عقد الاتحاد الأوروبي، القمة الخليجية الأوروبية الأولى، اليوم الأربعاء، مع دول مجلس التعاون الخليجي الستة، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، وعمان، وقطر.
ويهدف الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، من عقد القمة الخليجية الأوروبية الأولى، إلى جعل العلاقة أكثر استراتيجية، وتطوير شراكة أقوى، وشاملة للاتحاد الأوروبي مع دول منطقة الخليج.
أهمية القمة الخليجية الأوروبية الأولى
والقمة الخليجية الأوروبية الأولى، لها أهمية كبرى، باعتبارها أول قمة بين اثنين من أكبر المنظمات بالمنطقة، يحضرها رؤساء دول، وحكومات من الجانبين، ما يجعلها تمثل قمة المستوى الاستراتيجي للتعاون بين الجانبين.
وسيترأس القمة الخليجية الأوروبية الأولى، من الجانب الأوروبي، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ومن الجانب الخليجي، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بصفته الرئيس الدوري لمجلس التعاون الخليجي.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي:” إن منطقة الخليج تلعب دورًا مهما للغاية في العديد من الأزمات الحالية”، مشيرا إلى أنها تقع على مفترق الطرق بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.
جدول أعمال القمة الخليجية الأوروبية الأولى
ومن المقرر أن تناقش القمة الخليجية الأوروبية الأولى، أن تغطي التجارة، والاستثمار، والطاقة المتجددة، والأمن الإقليمي، وقضايا المواطنين مثل التأشيرات.
وقال جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، إن القمة الخليجية الأوروبية تأتي تتويجًا لعلاقة تاريخية، وإستراتيجية، وشراكة بدأت منذ أكثر من 3 عقود بين دول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي.
وأضاف البديوي، أن هناك مسارين لهذه القمة، يركز المسار الأول فيها على العلاقات الثنائية الخليجية الأوروبية، وتشمل عدة أوجه مثل مجالات الاستثمار، والتجارة، والتعاون الأكاديمي، وتكثيف التعاون في قطاعات الصحة، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مناقشة تحرير تأشيرة الشنجن للمواطن الخليجي.
وتابع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أن المسار الثاني للقمة، يتعلق بالقضايا الإقليمية، والدولية، والتي يعتمد فيها المجلس سياسة واضحة قائمة على القانون الدولي، وتشجيع لغة الحوار، والدبلوماسية.
وأعرب البديوي، عن أمله في تعظيم التعاون بين الجانبين في التجارة، والاستثمار، لتحقيق مصالحهم المشتركة.
الاستعداد لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن سفير الكويت لدى الاتحاد الأوروبي نواف العنزي قوله إن هناك “استعدادا متبادلا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية إلى أعلى المستويات وإنشاء قنوات اتصال تهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي”.
وبدوره قال السفير عبدالعزيز المالكي، مفوض دولة قطر لدى الاتحاد الأوروبي لوكالة الأنباء القطرية، إن قطر تعلق آمالا كبيرة على القمة.
وأكد أن القادة “سيبحثون أوجه التعاون، وتوحيد الرؤى حول العديد من القضايا سعيا لبلورة رؤية وإنهاء الأزمات التي تشهدها المنطقة”.
التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي، ودول مجلس التعاون الخليجي عام 2023، نحو 186.6 مليار دولار، منها 102.9 صادرات للاتحاد الأوروبي لدول الخليج الستة، فيما بلغت صادرات دول الخليج إلى الاتحاد الأوروبي، نحو 83.7 مليار دولار.
وفي عام 2023، شكلت واردات الوقود المعدني أكثر من 75% من واردات الاتحاد الأوروبي من دول مجلس التعاون الخليجي.
ومنذ عام 2020، تضاعفت واردات الوقود أكثر من 3 أضعاف، بسبب التحول الحاد في مصادر إمدادات الاتحاد الأوروبي، بسبب الحرب في أوكرانيا.
اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج 1989
وترتكز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي، ودول مجلس التعاون الخليجي، على اتفاقية التعاون الموقعة في عام 1989، والتي تؤسس لحوار منتظم حول التعاون بين الاتحاد الأوروبي، ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن العلاقات الاقتصادية، وتغير المناخ، والطاقة، والبيئة، والبحوث.
كما أنشأت اتفاقية التعاون مجلسًا مشتركًا بين الاتحاد الأوروبي، ودول مجلس التعاون الخليجي على مستوى وزراء الخارجية، والذي يجتمع بانتظام. وخلال المجلس المشترك الذي عقد في بروكسل في فبراير 2022، أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ودول مجلس التعاون الخليجي برنامج التعاون المشترك للفترة 2022-2027، والذي تم تحديثه في أكتوبر 2023.
ويحدد البرنامج أنشطة مشتركة محددة، وتعميق التعاون عبر العديد من القطاعات، تشمل التجارة، والاستثمار، وتغير المناخ، والتحول الأخضر، والمبادرات الشعبية، ومكافحة الإرهاب، وفقا لـ”consilium.europa”.
في مايو 2022، أصدرت المفوضية الأوروبية، والممثل السامي بيانًا مشتركًا حول “الشراكة الإستراتيجية مع الخليج”، والذي أقره المجلس في يونيو 2022.
ويحدد هذا البيان خارطة طريق تنفيذية للاتحاد الأوروبي لتطوير علاقات أوثق مع دول الخليج.
وفي يونيو 2022، تم تعيين لويجي دي مايو كأول ممثل خاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج.
وهو مسؤول عن مواصلة تطوير شراكة أقوى، وشاملة، وأكثر استراتيجية للاتحاد الأوروبي مع دول منطقة الخليج.
- تابعونا:
