وعليها إقبال، وهو ما دفع الشركة للدخول في هذا المجال، بحيث ربطت العاملين في سوق المال من مستثمرين وشركات وساطة واستثمار في مختلف البلدان، بمايتيح لهم سهولة التعامل وكأنهم في بلد واحد.

من الطبيعي أن لكل بلد قوانينه الخاصة التي يعمل بها في مجال التجارة والاستثمار والتداول، إلا أن خدمة مباشر استطاعت التعامل مع هذه الإشكالية بما يتلاءم مع قوانين مختلف الدول، بحيث تتعامل مع المستثمرين بحسب قوانين أي بلد يرغبون في التداول فيها، وهو ما مكنها من تجاوز هذه العقبة. ويشير محمد البلاع هنا أن الخدمة استطاعت ملائمة الأنظمة المحلية لكل بلد بمعنى أنها تفاعلت معها واستوعبتها. وهنا يمكننا القول بأن تقنية المعلومات تجاوزت الرقعة الجغرافية والحدود، لتتمكن من ربط البورصات وأسواق المال، وسهلت التعامل بها وكأنها في بلد واحد.

لمحة عن «جيل»

تعد «جيل» واحدة من أضخم الشركات السعودية وأكثرها تنوعاً في مجال توفير الخدمات التفاعلية والحلول الإلكترونية. وفر الحلول المؤسسية لعملائها، بالإضافة إلى أنها رائدة في مجال الخدمات التفاعلية منذ إطلاق خدمات الإنترنت في المملكة قبل عدة أعوام. وتعد «جيل» حالياً إحدى أسرع الشركات نمواً على مستوى توفير الحلول للشركات المتوسطة والصغيرة في المملكة والشرق الأوسط.

المجموعة الوطنية للتقنية (NTG)

يرأسها المهندس محمد البلاع وتعتبر إحدى أكبر الشركات التي تديرها «مجموعة البلاّع التجارية». وخلال عدة سنوات، أصبحت مجموعة متعدّدة الجنسيات تضمّ أكثر من 20 شركة متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتمتد مشاريعها الخاصة والمشتركة في كل من الشرق الأوسط والهند وسيرلانكا والولايات المتّحدة.

أنجزت الشركة عدة مشاريع مشتركة ناجحة، بما فيها «أنظمة الحاسب الآلي العربي»، الشركة السعودية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات، و»الوسيط المباشر»، محرك التداول الفوري الذي يوفر خدمات التداول في سوق دبي المالي وسوق أبو ظبي للأوراق المالية باستخدام حساب واحد، بالإضافة إلى «أراب سوفت»، الحليف الإستراتيجي الناجح لشركة «مايكروسوفت العربية» منذ العام 1994؛ و»الشركة المتطورة للوسائل المتقدمة» (AIM)، إحدى أكبر موزّعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السعودية؛ و»نت أدفانتج» (NetAdvantage)، أول شركة متخصصة في مبيعات الإعلانات على الإنترنت في العالم العربي؛ وشركة «أيه. سي. أس. لمكاملة الأنظمة» (ACS System Integration)، المتخصصة في دعم مبيعات وتكامل الأجهزة ذات العلامة التجارية البارزة. و»جترونكس الشرق الأوسط» (Getronics Middle East)، وهي مشروع مشترك مع شركة «جترونكس»، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال توفير حلول وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ و»جيل»، إحدى الشركات الرائدة في مجال توفير خدمات الإنترنت في السعودية؛ وشركة «خدمات تكنولوجيا المعلومات»، الرائدة في مجال توفير الدعم وخدمات الصيانة.


تجربة الروبيان

تسعى المجموعة لدخول كافة المجالات التي لم يفكر أحد في المنقطة دخولها، واغتنام الفرص صفة رجل الأعمال الناجح، خاصة وإذا كانت مجازفته تتصف بالمجازفة المحسوبة. ودخول المجموعة في مجال تربية الروبيان كان فيه مجازفة كبيرة.

