أطلقت شركة بوينغ بنجاح أول رحلة مأهولة لمركبتها الفضائية ستارلاينر اليوم الأربعاء، إيذانًا بمرحلة جديدة في برنامج الفضاء التجاري الأميركي.
انطلق رائدا الفضاء المخضرمان بوتش ويلمور وسوني ويليامز على متن الصاروخ “Atlas V” من قاعدة كيب كانافيرال للقوة الفضائية في فلوريدا، متجهين إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة تستغرق ثمانية أيام.
وتأتي هذه الرحلة بعد عدة محاولات فاشلة، حيث واجهت الكبسولة سلسلة من الأعطال التقنية في كل من الكبسولة نفسها والصواريخ الحاملة لها.
تم إطلاق الكبسولة بزاوية صعود ضحلة، وهو إجراء غير مألوف يهدف إلى زيادة فرص الطاقم في إجهاض المهمة بأمان في حالة حدوث أي طارئ أثناء الصعود إلى المدار. كما تم إجراء تعديلات إضافية على الصاروخ لضمان انفصال الكبسولة بسرعة في حالات الطوارئ.
وتأتي أهمية هذه المهمة في كونها تفتح الباب أمام بوينغ للانضمام إلى سبيس إكس في توفير خدمات نقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، مما يوفر لوكالة ناسا بديلاً موثوقًا في مجال النقل الفضائي. ومن المتوقع أن تبدأ بوينغ رحلاتها التشغيلية في ربيع عام 2025، إذا نجحت هذه الرحلة التجريبية وحصلت على اعتماد وكالة ناسا.
وكانت أول مهمة غير مأهولة في عام 2019 شهدت نفاد الوقود من الكبسولة وعدم اتمام عملية الالتحام بمحطة الفضاء الدولية. وعلى الرغم من بعض المشاكل التقنية في رحلة عام 2022، إلا أنها اعتبرت ناجحة من قبل وكالة ناسا، مما مهد الطريق لإجراء هذه الرحلة التجريبية المأهولة.
هذه الرحلة، التي تأتي بعد سنوات من التطوير والاختبار، تمثل علامة فارقة لشركة بوينغ ووكالة ناسا، حيث تؤكد على التزام الشركتين بتوسيع نطاق الوصول إلى الفضاء وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
يعد إطلاق ستارلاينر أيضاً انتصاراً للتكنولوجيا الأميركية، حيث يمثل الرحلة الافتتاحية السادسة لمركبة فضائية مأهولة في تاريخ الولايات المتحدة. وقد صرح مدير ناسا بيل نيلسون بأن هذه المهمة هي “خطوة هامة في رحلة استكشاف الفضاء البشري”.