نشر موقع سوري معارض أمس الإثنين تقريراً مصوراً يظهر لحظة اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أحد أبرز رجال الدين المسلمين في الشهر الماضي داخل جامع “الإيمان” بحي المزرعة في العاصمة السورية.
وكانت وسائل إعلام سورية رسمية قالت إن عدد قتلى الانفجار، الذي أودى بحياة “البوطي” يوم 21 مار/آذار الماضي، بلغ 49 قتيلاً لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب العنف في سوريا قال إن 52 شخصاً قتلوا وإن العدد النهائي قد يرتفع على الأرجح إلى أكثر من 60 شخصاً.
وقال موقع “الحقيقة” المعارض إن مساء أمس الإثنين، ورده شريط فيديو “نادر يظهر لحظة حصول الانفجار الإرهابي الذي… أسفر عن استشهاد حوالي 50 شخصاً على رأسهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي. ورغم قصر الشريط الذي لا يتجاوز طوله 29 ثانية… ببدو أنه مصور بكاميرا جهاز موبايل عن شاشة أخرى وليس بكاميرا مراقبة داخلية (فهو ملون وليس بالأبيض والأسود)، فإنه يثير عدداً من علامات الاستفهام المتعلقة بظروف الجريمة وملابساتها أكثر مما يقدم إجابات أو يساعد على جلاء صورة ما حصل”.
وأضاف الموقع الذي يديره المعارض السوري “نزار نيوف” إن الشريط يظهر “أن التفجير لم يحصل من خلال عملية انتحارية على الإطلاق. فلا يبدو في المشهد أي شخص يقوم بهذا العمل. كما أننا لا نسمع أية حركة أو أصوات توحي بأن شيئاً ما سيحصل. فالشيخ كان يتحدث بشكل طبيعي، فيما الصمت يخيم من حوله، قبل أن يقع الانفجار”.
الملاحظة الثانية؛ هي أن أياً من الأشياء القريبة المحيطة به (الطاولة، الكرسي، الجدار المستعار المزين برسوم ونقوش إسلامية خلفه) لم يتعرض لأي أذى يذكر. ومن المعلوم أن تفجيراً انتحارياً مفترضاً بهذه الحجم (قتل حوالي 50 شخصاً) لا يمكن إلا أن يخلف تخريباً في هذا الأشياء إذا كان على مستوى المكان وفي محيطه. وهو ما يجعلنا نفترض أن التفجير كان بعبوة ناسفة مزروعة في سقف المسجد في المنطقة العلوية في الجدار من جهة المحراب. وما يعزز هذه الفرضية هو أن إصابة الشيخ كانت في الرأس (الصدغ الأيسر). كما أن اتجاه حركة الأشياء الناجمة عن الانفجار تبدو من الأعلى إلى الأسفل!؟
ويقول موقع “الحقيقة” إن “الملاحظة الأهم، والتي تثير سؤال كبيراً، هي أن التفجير كان من النوع المتوسط أو حتى الصغير نسبياً، والذي لا يتجاوز وزن عبوته 2 أو 3 كغ. وعليه كيف قتل حوالي 50 شخصاً في المسجد، فضلاً عن عشرات الجرحى الآخرين، والذين لا يمكن أن يقتلوا بعبوة من هذا الحجم؟”
والملاحظة الرابعة هي إن الشيخ البوطي “لم يستشهد فوراً، فقد بقي حياً لبضع لحظات كان خلالها بوعيه الكامل، بدليل أنه تمكن خلالها من إعادة تسوية طربوشه وغطاء رأسه بعد إصابته بجروح، قبل أن يفقد وعيه ويرتمي أرضاً. ومن الواضح أن إصابته كانت في الرأس، وتحديدا في الجهة اليسرى من الوجه والصدغ. وهو ما يؤكد الفرضية السابقة، فضلاً عن أن إصابة المغدورين جميعهم كانت في رؤوسهم. وتوحي إصابة الشيخ البوطي وشكل الجرح وسيلان الدماء أنه ناجم عن جرح صغير بمسمار أو شظية قوية ناجمة عن التفجير لم يستطع جسده ـ وهو ابن 83 عاماً ـ أن يقاومها كثيراً”.
الملاحظة الخامسة تتعلق بالأشخاص الذين تقدموا منه بعد حصول الانفجار في محاولة ـ كما يبدو ـ لإنقاذه. لكن، مع ذلك، لا يمكن اعتبارها حركة إنقاذ، فهم لم يكونوا مرتبكين أو سريعين في الحركة كما يحصل في حالات من هذا النوع، بل يتحركون بشكل أشبه بالطبيعي (لاسيما الأول فيهما الذي اقترب منه ثم ابتعد). وحركة هؤلاء تدعو إلى وضع ألف عامة استفهام!؟
وختم الموقع المعارض بأن الملاحظة الأخيرة، ولعلها المفتاحية في القصة كلها، هي أن الشريط مصور بكاميرا موبايل ليس من المكان مباشرة، بل عن شاشة أخرى شبيهة بشاشة “المونيوتر” في استوديوهات المحطات التلفزيونية. وهو ما يوحي بأنها مصورة عن شريط خام أصلي أطول من ذلك بكثير. وهذا من الصعب أن يوجد إلا في إحدى محطات التلفزيون الرسمية وشبه الرسمية السورية، التي كانت تسجل محاضرات الشيخ البوطي ودروسه الأسبوعية كلها! ولهذا على الجميع أن يطالب السلطة بالإفراج عن الشريط الأصلي فوراً لمعرفة حقيقة ما جرى!.
يذكر أن الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي كردي الأصل، وقتل يوم 21 مار/آذار وهو اليوم الذي يحتفل به أكراد العالم بأبرز أعيادهم القومية (عيد نوروز)، فهل كان اختيار ذلك التوقيت بشكل مقصود أم جاء عن طريق المصادفة التي لا يؤمن بها القتلة ويختارون عادة تفصيلاً ما يشبه التوقيع؟
لمشاهدة مقطع الفيديو على موقع “يوتيوب”، يرجى الضغط هنا.