والقصة بدأت كما يرويها محمد البلاع في بداية الثمانينيات حيث سمع عن شركة في الفلبين تعمل في مجال تربية الروبيان، وبأن هذا المجال جديد وفي مرحلة نمو بصورة كبيرة، وهو ما دفع محمد البلاع في التعرف أكثرعلى هذا المجال ودراسته بعمق، الذي بدأ في حوالي عام 1972، في مركز أبحاث في تايوان، والذي تمكن من توليد صنف جديد من سلالة الروبيان، وأنه سلالة وحيدة كانت تربى في الأسر من اليابان، وأنه عندما نحجت هذه السلالة من الحاضنات، ساهمت على انتشار هذه التقنية والتوسع بصورة كبيرة.

الفكرة حفزت محمد البلاع على الاستثمار في هذا المجال، بحيث عمل على استقدام الخبراء لدراسة تطبيق هذا المشروع في السعودية، إلا أن نتائج الأبحاث جاءت مخيبة للأمل نظرا لكون العملية تتطلب كميات كبيرة من المياه العذبة وهو ما ليس متوفرا في السعودية، وهو ما أوقف الفكرة لفترة.

إلا أن معوقات هذه التجربة لم تثنه عن المحاولة ثانية، وهو ما دفعه لتوقيع اتفاقية اشراف مع شركة فيلببينية وشركة تايوانية على أن تشرفان على الاستشارات والدعم التقني، وأن يكون الباحثون سعوديون، واستمرت الأبحاث لمدة ست أو سبع سنوات. وما كان يدعوا إلى التفاؤل وقتها هو النجاح بإقامة نجاح تجريبي، ومن ثم إقامة مشروع إنتاجي بدون الحاجة للمياه العذبة. والجيد بالموضوع أن جودة الروبيان كانت أفضل بكثير مع الاستزراع بالماء المالح، ونسبة الأمراض فيه أقل من الطرق الأخرى، حيث ظهرت نتائج مشجعة وتدعو إلى التفاؤل.

وهنا يلفت محمد البلاع إلى أن الجرأة على دخول القطاع، وإجراء الأبحاث هو ما مكنهم من الاستفادة مما توصلوا إليه، وطبيعة الحال هو ما قادهم إلى التوسع في المشروع، بل وتحويله إلى مشروع متكامل من حيث جميع مراحل الإنتاج، وهو ما لم تقم به الشركة التايوانية والتي كانت سباقة في هذا المجال، بحيث أنها تعتمد على شركات أخرى في استيراد البيوض واليرقات.

التخصص في المشروع في جميع المراحل، أي من المفرخة إلى الحضانة ومن ثم التصدير، هو ما رغبت فيه الشركة، وهو ما تطلب توسيع المشروع، واستقدام خبرات مؤهلة، بالإضافة إلى شراكة بين المجموعة والشيخ سليمان الراجحي والشيخ محمد وعبد الله السبيعي، وتوسعت الشركة على البحر الأحمر، ونية الشركة اليوم هي التوسع في مناطق أخرى في الخليج.

الملفت أن الشركة اليوم تعتبر من أكبر الشركات في العالم، من ناحية الخبرى والقدرة الفنية.

أما عن التجرؤ على دخول هذا القطاع فيقول محمد البلاع بأن البلاد العربية فيها فرص كثيرة، والتقنية موجودة، وليس بالضرورة تقنية معلومات فلكل مجال تقنياته، مثلا السعودية بلد صحراوي وتربية الربيان كانت في المناطق الاستوائية لحاجتها للأمطار، لتربيتها، خلال الأبحاث والتطوير استطعنا تربية الأحياء المائية في الشواطئ الصحراوية، وهو ما أتاح لنا الاستفادة من الموارد البحرية الموجودة عندنا بحيث أصبح عندنا الآن أكبر مشروع في العالم لتربية الروبيان، وكافة الشركات التي تعمل في مجال تربية الكائنات البحرية في العالم يتطلعون إلى السعودية وللمشروع الحاصل فيها. والمشروع اليوم يتوسع.

فحجم إنتاج الروبيان عالمياً حوالي 12 ألف أو 13 ألف طن، العالم العربي يستهلك حوالي الفين وخمسمئة طن، لكن الباقي كله يصدر، بمعدل ألف حاوية في السنة. أما ما يتميز به المشروع فليس فقط الحجم، بل أيضا من حيث التقنية، كتطوير السلالات، فمركز الأبحاث التابع له يعتبر أفضل مركز تطوير وأبحاث للموارد الطبيعية في الوطن العربي وشرق آسيا.

