لا يزال البابا فرنسيس، زعيم الكنيسة الكاثوليكية البالغ من العمر 88 عاماً، في حالة حرجة في مستشفى جيميلي بروما، إثر أزمة تنفسية حادة تفاقمت بسبب الالتهاب الرئوي وفقر الدم، مع تهديد وشيك بتسمم الدم (الإنتان). وأشار آخر تحديث من الفاتيكان، صدر في 22 فبراير 2025، إلى أن التشخيص لا يزال “متحفظاً”، مؤكداً أن البابا ما زال متيقظاً رغم زيادة الألم واعتماده على الأكسجين عالي التدفق. دخوله المستشفى، الذي يدخل الآن أسبوعه الثاني، يمثل واحداً من أخطر التحديات الصحية في حبريته التي استمرت 12 عاماً، مما يثير تساؤلات ملحة حول تعافيه ومستقبل قيادة الكنيسة.
مضاعفات تنفسية متصاعدة

تم إدخال البابا فرنسيس إلى المستشفى في البداية في 14 فبراير 2025، بسبب التهاب شُعَب هوائية متفاقم، تطور سريعاً إلى “عدوى متعددة الجراثيم في المجاري التنفسية”. وبحلول 17 فبراير، كشف مسؤولو الفاتيكان أن العدوى انتشرت إلى كلتا الرئتين، مما أدى إلى التهاب رئوي – تطور فاقمه الربو المزمن للبابا ومشاكله التنفسية السابقة، بما في ذلك عملية جراحية منقذة للحياة في سن 21. قام الأطباء بنقل الدم لمعالجة فقر الدم الذي تم اكتشافه في الفحوصات الأخيرة، مع استمرار المضادات الحيوية الوريدية والكورتيكوستيرويدات لمكافحة العدوى.
خطر تسمم الدم والمخاوف التشخيصية

التهديد الأخطر لتعافي فرنسيس، وفقاً للدكتور سيرجيو ألفييري، رئيس الفريق الطبي في مستشفى جيميلي، هو احتمال انتقال مسببات المرض من رئتيه إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تسمم الدم – استجابة التهابية شاملة يمكن أن تؤدي إلى فشل الأعضاء. وحذر ألفييري خلال إحاطة صحفية قائلاً: “تسمم الدم، مع مشاكله التنفسية وعمره، سيكون من الصعب حقاً الخروج منه.” ورغم هذه المخاطر, أشار الفاتيكان إلى أن فرنسيس قضى جزءاً من يوم 22 فبراير جالساً في كرسي بذراعين وظل متيقظاً ذهنياً، رغم أنه في “ألم أكثر من أمس”.
السياق التاريخي للأزمات الصحية البابوية

دخول فرنسيس الحالي للمستشفى هو الرابع منذ 2021، مما يعكس نمطاً من المشاكل الصحية المتكررة التي تشمل جراحة القولون (2021)، والتهابات الجهاز التنفسي (مارس 2023)، وإصلاح الفتق البطني (يونيو 2023). وقد زادت حركته المحدودة بسبب آلام الركبة المزمنة التي تتطلب استخدام الكرسي المتحرك من تعقيد جهود التعافي. ومع ذلك، عاد البابا باستمرار إلى واجباته، حتى أنه عقد اجتماعات مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من سرير المستشفى ووافق على تعيينات أساقفة جدد خلال إقامته الأخيرة.