أقحمت روسيا قضية هوية البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف في مجلس الأمن ليثار حولها توتر دبلوماسي بين الجزائر وروسيا، مع لمز من مندوب روسيا ضد مشاركة إيمان بالألعاب الأولمبية في باريس. وذكرت تقارير صحفية أن المسألة تسببت في توتر بين ممثل الجزائر ونظيره الروسي دميتري بوليانسكي حين قام الأخير في كلمته خلال إحاطة مجلس الأمن الدولي حول موضوع “الحفاظ على الالتزامات لصالح المرأة، السلام والأمن في سياق الانسحاب السريع لبعثات السلام”، تطرق ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة إلى ما قال إنه “إقصاء رياضيين من طرف آخرين فشلوا في اختبار الهرمونات” الذي يجريه الاتحاد الدولي للملاكمة بحسب وكالة الأناضول.
وكان ممثل روسيا يشير إلى الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي تعرضت لحملة هجوم واسع وعنيف عقب فوزها على نظيرتها الإيطالية أنجيلا كاريني، بعد 46 ثانية من بداية المنازلة. وانسحبت الملاكمة الإيطالية بعد تلقيها لكمة قوية من خليف، التي واجهت اتهامات بأنها “متحولة جنسيا”. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة رد على نظيره الروسي، خلال جلسة الإحاطة بمجلس الأمن، مؤكدا أن “الملاكمة الشجاعة، الآنسة إيمان خليف، ولدت أنثى، وعاشت طفولتها بنتا يافعة، ومارست الرياضة كامرأة بكامل المقاييس”. وزاد “لا يوجد أدنى شك حول ذلك، إلا من له أجندة سياسية لا ندري مقاصدها”.
وخاطب ممثل الجزائر نظيره الروسي والحضور بمجلس الأمن، قائلا: “أكتفي بإحالة الجميع إلى اللجنة الأولمبية الدولية نفسها، والتي بكامل الوضوح وبشهادتها تقصم ظهر كل مشكك في بطلتنا الشجاعة الأبية، حفيدة النساء الجزائريات الحرائر”.
وتأهلت إيمان خليف إلى نهائي وزن 66 كيلوغرام بعد فوزها بالجولات الثلاث على منافستها التايوانية، لتواجه مساء الجمعة ملاكمة صينية، في نزال تستهدف فيه الرياضية العربية إحراز الميدالية الذهبية. كما ندد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، بخطاب الكراهية الموجه ضد الملاكمتين الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو تينغ، خلال مشاركتهما في دورة الألعاب الأولمبية الجارية “باريس 2024”. وتوعدت الجزائر، قبل يومين، عبر وزيرها للشباب والرياضة عبد الرحمن حماد، بمقاضاة كل من يمس بالملاكمة إيمان خليف، في أعقاب تواصل حملات التشويه بحقها منذ منافستها في أولمبياد باريس 2024.
يذكر أن عمر كريمليف يرأس اتحاد ملاكمة غير معترف به، ويتهم بأنه ابتدع قبل نحو 17 شهراً في نيودلهي، اختبارا تم بموجبه استبعاد الملاكمة الجزائرية إيمان خليف من بطولة العالم التي نظمها الاتحاد الدولي للملاكمة بعد ثلاثة أيام من فوزها في مباراة مبكرة مع أزاليا أمينيفا، وهي ملاكمة روسية لم تهزم من قبل. وكان هذا الاستبعاد يعني أن السجل الرسمي لأمينيفا أصبح مثالياً مرة أخرى. وقال الاتحاد الدولي للملاكمة إن خليف وزميلتها الملاكمة لين يو تينج من تايوان فشلتا في “تلبية معايير الأهلية اللازمة المطلوبة ووجد أنهما تتمتعان بمزايا تنافسية على المنافسات الإناث الأخريات”. وزعم الاتحاد أن المقاتلتين فشلتا في اختبارات أهلية غير محددة – وهي نفس الاختبارات التي أشعلت جدلاً هائلاً حول لوائح وتصورات النوع الاجتماعي في الرياضة حيث تتنافس خليف ولين في أولمبياد باريس. وتتعرض خليف لاتهامات لاصحة لها بعد الزج بها في انقسامات اجتماعية تعصف بالعديد من الدول الغربية حول التحول الجنسي حتى حين لا يتعلق الأمر بذلك في أحيان كثيرة. واتهم عمر كريمليف، رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة بمحاباة الروسية أزاليا أمينيفا بعد خسارتها في نزالها مع إيمان. والمعروف أن الألعاب الأولمبية تشهد مشاركة من أبطال وبطلات خارقين تختلف أجسامهم وبنيتهم عن الناس العاديين بسبب التمارين الشاقة التي يخضعون لها ولديهم بنية فريدة في أحيان كثيرة مما يوقعهم بمتاعب كبيرة في حياتهم العادية أحيانا.
قضية أثارت الجدل
لقد تم تصنيف إيمان خليف أنثى عند الولادة وهي إنثى إلا أن الجدل أثير ضدها بحجة ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون أو بعض الاختلافات الكروموسومية، فلا يمكن معرفة التفاصيل بدقة في اختبار اتحاد الملاكمة الذي لم يعد معترفا به، إلا أن إيمان خليف مؤهلة تمامًا للمنافسة في الألعاب الأولمبية وفقًا للقواعد الأولمبية وهيئاتها. والأهم من ذلك، أن مستويات هرمون التستوستيرون العالية ووجود كروموسومات XY أو XXY لا تجعل الشخص ذكرًا، أو بيولوجيًا رجلاً، فذاك شطط من خيال التيار اليميني “المتطرفون اليمينيون – بما في ذلك دونالد ترامب، وجيه دي فانس، وإيلون ماسك – إلى جانب المتعصبين مثل القاصة البريطانية جيه كيه رولينج، ومقالات صحفية يتفق عن بعد حولها أطراف لهم دوافع لا علاقة لها بالرياضة الأولمبية، بل يوجهون حاليًا انتقادات لاذعة إلى الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، بعد الهزيمة السريعة التي لقيتها منافستها الإيطالية في مباراة أولمبية في باريس بسبب ضعف مستوى الإيطالية.
الأبطال والبطلات الأولمبيين يختلفون عن البشر العاديين في حالات كثيرة وهم بالتأكيد ليسوا في مسابقات ملكات الجمال ولا الأناقة بل القوة البشرية الفائقة.