نشرت صحيفة سعودية الإثنين الماضي رسماً كاريكاتورياً يحتوي سخرية من مجلس الشورى -الذي يعد أكبر جهاز استشاري للحكومة السعودية- بعد تشبيهه بـ “العجوز المتهالك” الذي لا يمكن أن يسير بحاجات وهموم المواطنين إلى النهاية وهي حلها عبر التوصيات.
ويظهر رسم صحيفة “مكة” مواطناً سعودياً مرتدياً اللباس الرياضي للمنتخب الوطني راكضاً ويتصبب عرقاً بعد أن اجتاز مسافة تبدو طويلة جداً ليقوم لاهثاً ومندهشاً -كما يبدو- بتسليم/ توصيل مطالباته وهمومه لمجلس الشورى الذي يظهره الرسم كرياضي عجوز منهك، ومستند إلى عكاز ليقول رسام اللوحة إنه لا يمكن لهذا العجوز أن يوصل مطالبات وهموم المواطن للحكومة نظراً لضعفه وعجزه.
#كارتونhttps://t.co/y7gtFfQvyM@jabertoon #صحيفة_مكة pic.twitter.com/l3vODD9FbR
— صحيفة مكة (@makkahnp) ١٢ فبراير ٢٠١٩
ويعد مجلس الشورى البرلمان في السعودية ولكنه غير منتخب، إذ يقوم العاهل السعودي -الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الوزراء- بتعيين أعضائه وغالبيتهم من الأكاديميين السعوديين البارزين، وتشترط قراراته النهائية موافقة ملك السعودية عليها قبل تطبيقها.
وفي العام 2017، أطلق مجلس الشورى مبادرة جديدة، حينها، تتمثل بلقاء المواطنين السعوديين والإطلاع على اقتراحاتهم ومناقشتها بشكل مباشر معهم، في خطوة تعزز من مكانة المجلس وتجعله أقرب للبرلمان المنتخب الذي يحلم به السعوديون. وتم تخصيص أولى حلقات تلك المبادرة للحديث والنقاش مع مقدمي العرائض للمجلس حول قضية توطين الوظائف أو ما يعرف بـ “السعودة”؛ وهي خطة حكومية لإحلال الموظفين السعوديين مكان ملايين الأجانب في المملكة.
ويتلقى مجلس الشورى باستمرار عرائض ومطالب من السعوديين عبر عدة طرق، كالبريد الإلكتروني أو البريد العادي أو عبر الفاكس، ويسمح، أيضاً، لمن يرغب من المواطنين بحضور جلساته بعد تقديم طلب مسبق بذلك.
وكثيراً ما يتعرض مجلس الشورى لانتقادات لاذعة من قبل المواطنينن الذين يقولون في تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إنه لا يناقش القضايا الهامة التي تمس حياتهم، وينشغل بقضايا هامشية أخرى، ويقولون بأن قراراته غير ملزمة التنفيذ.
ولكن قلما رفض حكام السعودية في الماضي الموافقة على قرارات مجلس الشورى الذي تأسس مع بدء توحيد المملكة قبل أكثر من 80 عاماً، إذ يتم تحويل بعض القرارات إلى مجلس الوزراء لمزيد من الدراسة وتقديم المقترحات حولها.
ومجلس الشورى الحالي مكون حالياً من 150 عضواً، بينهم 30 امرأة.