الشركة أيضا تنتج بفضل التقنية التي تعتمدها بعض المنتجات الطبية والصحية البحرية وبعض الأحياء الصغيرة التي عليها طلب كخيار البحر.

أما كلفة المشروع فهو ما يقارب مليار ونصف ريال سعودي، ويقول محمد البلاع في المشروع :» هو عمل وطني لأن الشواطئ الصحراوية كانت غير مستثمرة وليست فيها فرص عمل، ومشروعنا قلب المقاييس».

للشركة أيضا مشاريع تربية أسماك، فهي تنتج أسماك للسعودية،كما تنتج أسماك الزينة وتصدرها لكل الأقطار العربية، فهي تنتج تقريبا 250 نوع من أسماك الزينة وهي كانت تستورد من الخارج. أما اليوم فهي تنتج في القصيم، ومن مختلف الأنواع، وهذا برأي محمد البلاع كان يبدوا مجالا صعبا، لكن المشروع ناجح ورائد في مجاله.

المملكة والأوضاع الاقتصادية

بالحديث عن الأوضاع الاقتصادية في المملكة اليوم، يرى محمد البلاع أن البورصة فقط هي ما تأثر نتيجة للأزمة، أما القطاعات الأخرى فكأن تأثرها محدود، والمشكلة اليوم هي الخوف والحيطة والحذر لا غير،

كما أن بعض الشركات المصدرة تأثرت، إلا أن السوق بشكل عام مستقر، والثقة بدأت تعود تدريجيا.

أما الإقراض والتمويل فلم يتأثرا بصورة كبيرة خاصة وأنه لم يلاحظ نقص في الشراء والاستهلاك، ، السيولة موجودة بشكل كاف. والبنوك لا تتحفظ على التمويل، أما سوق العقارات في السعودية كما يقول محمد البلاع وعلى عكس الكثير من البلدان لم يتأثر أيضا بالأزمة، خاصة وأن الطلب أكثر من العرض، والمستثمرين في السعودية لم يدخلوا في مضاربات، وهو ما حماه من الأزمة. كما أن نسبة الشباب في السعودية عالية، وهم مقبلين على الزواج، وهناك توسع في الأعمال، وهو ما يستوجب وجود أبنية للمكاتب، أي أن هناك نقص في قطاع العقارات، وليس تضخما، وهناك توجهات لتنمية هذا القطاع وليس العكس.

المجموعة الوطنية للتقنية من المجموعات التي توصف بالجريئة أو المغامرة، خاصة وأنها طرقت مجالات جديدة، ومجهولة المستقبل، إلا أن اعتمادها على الكفاءة والذكاء والخبرة هو ما جعلها مجموعة منافسة عالميا. فهي وبعيدا عن مجالي المعلوماتية وتربية الروبيان، دخلت حتى مجال الزراعة، وواجهت المشكلات وتجاوزت الأزمات، بالرغم من أن الطبيعة في السعودية لا تسمح بهذا. ويقول المهندس محمد البلاع:» في مجال تقنية المعلومات عندما تتعلم شيء، تجد شيئا آخر جديد يجب أن تتعلمه وتبرع فيه، أي يجب مواكبة التطور، لذا يجب أن تكون متابعا لكل الأمور خوفا من أن يسبقق أحد إليها»، ويذكر أنه في عام 1990 كانت مبيعاتهم وصلت إلى خمس وثلاثون مليون ريال، ومبيعاتهم اليوم ثلاثة مليارات ريال، وهو ما يرجعه محمد البلاع إلى تعلمهم من تجاربهم. ويصفه بأنه مجال يخدع، فمع أنه يبدو مليئا بالأرباح، إلا أنه مليء بالصعوبات أيضا.

توقعات 2009

يتوقع محمد البلاع في العام 2009 أن تنمو المبيعات، من خلال زيادة حجم الأعمال.وهذا بواسطة شركات المجموعة، والتي تتبنى تطوير مواقع انترنت، من خلال شبكة ناشينال نت فينشرز، والتي تهدف لتنمية قطاع الانترنت وخلق المبادرات لانتشاره، وهو من خلال دعم وتطوير بعض المواقع على الشبكة، ومدها بالإعلانات، التي تدخل عليها مردود يمكنها من الاستمرار والتطور، وهذه الإعلانات عن طريق شركة نت أدفانتج و كرت الشامل، كما يتم بمدهم بالتقنية و بناء موقع جيد وكيفية انتقاء المحتويات وتغطية بلدان أكثر. وهو ستكون الفائدة مشتركة بيننا وبين أصحاب تلك المواقع.

