بين النضال من أجل التنسيق السيرة الذاتية، والبحث في تاريخ العمل والإنجازات، فإن تحديث ملفك الشخصي “السي في“، يعد بالتأكيد من بين أكثر الأعمال المهنية إرهاقًا.
ولكن ماذا لو طرحت السير الذاتية “السي في” أسئلة مختلفة؟ هل سيكون الأمر أكثر جاذبية، أو فائدة، إذا وصلنا إلى وظيفة جديدة مسلحين بمعلومات حول كيفية عملنا، ونقاط القوة والضعف لدينا، وربما بعض الهوايات، والمراوغات للإقلاع؟.
استخدام السير الذاتية التفصيلية “السي في”
شركات عالمية عدة مثل “ديلويت” تتجه إلى التشجيع على استخدام السير الذاتية التفصيلية “السي في”، بدلا من تلك التي تقتصر على صفحة واحدة أو اثنتين، وفقا لفايننشال تايمز.
هذا هو التفكير وراء “أدلة المستخدم الشخصية“، وهي وثائق يمكن الوصول إليها، ومليئة بالتفاصيل حول طبيعة الأشخاص فعليًا في مكان العمل، بدءًا من مسببات التوتر إلى أساليب الاتصال، ويعتمدها عدد متزايد من الشركات، كوسيلة لتوثيق العلاقة بين الوافدين الجدد، وفرق العمل القديمة.
منصة أدلة المستخدم الشخصية
تبنى الخبير الاستراتيجي مات نايت، هذا النوع من السير الذاتية بهدف تسهيل التعامل مع الموظفين الجدد، رغم أنه لم يكن أول من استخدمها.
لكن عندما انتشر هذا الاتجاه، أسس نايت منصة “مانيوال أوف مي“، التي يمكن من خلالها الاطلاع على النماذج المعدة مسبقا، والدروس التي تركز على كيفية إعداد “أدلة المستخدم الشخصية”، خاصة مع عدم إدراك الموظفين ما الذي يجب عليهم إدراجه، أو حذفه.
ويعتقد نايت، أنه في النهاية، قد تحل هذه الطريقة محل السيرة الذاتية المتعارف عليها الآن.
فكرة منصة أدلة المستخدم الشخصية
نايت، أكد أنها ليست فكرته، وأن أول إشارة لها كانت من قبل المستشار بن داتنر، لـ “دليل المستخدم الإداري” في بداية القرن الـ 21 حيث يشرح فيه القادة الجدد للموظفين كيفية عملهم.
كتب داتنر، أن الدليل “يقلل إلى حد كبير من احتمال أن يؤدي سوء الفهم إلى أن ينظر إليك موظفوك الجدد على أنك رئيس “سام”. على سبيل المثال، إذا أبلغ المدير أنه ليس شخصًا صباحيًا، فمن غير المرجح أن يأخذ الموظفون الأمر على محمل شخصي إذا تم التعامل مع طلباتهم قبل وقت الغداء بعدم اهتمام.
من البديهي، أن أدلة المستخدم ليست كتيبات تعليمات جافة، ويرى معظم المدافعين عنها، أولاً، كأساس للمناقشة، حيث إنها تكتب في ورش عمل خاصة، لاستكشاف الاحتياجات والشخصيات معًا.
من الممكن أيضا تنظيم ورش عمل تفاعلية لكتابة السير، يعمل خلالها أعضاء الفريق على مناقشة صفاتهم معا، مما يعزز تحقيق فهم أعمق لبقية الموظفين ويقوي الشعور بالزمالة الحميمية، بما يسهم في زيادة تماسك الفريق وإنتاجيته.