بعد 3 سنوات من قيادة جهود إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن للعمل مع دول أخرى للحد من تغير المناخ، يخطط جون كيري للتنحي عن منصبه كمبعوث خاص للرئيس الأمريكي لشؤون المناخ هذا الربيع، وفقا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية عن مصادر مطلعة على القرار.
وتم الكشف عن خطط رحيل جون كيري لأول مرة يوم السبت من قبل موقع Axios، والذي قال إن كيري يعتزم ترك منصبه في وقت لاحق هذا الشتاء وسينضم إلى حملة إعادة انتخاب الرئيس بايدن.
مهمة جون كيري الأخيرة
ويأتي هذا التغيير بعد أسابيع من لعب جون كيري، البالغ من العمر 80 عاما، دورا رئيسيا خلال مؤتمر المناخ في دبي “COP 28” للمساعدة في التوصل إلى حل وسط بين نحو 200 دولة، يهدف إلى خفض الوقود الأحفوري.
تم تعيين جون كيري، الذي شغل منصب عضو مجلس الشيوخ، ووزير خارجية أمريكا، منذ فترة طويلة، بعد فترة وجيزة من انتخاب جو بايدن في نوفمبر 2020 لتولي الدور الجديد الذي تم إنشاؤه خصيصًا لمكافحة تغير المناخ نيابة عن الإدارة الأمريكية على المسرح العالمي.
جون كيري واتفاقيات باريس للمناخ
كان جون كيري، أحد أبرز واضعي اتفاقيات باريس للمناخ لعام 2015، وتولى هذا المنصب بخبرة كبيرة في الخارج، كوزير للخارجية في عهد إدارة أوباما، وعضوا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
واعتبر قرار بايدن بتعيين كيري للمنصب، أحد الطرق التي يفي بها الرئيس القادم بتعهده خلال حملته الانتخابية بمكافحة تغير المناخ بطريقة أكثر قوة، ووضوح مما كانت عليه في الإدارات السابقة.
وقال كيري، في زيارة لبكين في الصيف الماضي، عندما التقى بنائب الرئيس هان تشنغ لبحث مسائل المناخ: “إن أزمة المناخ تشكل تهديداً عالمياً للبشرية، وعلينا جميعاً مسؤولية التعامل معها بأسرع ما يمكن”.
جهود جون كيري في قمم المناخ الدولية
في قمم المناخ الدولية، حافظ كيري دائمًا على وتيرة سريعة، حيث كان ينتقل من اجتماع إلى آخر مع زعماء العالم، وكبار رجال الأعمال، والعلماء، ويتخلل كل ذلك مؤتمر صحفي تلو الآخر، لمشاركة ما تعلمه للتو، أو الإعلان عن مبادرة، أو قول بضع الكلمات.
ولعب كيري، دورا رئيسيا في زيادة التعاون المناخي مع الصين، وفي قمة “COP26” لعام 2021 في إسكتلندا، أعلنت الولايات المتحدة، والصين أنهما سوف تسرعان تخفيضات الانبعاثات، بما في ذلك خفض استهلاك الصين من الفحم.
منتقدون بقوة لسياسات جون كيري المناخية
ورغم أن جاذبيته جعلته شخصية مركزية في مجال المناخ في مختلف أنحاء العالم، فإن كيري يواجه أيضاً منتقدين أقوياء يزعمون أن السياسات المناخية التي تنتهجها أمريكا لا ترقى إلى مستوى القيادة في مكافحة الاحتباس الحراري العالمي.
ويضخ قانون الحد من التضخم، وهو أكبر قانون مناخي في تاريخ الولايات المتحدة، مليارات الدولارات في مجال الطاقة المتجددة.
لكن العديد من جوانب القانون تؤكد على الإنتاج المحلي، مما يدفع الدول الأخرى إلى الشكوى من أن القانون حمائي، ويضر بصناعتها الخضراء.
وكجزء من اتفاق كوبنهاغن للمناخ لعام 2009، تعهدت الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات العالمية الكبرى بتقديم 100 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع تغير المناخ، وخفض الانبعاثات.
وربما يكون العالم قد وصل أخيرًا إلى هذا الهدف في عام 2022، لكن الخبراء متفقون على أن هذا الرقم بعيد عن المطلوب فعليًا، وأن 2 تريليون دولار سنويًا قد يكون تقديرًا أكثر دقة لما هو مطلوب.
ولسنوات، عارضت الولايات المتحدة إنشاء صندوق “الخسائر والأضرار” الذي من شأنه أن يساهم من خلاله الدول الغنية بمليارات الدولارات لمساعدة البلدان النامية، التي غالبا ما تتضرر بشدة من الأحداث المناخية القاسية الناجمة عن تغير المناخ.
وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ “COP 27” في مصر عام 2022، تمت الموافقة على الصندوق، حيث رضخت الولايات المتحدة والدول الغنية الأخرى ودعمته.
ومع ذلك، يسارع كيري دائمًا إلى القول بأن الصندوق لا يتعلق بـ “الخسائر” أو “التعويضات”، وقد وعدت الولايات المتحدة حتى الآن بتمويل متواضع فقط له.
ومثل كيري، ولاية ماساتشوستس لمدة 28 عاما في مجلس الشيوخ، وكان أيضا مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة في عام 2004.