يأتي ذلك عقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع البيت الأبيض حول اطلاق عملية عسكرية في سوريا في مؤشر على تعثر المباحثات مع الجانب الأمريكي حول إنشاء “المنطقة الآمنة”.
BREAKING: In an extraordinary Sunday night statement, the White House announces that the US "will no longer be in the immediate area" of Northern Syria, allow Turkey to launch an invasion in the region and give Turkey responsibility for captured ISIS fighters in the area. pic.twitter.com/Ytu8t3BLUg
— NBC News (@NBCNews) October 7, 2019
ونقلت وكالات الأنباء تقارير عن دفع الجيش التركي أمس، بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مناطق الحدود السورية، قرب مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي. وقال عضو في مجلس الرقة المدني التابع للمعارضة السورية، إن عشرات الآليات العسكرية وصلت إلى منطقة أقجة قلعة المقابلة لتل أبيض، وتوجهت إلى شرق المدينة التي يتوقع دخول الجيش التركي منها خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن القوات التركية قامت بقطع الطريق الحدودي شرق أقجة قلعة عن السيارات المدنية، بما يؤكد أن دخولها ربما يتم من شرق تل أبيض، لافتاً أيضاً إلى وصول عشرات سيارات الإسعاف إلى مدينتي شانلي أورفا وأقجة قلعة، ووضع جميع المراكز الطبية في المدينتين بحالة طوارئ.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن بلاده باتت جاهزة لتنفيذ العملية العسكرية شرق الفرات، بعد أن ملت من الوعود والمماطلة من قبل الولايات المتحدة. وقال مصدر عسكري تركي، إن العملية التي أطلق عليها اسم «نبع السلام» سوف تنطلق خلال يومين. في وقت قال قائد في مجلس تل أبيض العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد): «إن قوات مجلس تل أبيض على استعداد تام لمواجهة القوات التركية، وإن طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي تحلق على طول الحدود شرق المدينة لمراقبة تحركات القوات التركية». وقالت مصادر أخرى: «إن قسد أرسلت تعزيزات عسكرية أيضاً إلى نقاط تابعة لها غرب مدينة راس العين، لاسيما بلدات تل حلف وتل خنزير والعدوانية في ريف الحسكة الشمالي الغربي، تحسباً لأي دخول للقوات التركية».
إلى ذلك، طالبت الإدارة الذاتية الكردية، في بيان، المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا، لمنعها من القيام بأي عدوان شرق الفرات. كما حثت الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سوريا، بمن فيهم التحالف الدولي الداعم لها، باتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي. وأكدت أن تهديدات أردوغان المستمرة خطيرة وتهدد أمن المنطقة واستقرارها. ونددت بصدورها رغم التزامها بكافة بنود الآلية الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة، وذلك لسحب المبررات لأي احتلال تركي جديد. ووصفت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية في «قسد»، التهديدات التركية بشن هجوم بري شرق الفرات بأنها خطيرة تهدد بإشعال فتيل حرب سترافقها فوضى عارمة على طرفي الحدود، خاصة في الداخل التركي. وأضافت في مقابلة مع «العربية.نت»: «أن الحجج التي تقدمها حكومة العدالة والتنمية لتبرير هذا الهجوم المزعوم، هو اعتراف منها على أنها حكومة حرب ترفض السلام». محذرة من أن أنقرة مستعدة أيضاً لتهجير ملايين السكان من بيوتهم.