اجتمع مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وروسيا في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء لإجراء أوسع مفاوضات بين البلدين منذ 3 سنوات على الأقل، حيث يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا ويسعى الكرملين إلى إقامة علاقات أكثر دفئا مع واشنطن.
عودة شركات النفط الأمريكية الكبرى إلى روسيا
وقبيل المحادثات في الرياض، العاصمة السعودية، قال المسؤولون الروس إنهم سيواصلون “التطبيع” مع الولايات المتحدة، حتى أنهم ألمحوا إلى إمكانية عودة شركات النفط الأمريكية الكبرى إلى روسيا.
كانت أوكرانيا وأوروبا تراقبان من مسافة بعيدة بقلق عميق، وسط مخاوف من أن يحاول ترامب فرض اتفاق سلام على أوكرانيا يكون مواتيا لروسيا، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
مكالمة هاتفية
يأتي الاجتماع بعد أقل من أسبوع من المكالمة الهاتفية الطويلة التي أجراها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
وقال ترامب بعد ذلك إن الزعيمين تحدثا عن “الفائدة العظيمة” التي ستعود على الولايات المتحدة وروسيا “في يوم من الأيام بالعمل معًا” وأنهما اتفقا على “بدء المفاوضات على الفور” لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ترأس الوفد الأمريكي ماركو روبيو وزير الخارجية، ومايكل والتز مستشار الأمن القومي، وستيف ويتكوف مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط وصديق ترامب القديم.
التقى الوفد اليوم الثلاثاء في قصر الدرعية بالرياض مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، ويوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية.
ومن المتوقع أن يشارك كيريل دميترييف رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي في المحادثات في وقت لاحق من اليوم.
تطبيع حقيقي للعلاقات
وقال أوشاكوف للصحفيين بعد هبوطه في الرياض إن هدف المحادثات سيكون “البدء في تطبيع حقيقي للعلاقات بيننا وبين واشنطن”.
وقال دميترييف، الذي عمل مع ويتكوف للتوسط في إطلاق سراح مدرس أمريكي مسجون في روسيا الأسبوع الماضي، إنه سيسعى إلى استئناف التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة من أجل “إعادة بناء الاتصالات، وإعادة بناء الثقة، وإعادة بناء النجاح”.
وقال دميترييف في مقابلة قصيرة يوم الثلاثاء قبل بدء المحادثات: “لقد حققت شركات النفط الأمريكية الكبرى أعمالاً ناجحة للغاية في روسيا”، مقدماً مثالاً لكيفية إعادة بناء العلاقات التجارية بين البلدين. “نعتقد أنهم سيعودون في مرحلة ما، فلماذا يتخلون عن هذه الفرص التي منحتها لهم روسيا للوصول إلى الموارد الطبيعية الروسية؟”
انضمت شركات النفط الغربية الرائدة، بما في ذلك إكسون موبيل، إلى العديد من الشركات الأخرى في الانسحاب من روسيا قبل ثلاث سنوات بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
كانت العلاقات الاقتصادية والطاقة من بين مواضيع المكالمة بين بوتين وترامب الأسبوع الماضي.
رفع العقوبات
أعرب المعلقون الروس عن أملهم في أن تمهد المحادثات مع إدارة ترامب واتفاقية السلام في أوكرانيا الطريق أمام الولايات المتحدة لرفع العقوبات الشديدة التي فرضتها إدارة بايدن على موسكو.
يبدو أن دميترييف يأمل في التواصل مع فريق ترامب من خلال معالجة اهتمام الرئيس الأمريكي بالربح والموارد الطبيعية.
وقال إنه سيقدم للوفد الأمريكي تقديرًا يظهر أن الشركات الأمريكية خسرت 300 مليار دولار بمغادرة روسيا.
وقال دميترييف: “نحن بحاجة إلى وضع جميع الحقائق على الطاولة ثم إجراء مناقشة تستند إلى الحقائق، وليس فقط العقائد الإيديولوجية”. “لقد رأينا أن الرئيس ترامب يركز على تحقيق النجاح”.
وتعد مناقشات يوم الثلاثاء هي المرة الأولى بعد حرب اوكرانيل في أوائل عام 2022 التي يُعرف أن وفودًا واسعة النطاق من كبار المسؤولين الأمريكيين والروس قد اجتمعوا شخصيًا.
يعد الاجتماع خطوة أخرى في محاولة ترامب لإنهاء العزلة الدبلوماسية لروسيا التي سعى الرئيس السابق جوزيف بايدن جونيور إلى فرضها بعد الحرب – وهي الخطوة التي تقول إدارة ترامب إنها ضرورية لوقف الحرب.
احتمال للتقدم نحو السلام
وقال روبيو في برنامج “Face the Nation” على شبكة سي بي إس يوم الأحد: “إذا كان هناك احتمال للتقدم هنا نحو السلام، فسنحتاج إلى التحدث إلى الروس”.
- تابعونا:
