قدم الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه “القاهرة اليوم” حلقة أمس السبت، تحقيقاً تليفزيونياً من إمارة دبي ونشره موقع “اليوم السابع” ، حول مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، استضاف فيه اللواء خميس مطر نائب قائد شرطة دبي، ليستكمل بذلك انفراده الذى بدأه فى حلقة الخميس الماضي، من المكان الذى وقعت به الجريمة، وشاركه أحمد موسى الصحفى بجريدة الأهرام.
أكد عمرو أديب فى بداية الحلقة أن وجوده مع أحمد موسى فى دبي، أعطاهما الفرصة لكى يروا كيفية تتبع أجهزة الأمن الإماراتية لمحسن السكري، منذ أن خرج من الفندق الذى كان يقيم فيه، وحتى عاد له مرة أخرى، كما أمكن لهما التعرف على كيفية تشغيل نظام الكاميرات الموجود فى دبى، مضيفاً أنهم لأول مرة يرون صور سوزان تميم وهى مقتولة .. وشهد التحقيق لقاء وحواراً مع قائد فريق العمل الذى تابع ملف هذه القضية فى مقابلة وصفها عمرو أديب بـ “النادرة جداً جداً لشرطة دبى”.
وكان عمرو أديب أعاد الزيارة الميدانية التى قام بها وموسى لشقة سوزان تميم، قبل إجراء الحوار مع نائب رئيس شرطة دبي اللواء خميس مطر، وذلك بناء على رغبة الجماهير .. وعرضت الزيارة تسجيل الفيديو الخاص بالبرج الذى قتلت فيه تميم بمنطقة “الجميرا”، وأوضح طريقة دخول القاتل، وصعوده لشقتها التى تحمل الرقم 2204 بالطابق الـ 22، قبل أن يوضح أديب الطريقة التى دخل بها القاتل الشقة، بعد إيهامه ضحيته بأنه مندوب شركة (أبراج) المالكة للبرج السكني، بعد إبرازه تفويضاً يحمل شعار الشركة، وبمجرد فتحها الباب عاجلها بلكمة تركت أثرها فى وجهها، قبل أن يجهز عليها بسكينه، وينحرها – يذبحها – نحراً كاملاً.
ملابس الجريمة
واستكمل أديب وزميله خط سير القاتل بعد انتهائه من ضحيته بنزوله للطابق الـ21، عبر سلم الحريق، ليتخلص من ملابس الجريمة فى صندوق الطوارئ الخاص بالحريق، على الرغم وجود “محرقة” البرج فى موجهة صندوق الحريق، والتى كانت ستخفى كل آثار ملابسه بحرقها مع مخلفات المبنى، ليخرج فى النهاية – كما صورته كاميرات المراقبة – بزى رياضى متظاهراً بممارسة رياضة الجري.
وصف عمرو حال جثة سوزان مؤكداً أن رقبتها كانت بعيدة عن جسمها بعض الشىء، لكنها لم تكن مفصولة عنه كلية، فقط كانت مقطوعة الشرايين والأوردة بعنف، وأضاف أن الجثة كانت مغطاة بملآة بواسطة القاتل، الأمر الذى أثار تعجب أديب وموسى معاً. ويستمر أديب فى وصف حال الجثة ـ بحسب صور الشرطة ـ ويقول إن القتيلة كانت مرتدية ملابسها كاملة، وكانت عبارة عن بنطلون جينز “برمودا”، وتى شيرت عادى، لأنها كانت فى طريقها إلى درس القيادة لتستطيع استخراج رخصة قيادة سيارات بدبي، كما قال ابن خالتها الذي اكتشف مقتلها فى التحقيقات.
الناس فى مصر عايزة القصة من طرفكم
“الناس فى مصر عايزة القصة من طرفكم”، كانت هذه هى العبارة التى استهل بها أديب حواره مع اللواء خميس مطر نائب القائد العام لشرطة دبي، قبل أن يسأله “ماذا حدث بالضبط؟ وما هى ملابسات مقتل سوزان تميم؟”، وأجاب مطر بهدوء تفاصيل علمهم بالواقعة، قائلاً “تم إبلاغنا عن وقوع جريمة قتل عن طريق أحد أقارب المجنى عليها، وتم التعرف على هوية المجنى عليها”، مضيفاً أنه “من خلال إجراءات البحث والتحرى تم تحديد هوية الجاني، واتضح أنه غادر دولة الإمارات”.
