ذكر تقرير اليوم الأحد أن وزارة الداخلية السعودية تدرس منح فئة “البدون” هويات وطنية مؤقتة.
ووفقاً لصحيفة “الحياة” السعودية، أكد وكيل الوزارة للأحوال المدنية اللواء عبدالرحمن الفدا أن وزارة الداخلية تفكر بشكل جدي في حل قضية فئة “البدون” الذين يعيشون على أرضها.
وقال الفداء رداً على سؤال إن كانت الوكالة تدرس منح فئة “البدون” هويات وطنية مؤقتة، “لا شك أن وزارة الداخلية تفكر في هذا الموضوع بشكل جدي، وهو من اهتماماتها ونتمنى ظهور أي موضوع ينظم هذا الأمر قريباً”.
وفي مايو/أيار الماضي، شددت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية على ضرورة معالجة موضوع “البدون” في المملكة. وأكد رئيس الجمعية مفلح القحطاني أن معظم البدون من أصول قبلية، وتركهم من دون هوية يفاقم مشكلاتهم، فيما اكتفت الأحوال المدنية بالقول إن موضوعهم لدى السلطات العليا، للنظر فيه من جميع جوانبه.
وقال القحطاني “الذين لا يحملون الجنسية السعودية هم حالات إنسانية تحتاج إلى تدخل عاجل لتعديل أوضاعهم، فترك هؤلاء من دون هوية قد يفاقم الموضوع فيكبر أكثر، ما يجعل إيجاد حلول مستقبلية لهم صعباً”.
ولفت إلى أن عدد البدون كان محدوداً في السابق، أما الآن فتضاعف، بسبب عدم إيجاد الحلول الجذرية النهائية لتحسين أوضاعهم، أو على الأقل إعطاؤهم ما يمكّنهم من إثبات حقهم في العمل والعلاج والتنقل والتعليم بشكل مبدئي، ثم يبت بشكل عاجل في أمرهم، من خلال منحهم الهوية الوطنية لمن يثبت استحقاقه لها.
وتابع “معظم البدون في السعودية موجودون على أراضي المملكة منذ أعوام طويلة، ولهم أصول وانتماءات قبلية، وبعض مشايخ قبائلهم يشهدون بسعوديتهم، ولا ينبغي تركهم هكذا”، مؤكداً أن الجمعية تتابع أمرهم مع وزارة الداخلية، ونجحت في إيجاد حل لحالات قليلة، على رغم أنها أخذت وقتاً طويلاً، كما يجري متابعة مشكلتهم مع الجهات العليا.
وتطرق القحطاني إلى أن أوامر سامية صدرت في وقت سابق لإيجاد حلول لبعض هؤلاء، على أن يتم استكمال ومتابعة أوضاع البقية، وصدر لبعضهم رقم في السجل المدني، بيد أنه لم يمنح الهوية حتى الآن، مشيراً إلى أنهم محرومون من الزواج، وحتى من دفن أمواتهم في المقابر، بسبب عدم وجود ما يثبت هوياتهم.
وأكد أن من البدون من خدم في السلك العسكري السعودي عشرات السنين، ومنهم من حصل على نوط الشجاعة في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الكثير من القضايا الإنسانية التي تخص هذه الفئة، داعياً الجهات المختصة إلى التفاعل مع هذه القضية، وإيجاد الحلول العاجلة لها، نظراً لطابعها الإنساني.