رغم أن مبيعات السيارات الكهربائية لشركة “بي إم دبليو“، شهدت ارتفاعا كبيرا، إلا أن هامش الربح تراجع بشدة في الربع الأول من 2024، وذلك بسبب المنافسة الشرسة من السيارات الكهربائية الصينية، وفقا لما ذكرته صحيفة هاندلسبلات الألمانية.
وأرجعت الصحيفة ذلك إلى تزايد المنافسة في سوق ضعيفة حيث يمتلك العديد من مصنعي السيارات الكهربائية الصينية فائضا في الإنتاج، مما يدفعهم إلى خفض أسعار البيع.
مبيعات شركة “بي إم دبليو”
وحققت شركة BMW، التي يقع مقرها في ميونيخ، مبيعات بلغت 2.7 مليار يورو في قسم السيارات خلال الربع الأول من 2024، أي أقل بمليار يورو عما كانت عليه في الربع الأول من عام 2023.
وخلال الربع الأول من 2024 باعت BMW أقل من 83 ألف سيارة كهربائية، بينما باعت شركة “بي إم دبليو” في العام الماضي، نحو 2.55 مليون سيارة، وهو عدد أكبر بكثير من أي وقت مضى.
أضرار رسوم الإغراق على السيارات الكهربائية الصينية
وحذر رئيس “BMW”، أوليفر زيبسي، من فرض رسوم جمركية عقابية على السيارات الكهربائية الصينية، لافتا إلى الآثار الجانبية غير المرغوب فيها الناجمة عن فرض الرسوم الجمركية العقابية على السيارات الصينية في الاتحاد الأوروبي. قائلا: “إذا تم فرض تعريفات مكافحة الإغراق بالفعل، فسوف تضر الصناعة الألمانية أكثر بكثير من العكس”.
وقال زيبسي في اتصال مع المحللين: “لا توجد سيارة واحدة في الاتحاد الأوروبي بدون قطع غيار من الصين”، وهذا ينطبق بشكل خاص على السيارات الكهربائية.
أسباب دراسة المفوضية الأوروبية فرض رسوم إغراق؟
وتدرس مفوضية الاتحاد الأوروبي حاليا رسوم مكافحة الإغراق على السيارات الكهربائية الصينية.
جزء كبير من العرض الإضافي في السوق هو السيارات الكهربائية الصينية، حيث تقوم الشركات حالياً بتوسيع تواجدها في الأسواق، وطرح منتجاتها في أسواق أخرى، بما في ذلك أسواق الشرق الأوسط.
وأدى هذا لمزيد من التوتر لدى الشركاء التجاريين، كما هدد الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بفرض عقوبات على السيارات الكهربائية الصينية ما لم تتخذ بكين إجراءات على المدى القصير، بحسب بلومبرغ.
يقول فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في بنك HSBC Holdings Plc: “لا يوجد حل واحد سريع لتحدي القدرة الفائضة في الصين”.
ويضيف، أن السبب الجذري في الطاقة النظيفة هو “الاستثمار القوي” في الصين، في حين تكمن المشكلة في الصناعات التقليدية في ضعف الطلب.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الصين “تغرق سوقنا بالسيارات الكهربائية المدعومة بشكل كبير (من الدولة)”، حسبما أضافت رويترز.
إنتاج السيارات في بلدان أخرى لتخفيف التوترات
ويمكن للشركات الصينية، أن تبدأ في إنتاج السيارات الكهربائية في بلدان أخرى في محاولة لتخفيف التوترات، مثلما فعلت شركات صناعة السيارات اليابانية لتحسين العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة في الثمانينيات.
ومن الأمثلة على ذلك اعتزام شركة “بي واي دي”، الرائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية، وشركة “نيتا أوتو”، بدء إنتاج السيارات الكهربائية في السوق الإندونيسية المربحة، حيث تعهدت “بي واى دي”، باستثمار مليار دولار في مصنعها هناك، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.
وكشفت شركة BYD، التي ظهرت لأول مرة في معرض جاكرتا للسيارات الكهربائية، عن سيارة دولفين، التي من المتوقع أن تبدأ عمليات تسليمها من الصين في يوليو المقبل، بسعر حوالي 425 مليون روبية (26500 دولار)، وهو سعر يمثل 50% فقط من متوسط السعر العالمي للسيارات الكهربائية.
تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في الأسواق
وفي الولايات المتحدة، والأسواق الأخرى، يتباطأ الطلب على السيارات الكهربائية، حيث تؤدي المنافسة الشرسة إلى حروب الأسعار في دول مثل الصين، وتايلاند.
وفي الوقت نفسه، تواصل شركات صناعة السيارات اليابانية مسيرتها في مجال السيارات الهجين، بدلاً من التحول إلى السيارات الكهربائية بالكامل.
وقفزت مبيعات إندونيسيا من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات بنسبة 70% تقريبًا العام الماضي إلى 17051 مركبة من 10327 في عام 2022، وفقًا لبيانات الجملة الصادرة عن اتحاد صناعات السيارات الإندونيسية.
ويتوسع سوق السيارات الهجينة في إندونيسيا أيضًا، حيث زاد حجم المبيعات 5.2 مرة ليصل إلى حوالي 54 ألف سيارة في عام 2023.