قبل أربعين عامًا، بدأت شركة سيسكو بفكرة بسيطة تقوم على ربط شبكتين مختلفتين للتواصل وتبادل المعلومات. ومنذ تأسيسنا في عام 1984، واصلنا العمل على تعزيز الاتصال الآمن ودفع التحول الرقمي للدول والشركات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. وقد أرست سنواتنا الأربعين الأولى أسساً قوية، وصاغت لغة اتصال عالمية ربطت بين الآلات التي كانت في السابق معزولة، وبين منظومتنا الرقمية العالمية.
واليوم، تربط الشبكة كل شيء تقريباً، من الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة والهواتف وحتى أجهزتنا الشخصية. وقد بتنا نعتمد على الشبكة كل يوم دون أن نلاحظ مدى تأثيرها العميق على عالمنا.
وأصبحت تقنيات الشبكات تمثل العمود الفقري للتحول الرقمي للمؤسسات حول العالم، ومنطقتنا هذه ليست استثناءً على الإطلاق. وفي الحقيقة، من المتوقع أن تستثمر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما مجموعه 230.7 مليار دولار في تكنولوجيا المعلومات بحلول عام 2025، وفقًا لشركة جارتنر.
مرحلة بناء الأسس (سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين)
في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، بدت فكرة تواصل أجهزة الكمبيوتر مع بعضها البعض وكأنها خيال علمي. وفي عام 1983، أتاح بروتوكول التحكم في نقل البيانات TCP/IP لأجهزة الكمبيوتر أن تتواصل بشكل موثوق، وذلك من خلال تقسيم البيانات إلى حزم أصغر، وجعل نظام تسمية النطاقات DNS الإنترنت متاحاً من خلال السماح للأشخاص بكتابة اسم موقع ويب (مثل cisco.com) بدلاً من سلسلة من الأرقام.
وأدى الجمع بين هذين النظامين إلى وضع أسس الاتصال العالمي. كما عمل جهاز التوجيه متعدد البروتوكولات (الراوتر) التي تم إطلاقه في عام 1986، على ربط الشبكات المتباينة، مما مكّن بعض الأدوات أساسية مثل البريد الإلكتروني ومشاركة البيانات المبكرة. ولم تعمل هذه الابتكارات على ربط الآلات فحسب؛ بل قامت بتوحيد الاتصالات ومهدت الطريق لعالم اليوم الرقمي المترابط.
الإنترنت أصبح متاحاً للعامة، وظهور الشبكات اللاسلكية (من تسعينيات القرن العشرين إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين)
بحلول تسعينيات القرن العشرين، دخلت شبكة الإنترنت إلى منازلنا. وساعدت شبكة الويب العالمية التي ظهرت في العام 1991، والخدمات سهلة الاستخدام مثل AOL، الملايين على استكشاف العالم الرقمي. وأدى هذا إلى ظهور التسوق عبر الإنترنت، والبريد الإلكتروني للجميع، ومكالمات الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP)، وحتى اللبنات الأولى لأهمية الأمن السيبراني.
وأرست معايير الاتصال اللاسلكي المبكرة، مثل IEEE 802.11 (1997)، الأساس للتنقل وشبكة الـ Wi-Fi، مما أتاح التحول بعيداً عن الكابلات، ومهد الطريق للعمل عن بُعد. وخلال هذه الحقبة، تطورت الشبكة من بنية تحتية أساسية إلى منصة توحّد بين الهاتف والفيديو والبيانات، وربط التقنيات القديمة بالإمكانيات الرقمية الجديدة.
الاتصال بشكل دائم (2004–2010)
وبحلول منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مكّنت الشبكة عصر الاتصال المستمر، حيث ربطت شركة فيسبوك (2004) بين الناس في مختلف أنحاء العالم، في حين وضع هاتف آيفون من شركة أبل (2007) الحوسبة القوية في جيوبنا، فجعل عالم التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي أمراً عادياً أثناء التنقل. ومثلت تقنية TelePresence من سيسكو فاتحة عهد التعاون عن بُعد، حيث كانت التجارب المبكرة للتصوير المجسم تنبئ باختراقات مستقبلية.
