تدخل الرسوم الجمركية الإضافية، التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الواردات من المكسيك، وكندا، والصين، حيز التنفيذ منتصف الليلة، وقد أدى هذا الإعلان إلى موجة بيع واسعة في الأسواق العالمية، ما يشير إلى أن المستثمرين لم يأخذوا تهديدات ترامب في البداية على محمل الجد، حسبما كتبت وكالة رويترز.
وكانت الأوامر التي أصدرها الرئيس الأمريكي، في نهاية الأسبوع بفرض الرسوم الجمركية الإضافية، بنسبة 25% على الواردات من المكسيك، ومعظم السلع من كندا، فضلا عن 10% على السلع القادمة من الصين، قد تسببت في هزة بالأسواق، التي افترضت أن ترامب كان مخادعا في الغالب.
وتراجعت تحركات السوق الأولية، بعد أن قال ترامب، إنه سيوقف الرسوم الجمركية الجديدة على المكسيك لمدة شهر، وسيشارك في مزيد من المفاوضات.
الرسوم الجمركية تعزز الدولار وتعصف بمنافسيه

ارتفع الدولار، أمام العملات الأخرى، مع لجوء المستثمرين إلى العملة الخضراء، والسندات الأمريكية كملاذ آمن.
وفي غضون ذلك، تراجع الدولار الكندي، لأدنى مستوياته منذ 20 عاما في مواجهة الدولار، كما تراجع البيزو المكسيكي، لأدنى مستوى منذ ثلاثة أعوام.
وانتقل الضغط إلى أسواق الأسهم حول العالم، إذ تسجل البورصات من لندن، وحتى طوكيو، تراجعات بأكثر من 1%.
وعلى المدى الطويل، تبقى الرؤية ضبابية، مع التوقعات بأن يوجه ترامب سهامه لاحقا صوب الاتحاد الأوروبي.
هل يتراجع ترامب عن الرسوم الجمركية في اللحظات الأخيرة؟
“كانت الأسواق متراخية بعض الشيء، وأرادت تصديق أن بعض التهديدات لن تنفذ”، حسبما قال مارك داودينج، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “بلو باي” لإدارة الأصول، في تصريحات لرويترز، مضيفا أنه يبدو أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به إذا لم تمد الولايات المتحدة غصن الزيتون في اللحظة الأخيرة”.
ويواجه اقتصادا كندا، والمكسيك خطر الركود، وفقًا لبعض المحللين، بينما قد يتفاقم التباطؤ في اقتصاد منطقة اليورو إذا فرض ترامب تعريفات جمركية على المنطقة.
في الوقت ذاته، يعيد المستثمرون تقييم توقعات السياسة النقدية، حيث قد تؤدي الرسوم الجمركية، إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.
وقد تراجعت توقعات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي الأمريكي (مجلس الاحتياطي الفيدرالي)، في يونيو المقبل، إلى 64.7%، مقارنة بـ66.9% في الجلسة السابقة، و76.9% خلال الأسبوع الماضي.
الرسوم الجمركية الإضافية على الاتحاد الأوروبي قادمة

ومع استمرار أوروبا في دائرة التأثر، زاد المتداولون توقعاتهم لتخفيضات البنك المركزي الأوروبي، مع تسعير تخفيف نقدي يصل إلى 86 نقطة أساس بحلول ديسمبر المقبل.
وأكد ترامب، أن الرسوم الجمركية “ستُفرض بالتأكيد” على الاتحاد الأوروبي، دون تحديد جدول زمني لذلك.
وأشار جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في “دويتشه بنك”، إلى أن فرض تعريفات على كندا، والمكسيك، سيؤدي إلى ضغط تنافسي أكبر على المصنعين الأمريكيين، ما قد يعزز احتمالية فرض تعريفات إضافية على أوروبا.
“توقعات مستقبل العملات باستثناء الدولار قاتمة

وُصفت التوقعات المستقبلية للعملات الأخرى، غير الدولار الأمريكي بأنها قاتمة، حيث حذر محللو بنك “نومورا” من أن ردود الفعل “الانتقامية” على الرسوم الجمركية، قد تزيد من مخاطر التراجع.
من جانبه، أشار سارافيلوس من “دويتشه بنك” إلى أنه في حال احتساب المخاطر التجارية التي برزت خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب، فقد ينخفض اليورو إلى مستوى التعادل مع الدولار، مقارنة بسعر 1.025 دولار يوم الاثنين.
وأضاف أنه إذا اتجهت الأسواق إلى تسعير خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة إلى 1.5% بدلًا من التوقعات الحالية البالغة نحو 1.85%، فقد يتراجع اليورو إلى ما بين 0.98 و0.99 دولار، في حال عدم تغيير أسعار الفائدة الفيدرالية.
وقد شهد اليوان الصيني، انخفاضًا قياسيًا، لفترة وجيزة في الأسواق الخارجية في تعاملات الاثنين، فيما بدت الأسهم، وخاصة الأمريكية، تحت الضغط، مع توقع المحللين تباطؤ أرباح الشركات الأمريكية في ظل التقييمات المرتفعة.