أعربت الخبيرة الاقتصادية السابقة في الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، كلوديا سام، عن مخاوفها من أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست في حالة ركود حاليًا، إلا أنها قريبة بشكل مثير للقلق، متوقعة أن يعيد صناع السياسة النقدية الأمريكية النظر في منهجهم ليضعوا في الحسبان المخاطر المتزايدة.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن سام القول إن هذه الزيادة في معدل البطالة كانت في الماضي تتسق مع “بواكير الركود”، في إشارة إلى الارتفاع غير المتوقع لمعدل البطالة في الولايات المتحدة بحسب بيانات وزارة العمل الصادرة يوم الجمعة الماضي.
اقتراب الركود الاقتصادي
وأشارت إلى أن هذا الاتجاه يتوافق تاريخيا مع المراحل الأولى من الركود. وعلى الرغم من اعترافها بأن الولايات المتحدة ربما لم تمر بمرحلة ركود بعد، إلا أن الوضع قريب إلى حد خطير، قائلة: “ربما لم نصل إليه (الركود) لكننا نقترب منه بصورة غير مريحة”.
ووسط اضطراب الأسواق المالية وتزايد الذعر، نصحت سام بعدم اتخاذ البنك المركزي الأمريكي أي إجراء فوري، مشددة على أهمية الحفاظ على الهدوء. وأثنت على النهج البطيء والمتعمد الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي، مشيرة إلى أن ردود الفعل العاطفية السريعة ستكون ضارة. ومع ذلك، ذكرت أيضًا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج إلى التكيف بناءً على التحولات الاقتصادية والسوقية.
وسلطت سام، التي تشغل الآن منصب كبير الاقتصاديين في شركة New Century Advisors، الضوء على الطبيعة التداولية التي يتسم بها بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تكون بطيئة الحركة ولكنها فعالة بمجرد أن يتكيف مع المعلومات الجديدة. ومع أن سعر الفائدة القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي يتراوح حاليا بين 5.25% و5.5%، فإنها تعتقد أن صناع السياسات يتمتعون بمرونة كبيرة للتصرف إذا لزم الأمر.
ما هي قاعدة سام للركود الاقتصادي؟

تشير قاعدة سام، التي طورتها كلوديا سام، الخبيرة الاقتصادية السابقة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبيت الأبيض، إلى بداية الركود عندما يرتفع متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر بمقدار 0.5 نقطة مئوية أو أكثر فوق أدنى نقطة له في العام الماضي.
تم تجاوز هذه العتبة عندما كشفت بيانات الحكومة الأمريكية الأخيرة أن معدل البطالة قد انخفض.
الوظائف غير الزراعية تطلق شرارة الركود الاقتصادي
يوم الجمعة ووفق بيانات أعلنها مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأمريكية، فقد ارتفع عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية بنحو114 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، بعد ارتفاعه خلال الشهر السابق بمقدار 179 ألف وظيفة.
جاء النمو الأضعف من المتوقع للوظائف على خلفية استمرار نمو الوظائف في قطاعات الرعاية الصحية والتشييد والنقل ومستودعات الجملة، مقابل شطب الوظائف في قطاع المعلومات.
وقالت وزارة العمل إن معدل البطالة في الولايات المتحدة ارتفع خلال الشهر الماضي 4.3% مقابل 4.1% خلال الشهر السابق، في حين كان المحللون يتوقعون استمرار معدل البطالة عند مستواه في يونيو دون تغيير.

ومع النمو الأقل من التوقعات للوظائف وصل معدل البطالة إلى أعلى مستوياته منذ سجل 4.5% في أكتوبر 2021.
وقالت سام “مع الوصول لهذه المرحلة ونحن أقوياء بشكل عام… فمن غير المرجح أن يكون الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود”.
ويوم الأربعاء الماضي، قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي قبل صدور بيانات سوق العمل يوم الجمعة إن “النطاق الشامل” للبيانات يشير إلى “تطبيع” سوق العمل. وأضاف أن مؤشرات النصف الأول من 2024 “لم تكن تشير إلى اقتصاد ضعيف”.