ومع انضمام المزيد من الناس إلى المنصات الإلكترونية، استوعبت الشبكة الأمن والقوة، مع ابتكارات مثيرة مثل الطاقة عبر الإيثرنت، والقدرة على توفير اتصال مستقر ودائم. ومع تحول المجتمع إلى الرقمية، نمت تحديات الأمن السيبراني، وكان على الشبكة أن تتكيف مع ذلك، وأن تدمج جدران الحماية والحماية المتقدمة من التهديدات. وكان لوسائل التواصل الاجتماعي والحوسبة المحمولة التي برزت في هذا العصر تأثير عميق على السياسة والثقافة والحياة اليومية.
مستويات أكثر ذكاء باستخدام البيانات الضخمة والسحابة (2010-2020)
بحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت مليارات الأجهزة تولد كميات هائلة من البيانات. وتطورت الشبكة مرة أخرى، فلم تعد تنقل المعلومات فحسب، بل وتحللها وتتفاعل معها في الوقت الفعلي.
واعتمدت أجهزة إنترنت الأشياء، كالأجهزة القابلة للارتداء، والأجهزة الذكية لتنظيم الحرارة في المنازل، وأجهزة الاستشعار في المصانع، على الشبكة للعمل بذكاء وبشكل فوري.
ولم تحقق البيانات الضخمة معجزات بين عشية وضحاها، ولكنها بمرور الوقت دعمت الرعاية الصحية التنبؤية، والترفيه المخصص، واكتشاف الاحتيال. وأدت حوسبة الضباب Fog Computing، التي ابتكرتها شركة سيسكو، إلى تقريب عمليات المعالجة من الأجهزة، مما أدى إلى تقليل زمن الاستجابة وجعل الشبكات أكثر مرونة. وتغلبت الشبكة على العامل الجغرافي لتصبح لامركزيةً، تدمج إنترنت الأشياء والسحابة والتحليلات لتقديم الأفكار والخدمات على نطاق واسع.
الذكاء في كل مكان في عصر الذكاء الاصطناعي (2020-حتى الآن)
نشهد اليوم كيف تدعم الاتصالات عالية السرعة والشرائح المتقدمة مثل SiliconOne من سيسكو أحمال عمل الذكاء الاصطناعي المعقدة، وتغذي كل شيء، من المركبات ذاتية القيادة إلى الطب عن بُعد. وظهرت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بين عشية وضحاها تقريباً، حيث أعادت صياغة الطريقة التي نقوم فيها بممارسة العمل والعيش واللعب، ولكن مع مخاطر جديدة على الخصوصية والأمن.
وفي هذا السياق استجابت سيسكو من خلال تطوير حلول أمن أصلية للذكاء الاصطناعي مثل Cisco Hypershield لحماية البيانات والأجهزة والتطبيقات في جميع البيئات.
حدود جديدة مع تحديات جديدة
وعلى مدار الأربعين عاماً الماضية، استوعبت الشبكة الصوت والفيديو والاتصالات اللاسلكية والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، وتطورت لتتحول من مجرد موصل بسيط لأجهزة الكمبيوتر، إلى نظام ديناميكي ذكي يدعم عالمنا الرقمي. وقد استند كل عصر إلى العصر الذي سبقه، وبلغ ذروته في مشهد اليوم المترابط للغاية والمدفوع بالبيانات.
ومع تطلعنا قدماً نحو المستقبل، فإن وعد الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً لا حدود لها لمعالجة التحديات الأكثر تعقيداً في عالمنا. وتقف شركة سيسكو في طليعة هذا التطور التكنولوجي، جنباً إلى جنب مع عملائنا وشركائنا، حيث نعمل باستمرار على الابتكار لتمكين اتصال سلس وتوفير الامن الإلكتروني.
وفي هذا السياق، كشفت سيسكو مؤخراً عن حلها الشامل “AI Defense” لتوفير الحماية للشركات عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من تطوير مبادرات الذكاء الاصطناعي بثقة.