وهنا تدخل أديب بسؤاله عن كيفية التعرف على الجانى بهذه السرعة الشديدة، رغم أن المتعارف عليه فى القضايا الجنائية استمرار التحقيقات لأشهر وسنوات؟ .. لكن نائب قائد شرطة دبي امتنع فى البداية عن كشف الطريقة التى من خلالها التعرف على شخص الجانى بسرعة كبيرة نسبياً، معتبراً أن ذلك من الأسرار الخاصة بالشرطة التى لا يجوز له كشفها، لكنه أكد أنهم كجهاز شرطة وضعوا أمام الجهات القضائية كل الدلائل التى تثبت صحة ادعائهم. وقال “دعني أؤكد لك أنها ليست المرة الأولى التى تكتشف فيها شرطة دبي الجانى فى جريمة بسرعة قياسية؛ فنحن نعمل فى فريق بحث متكامل، وهناك جوانب عدة تتكامل فى عملنا، منها جوانب فنية، ومراحل بحث وتحرى ومعاينة، وهى أمور معروفة ويعلم بها كل من يعمل فى المجال”.
وأضاف اللواء خميس أنه تم اكتشاف الجثة عن طريق ابن خالة القتيلة، بعد أن كان الجاني قد وصل إلى مصر، على الرغم من أن الشرطة لم تستغرق للتعرف على هوية الجاني أكثر من 5 ساعات بعد اكتشاف الجثة، معللاً الوقت الكبير الذى استغرقته شرطة دبي في الوصول إلى القاتل بعد ذلك، بأنه خرج من البلاد، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات عديدة لضبطه.
الضبط بالأدلة
وسأله أديب “متى أرسلتم إلى السلطات المصرية بخصوص قاتل سوزان تميم؟”، فأجاب خميس بأنه رغم تحديدهم لهوية القاتل بعد ساعات قليلة من ارتكابه جريمته، إلا أن الوقت استغرق عدة أيام وذلك لتدعيم إجراءات الضبط بالأدلة، لأن تحديد هوية الجانى ليست المقياس فى القضية، فلابد من وجود الأدلة التى تؤكد ذلك، مضيفاً أن هناك إجراءات كثيرة، مثل الفحص المعملى ومضاهاة البصمات وغيرها، تطلب بعض الإجراءات التى بمجرد أن انتهت منها شرطة دبي، أرسلت الملف كاملاً إلى السلطات المصرية.
ولم ينس اللواء مطر توجيه الشكر إلى الجهات المصرية فى التحقيقات، لتعاونها مع جهاز شرطة دبي، وأعضاء نيابة الإمارة الذين مثلوا مع النائب العام المصرى فى التحقيقات. وبرر مطر تأخر تحقيقات الجانب المصرى، إلى الإجراءات التى لا يمكن أن ينتقدها لأنها تتعلق بدولة أخرى لها ظروفها وإجراءاتها الخاصة، مؤكداً أنه لابد من التحري عن الشخص المتهم، وتحديد مكانه والتيقن من المعلومات الواردة بشأنه.
إمكانيات السكرى
وهنا بدت الحيرة على وجه عمرو أديب وهو يسأل اللواء مطر “كيف يمكن لشخص بمثل إمكانيات السكري أن يقع فى أخطاء تافهة وبسيطة كتلك التى وقع فيها أثناء قيامه بجريمته؟، وهنا قابله اللواء خميس مطر قائلاً “لماذا لا تقول أن كفاءة فرق البحث هى التى كانت وراء تحديد هويته فى مثل هذه الفترة القصيرة، على الرغم من عدم وجوده في الإمارات، فتحديد هوية الشخص نفسه بتلك السرعة هو امتياز في حد ذاته”.
وأضاف نائب رئيس شرطة دبي “أن المشكلة ليست فى الخطأ، بل فى تحديده من قبل الجاني الذى لا يشعر أنه أخطأ فى شيء”، وضرب مثلاً بالكتابة على الآلة الكاتبة قائلاً “أنت تطبع، وقد يكون هناك أخطاء إملائية .. لا يمكنك بحال من الأحوال أن تقف عليها، لكنك لو طلبت من أحد غيرك مراجعتها فسيمكنه اكتشاف هذه الأخطاء بسهولة، وهذا ما حدث بالضبط”.
هذا المثال الذى يبدو أنه استفز عمرو أديب دفعه ليسأله “قل لى كيف إذن أمكنكم تحديد القاتل من بين 7 إلى 8 ملايين يزورون دبي سنوياً من 203 جنسيات مختلفة .. رغم أن صور الكاميرات غير واضحة .. ولا تبين شخص القاتل بوضوح”، وتساءل أيضاً “فين نقطة التحول الدرامي؟”. وجاء رد اللواء خميس مطر بثقة “تأخد المشورة مني”، فيقول أديب “آه”؛ ليفاجئه مطر بقوله “هقدملك دعوة تحري من جلسة المحكمة، علشان تلاقى الإجابة بنفسك!”.
اشترك في النشرة الإخبارية لموقع أريبيان بزنس بالنقر هنا