وضع زلزال تايوان، مخاطر إمدادات الرقائق الإلكترونية العالمية على الطاولة، وأعاد التذكير بالمخاطر الزلزالية التي تهدد إمدادات الرقائق العالمية، وتركيز إنتاج أشباه الموصلات في آسيا.
وظهرت أهمية إنتاج الرقائق الإلكترونية في دول جديدة بالنسبة للاقتصاد العالمي، للحد من مخاطر الإمدادات نتيجة التوترات الجيوسياسية، والزلازل أيضا، وفق تقرير صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.
خسائر زلزال تايوان
وأسفر زلزال تايوان، وهو أقوى زلزالا يضربها منذ 25 عاما، عن مقتل 9 أشخاص وإصابة المئات.
كما ألحق زلزال تايوان، أضرارا بالمباني، وأوقف حركة السكك الحديدية، فضلا عن إخلاء مصانع أشباه الموصلات، ما أكد تعرض إمدادات الرقائق في العالم لمخاطر الزلازل .
وبعد زلزال تايوان، أوقفت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق المتقدمة في العالم، بعض آلات تصنيع الرقائق، وأجلت الموظفين من المنشآت بعد الزلزال.
كما قامت شركة “يونايتد مايكروإلكترونيكس”، وهي شركة محلية أصغر حجما، بإغلاق الآلات وإجلاء الموظفين في بعض المنشآت.
الزلازل لا تزال تشكل مخاطر على صناعة الرقائق
وحسب التقرير، ساعد التقدم التكنولوجي في بناء مصانع تصنيع الرقائق في السنوات الأخيرة على تقليل مخاطر التعطل، والأضرار الناجمة عن الزلازل، وعلى الرغم من ذلك فإن المستويات العالية من الدقة المطلوبة لصنع أشباه الموصلات، تؤكد أن الزلازل لا تزال تشكل تحديا خطيرا لهذه الصناعة.
وأكدت الصحفية البريطانية، أن إنتاج الرقائق، حساس بشدة للصدمات الخارجية، والتلوث الناتج عن الجسيمات الغريبة بما في ذلك الغبار والحطام.
وأوضحت، أنه يمكن لأصغر اهتزازا أثناء عملية تصنيع الرقائق التي تستخدم الطباعة الضوئية أن يغير جودة الرقائق بشدة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الرقائق التي تتعطل، أو تكون ذات جودة منخفضة.
آسيا تسيطر على صناعة الرقائق
وأكد التقرير، أن 75% من مصانع إنتاج الرقائق في العالم حاليا، توجد في آسيا، بينما ترتفع النسبة إلى 100% بالنسبة للرقائق المتقدمة.
وأضاف، أن العديد من هذه المصانع تقع في مناطق معرضة للزلازل، فنحو 200 مصنع لإنتاج الرقائق، تتركز في تايوان واليابان، وهما من دول صاحبة مخاطر عالية للنشاط الزلزالي.
وتقع تايوان، على طول “حلقة النار” في المحيط الهادئ، في منطقة تم تحديد فيها 42 صدعا نشطا، حيث تحدث 90% من الزلازل في العالم.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه لا يمكن استبعاد حدوث اضطرابات في إمدادات الرقائق العالمية، حتى لو لم يتم اكتشاف أي ضرر في منشآت صناعة الرقائق.
وعادة ما يتم إغلاق المصانع لأسابيع لإجراء عمليات التفتيش، ويمكن أن تستغرق العملية المعقدة لإعادة تشغيل منشأة إنتاج الرقائق ما يصل إلى أسبوعين.