أفاد تقرير أن رجل الأعمال السعودي المولود في إثيوبيا محمد حسين العمودي اختار مواصلة “هجومه على الدولة المغربية داخل أروقة المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار بعد تقديمه لطلب تعويض لإلزام الحكومة المغربية بضخ 1.5 مليار دولار لفائدة مجموعته البترولية”.
وقال التقرير -الذي نشره موقع “هيسبريس” المغربي الشهر الماضي- إن محمد العمودي الذي اعتقل في إطار حملة لمكافحة الفساد أطلقتها السلطات السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وأطلق سراحه بعد أكثر من سنة مقابل تسليمه جزءاً من أصوله المالية للحكومة السعودية، وجه اتهامات صريحة للمغرب بتسببه لمجموعته كورال بتروليوم القابضة في خسارة مالية تقدر بحوالي 1.5 مليار دولار بناءً على تقارير محاسباتية داخلية للمجموعة.
وأضاف أن “العمودي” اعتمد في مطالب التعويض المالي الذي يطالب به المغرب على اتفاقية تشجيع الاستثمارات المبرمة بين المغرب والسويد سنة 1990 واتفاقيات منازعات الاستثمار بين الدول ومواطني الدول الأخرى، بعدما اعتبر أن شركة “كورال المغرب” هي شركة تابعة لشركة “كورال القابضة السويدية”، التي يمتلكها العمودي في إستكهولم.
وتابع أن “العمودي” اعتبر “أن المغرب خالف نصوص هذه الاتفاقيات فيما يخص المنازعات الضريبية والجمركية بين المصالح الحكومية الوطنية وشركة سامير منذ سنة 2015، حيث حاول مراراً إرغامها على إعادة جدولة ديونها الضريبية البالغة 13 مليار درهم (1.5 مليار دولار)”.
ولوح “العمودي” آنذاك باعتزامه مباشرة إجراءات رفع دعوى قضائية أمام المحاكم السويدية، من أجل قبول التسوية الودية لمشكل مديونية الضريبة على الاستهلاك الداخلي للمحروقات الذي تتهرب شركة “سامير” من تسديده.
وقال التقرير إن البيانات والتأكيدات الصادرة عن “مصادر موثوقة” تعتبر أن حشر “كورال السويدية” في نزاع العمودي مع الجمارك والبنوك المغربية يعتبر هروباً إلى الأمام وإصراراً من الملياردير السعودي وساعده الأيمن جمال باعامر على إخفاء الحقيقة المتمثلة في كون العلاقة بين “كورال السويدية” انتهت مع “سامير” في 2006.
وعند تفحص المذكرة الإخبارية الخاصة بإصدار سندات شركة “سامير” سنة 2008، يتبين أن “كورال بتروليوم القابضة السويدية قامت بتفويت كل مساهماتها في شركة كورال موروكو القابضة التي تمتلك سامير، لفائدة شركة كورال موروكو للغاز والبترول خلال فبراير/شباط 2006، وفي سبتمبر/أيلول 2008 أقدمت كورال موروكو القابضة AB على اقتراض مبلغ 325 مليون دولار من مصرف ستاندرد بنك الإنجليزي مقابل رهن أسهمها التي تملكها في سامير لفائدة المصرف والتي يبلغ عددها 8.004.679 سهما، بحسب مصدر مسؤول في “سامير”.
وأضاف المصدر نفسه أن “ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن مصفاة سامير وفروعها قد أصبحت منذ 2006 تابعة لشركة كورال موروكو القابضة التابعة بدورها لشركة مورونكا في دولة قبرص التي يملك كافة أسهمها الملياردير محمد حسين العمودي، وهو ما يعني أن العلاقة بين كورال السويدية انقطعت مع كورال المغرب منذ سنوات”.
وسامير هي الشركة المالكة والمشغلة لمصفاة النفط الوحيدة في المغرب والتي تقع في مدينة المحمدية علي ساحل المحيط الاطلسي قرب الدار البيضاء. وتوقف تشغيل المصفاة في أغسطس/آب 2105 بعد أن جمدت الحكومة المغربية الحسابات المصرفية للشركة المشغلة سامير وطلبت سداد ضرائب متأخرة بلغت 13 مليار درهم (1.35 مليار دولار).
وكان الحارس القضائي الذي يتولى إدارة شركة سامير المالكة لمصفاة النفط الوحيدة قد تلقى في أواخر 2016 عرضاً بقيمة ثلاثة مليارات دولار من مجموعة أجنبية لم يذكر اسمها.
وكان العمودي، وهو سعودي من أصول إثيوبية ويمنية وتقدر ثروته بـ13.5 مليار دولار، بين رجال الأعمال وكبار المسؤولين اللذين طالتهم الاعتقالات في إطار حملة مكافحة الفساد التي أطلقتها السلطات السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وتم إطلاق سراح معظم هؤلاء المحتجزين لاحقاً مقابل تسليمهم جزءاً من أصولهم إلى الحكومة.