سواءً كان الأمر يتعلّق بتخطي تحديات غير مسبوقة أو بتسخير التقنيات المبتكرة، ازدهرت صناعة الألعاب بشكل ملحوظ في عام 2023، ولا يزال سوق الألعاب العالمي، الذي من المتوقع أن ينمو من 281 دولار أمريكي في عام 2023 إلى 665 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، يهيمن على عالم الترفيه.
الألعاب في الإمارات
ومع الارتفاع الكبير الذي تشهده إيرادات الألعاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدفوعاً بتركيبة البلاد السكانية التي تتكون بشكل كبير من الشباب، تحولت الصناعة إلى تجربة مجتمعية وتفاعلية. تعكس مختلف التطورات، مثل الواقع الافتراضي وزيادة ألعاب الهاتف المحمول ونمو الرياضات الإلكترونية وغيرها، نظرة متفائلة لمشهد الألعاب لعام 2024.
تحرص الاستوديوهات على إشراك تركيبة سكانية متنوعة
مع نمو اللاعبين من مواليد ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بدأ متوسط عمر اللاعبين بالارتفاع ليصل اليوم إلى 35 عاما. تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى نسبة من لاعبي ألعاب الفيديو البالغين في العالم، حيث يشارك تسعة من كل عشرة، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة ستاتيستا غلوبال.
وجدت صناعة الألعاب طرقاً جديدة للاستمرار في جذب الجماهير الشابة (جيل ألفا وجيل زد)، مع التوسع إلى جيل الألفية الأكبر سناً. تعمل أنماط اللعب الجديدة، مثل منتجات الألعاب الرياضية الهجينة، على تحطيم الأرقام القياسية كل عام، مما يدل على أنه لا يزال هناك مجال كبير للابتكار. من ناحية أخرى، تتمتع الألعاب والرياضات الإلكترونية بجمهور عالمي كبير من الجيل زد وجيل الألفية، الذين يصعب الوصول إليهم من خلال طرق الإعلان التقليدية. توفر الألعاب والرياضات الإلكترونية منصة للعلامات التجارية لعرض رسالتها للجمهور بشكل عفوي وسلس أثناء استمتاعهم باللعب.
الأسواق الناشئة للألعاب
تعد مناطق أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط أساسية لنمو وازدهار صناعة الألعاب عالمياً. تساهم حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتمويل منظومة الرياضات الإلكترونية، حيث تقود الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هذه الاستثمارات بفضل تركيبتها السكانية الشابة والبارعة في مجال التكنولوجيا. اعتباراً من عام 2023، برزت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتبارها السوق المحلية الأسرع توسعاً مع أكثر من 377 مليون لاعب، وهي أرقام هائلة تتنافس مع أوروبا وأمريكا. وعلى الصعيد العالمي، هناك 3.24 مليار لاعب. ومن الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تصنفان من بين أفضل 15 دولة في المشاركة، بمعدل 19% و 21% على التوالي.
تهدف الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية إلى استحداث 39 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، تسعى مبادرة “أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية”، التي تم إطلاقها العام الماضي، إلى تطوير المواهب في المنطقة واستضافة فعاليات الألعاب على مدار العام. هناك مجال كبير لمواصلة النمو، ونتوقع أن يشهد عام 2024 نمواً مضاعفاً في هذه الأسواق.
دمج أوجه الصناعة وتوحيدها
ركز عام 2023 كثير على دمج وتوحيد مختلف أوجه صناعة الألعاب الإلكترونية، فالنمو الذي شهدته مناطق الألعاب الرئيسية مثل أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية في السنوات الأخيرة (23% في عام 2020)، والذي عززه الوباء، قد انخفض لنسبة 5% في عام 2022. يُعتبر الدمج خطوة إيجابية في الصناعة فهو يمكننا من التخلص من القطاعات والمنتجات والشركات التي كانت تعمل بوتيرة غير مستدامة. ستظهر الشركات التي تنجح بتعزيز حصتها في السوق، أو تنميتها، خلال هذه الأوقات كقادة للسنوات القادمة.
الألعاب هي أكبر صناعة ترفيهية
بفضل القصص الممتعة والشخصيات الشيقة والألغاز المثيرة للاهتمام، تقدم الألعاب الإلكترونية تجارب غامرة لا مثيل لها في مجال الترفيه الرقمي. بفضل جاذبيتها لجميع الفئات العمرية من خلال تمكين اللعب أثناء التنقل، ارتفعت أهمية ألعاب الهاتف المحمول في عام 2022، وتفوقت صناعة الألعاب على الموسيقى والأفلام مجتمعة، وحققت إيرادات مذهلة بلغت 185 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تبادر خدمات البث، مثل نيتفليكس، بإطلاق الألعاب على تطبيقاتها بحلول نهاية عام 2023. لقد رأينا منتجات الألعاب الرياضية الهجينة، مثل “King’s League”، تحقق نجاحاً كبيراً، فالألعاب تحتوي على منتجات وبضائع ومنظومة محتوى كاملة بقيادة أفضل مطورّي الألعاب على منصات مثل تويتش ويوتيوب.
في عام 2023، نتوقع أن يختار المزيد والمزيد من الأشخاص الألعاب كنشاطهم الترفيهي الرئيسي، مما يزيد المنافسة مع الموسيقى والأفلام والرياضة وصناعات الترفيه الأخرى.