تمكنت جماهير الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) من إجبار رابطة الدوري على إلغاء صفقة استثمارية ضخمة بقيمة 1.1 مليار دولار.
وكانت الصفقة تتضمن بيع نسبة من عوائد البث التليفزيوني لشركة “إيه كيو إنفستمنتس” الأميركية.
وعارضت جماهير كرة القدم الصفقة خوفًا من تحويل الدوري إلى “ناد مغلق” يسيطر عليه المال، على غرار بعض الدوريات الأوروبية الأخرى.
كما عبّرت عن قلقها من نقص الشفافية في عملية التفاوض على الصفقة، وطالبت بمزيد من المعلومات حول شروطها وتأثيرها على مستقبل الدوري.
وأثارت الصفقة موجة من الاحتجاجات من قبل جماهير كرة القدم في جميع أنحاء ألمانيا. واحتفلوا بإلغائها كإنتصار هام لمبادئهم، مؤكدين على أهمية مشاركة الجماهير في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل الدوري.
احتجاجات ملاعب البوندسليغا
وشهدت الملاعب في الفترة الماضية، احتجاجات كبيرة من الجماهير، حيث تنوعت الأساليب من رفع اللافتات، وترديد الهتافات، إلى مقاطعة المباريات.
كذلك برزت ظاهرة تمثلت في رمي كرات التنس على أرض الملعب. ويرجع ذلك إلى ربط بعض المشجعين بين الصفقة وبين السويسري روجيه فيدرر بطل اللعبة الشهير، الذي يُعدّ أحد المساهمين الرئيسيين في شركة “إيه كيو إنفستمنتس”. كما رميت قطع شوكولا على شكل عملات ذهبية في دلالة على نية بيع اللعبة مقابل المال.
وتسببت هذه الاحتجاجات في إيقاف بعض مباريات البوندسليغا مؤقتاً، مما أثار قلق رابطة الدوري.
وأثارت هذه الظاهرة جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها البعض تعبيراً عن رفض الجماهير للصفقة، بينما اعتبرها البعض الآخر سلوكاً غير مسؤول قد يُعرض سلامة اللاعبين للخطر.
ورأت مجموعات من المشجعين أن الصفقة ستؤدي إلى توزيع عوائد البث بشكل غير عادل، وسيحرم الأندية الصغيرة من الحصول على نصيبها العادل من الأموال.
وأعربت رابطة الدوري الألماني عن خيبة أملها من إلغاء الصفقة، معتبرةً أنها كانت ستساعد في تطوير الدوري وجعله أكثر تنافسية.
ويثير إلغاء الصفقة تساؤلات حول مستقبل الاستثمار في الدوري الألماني، وكيف ستتمكن الرابطة من جذب مستثمرين جدد في ظل احتجاجات الجماهير.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى تغييرات في سياسة الاستثمار، ووضع خطط جديدة لجذب مستثمرين جدد مع مراعاة مخاوف الجماهير.
وأثبتت هذه الاحتجاجات قدرة الجماهير على التأثير على القرارات المهمة المتعلقة بمستقبل الدوري، مما قد يؤدي إلى زيادة نفوذهم في المستقبل.