نظرة إلى دبي

يرى محمد البلاع أن الأزمة المالية لم تؤثر كثيرا على دبي، خاصة وأن لها عمق وثقل كبيرين، وهو ما سيمكنها على تجاوز الأزمة، وأعتبر أن ما حدث سيكون تصحيحا للأوضاع السابقة، والتي أدت إلى التضخم، خاصة مع انتشار المضاربة، والتي ساعدت على الغلاء. وهو ما سيؤدي إلى وضع سياسات أفضل للمدى البعيد. خاصة وأن اعتماد المنطقة عليها كمركز مالي وخدماتي ومركز تسويقي وتجاري. ونقطة تواصل للكثير من الدول، وهذا سيعدل الوضع. والمهم هو الاستفادة من التجربة لتطوير الأوضاع.

المجموعة تغطي مجالات المعلوماتية المتداخلة مع بعضها البعض. وهو ما يقلل من اعتمادها على شركات أخرى. فبنظر محمد البلاع الشركات التجارية والمصارف والبنوك ستلجأ إلى شركات تقدم حلول متكاملة، وتتمتع بالخبرة والكفاءة. كما يرجع المهندس البلاع نجاح المجموعة في بداياتها، إلى الجرأة على اقتحام المجالات والتعلم والاستفادة من التجارب، وهو المطلوب لكي ننمو ونتطور، خاصة وأن رؤوس الأموال موجودة، وكل ما يهم هو استثمار الوقت والجهد، ويرى أن التطوير والإنتاج الذي تم الآن سيعطي العزيمة للأجيال القادمة لكي تتابع هذه العملية، وستزودهم بالرغبة على مواكبة التطورات، والشغف على التعلم. وستؤجج روح الابتكار، وتحثهم على أن يصبحوا فاعلين مساهمين. وأن يتفاعلوا مع الحضارات الأخرى بأفكارهم.

حلم المهندس محمد البلاع يكمن في تحول الدول العربية إلى دولة ككوريا، والتي تحولت من دولة فقيرة، إلى دولة صناعية، وتصدر السلع.

لمحة عن «مباشر»

تعتبر أول خدمة ثنائية اللغة (العربية والإنجليزية) تقدم معلومات سوق الأوراق المالية هذا بالإضافة إلى محرك التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط. وتتيح للمستثمرين الوصول إلى المعلومات والأدوات المطلوبة التي تمكنهم من متابعة اتجاهات الأسواق واتخاذ القرارات المناسبة والمربحة من مكاتبهم.

وهي تابعة ومملوكة بالكامل من قبل المجموعة الوطنية للتقنية والتي تمّ تأسيسها قبل نحو ثماني سنوات. وأصبحت «مباشر»، التي تضم قوة عاملة تتجاوز 2000 موظّف في ثمانية بلدان، وتضم المجموعة حالياً أكثر من 15 فرعاً مع وبحجم أرباح سنوي يفوق 530 مليون دولار أمريكي. وهي من أهم الشركات التي توفير معلومات فورية حول أسواق الأوراق المالية والتداولات الإلكترونية ووسائل التفاعل المعلوماتي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمستثمرين في العالم العربي.

لمحة عن «ون كارد»:

تم إطلاق شركة «ون كارد» في البداية في السعودية خلال العام 2004، وحيث حصلت على جائزة التميز الرقمي للعام 2006 والتي قدمتها لها وزارة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.

وتعد «ون كارد» أول شركة متعددة الوظائف على مستوى العالم العربي فيما يخص الحلول الأمنة في مجال الدفع الألي المسبق عبر الإنترنت.

وقد توسع نطاق عمل الشركة خلال العام الجاري ليشمل كلاً من مصر ودول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي وإيران وشمال أفريقيا، وذلك بعد أن أصبحت الموزع المعتمد لمعظم الخدمات مسبقة الدفع وخدمات الحكومات الالكترونية فضلاً عن إطلاق الخدمات الإلكترونية الدولية في كل دولة. و»الكرت الشامل» أول بطاقة دفع مسبق متعددة الاستخدامات في العالم العربي والتي تستخدم للدفع الإلكتروني.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا