على مدار أربعة أيام من الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيسها في عام 2014، افتتحت أكبر شركة لمنتجات التجميل في إسبانيا “بويغ” (Puig)، مقرًا جديدًا لها في برشلونة بحضور الأمير فيليب آنذاك، وأقامت حفلًا رائعًا لأكثر من 1000 شخص في أكبر مجمع للفن الحديث في العالم.
لكن العلامة الأكثر أهمية لهذا الحدث المهم كانت الرحلة التي قام بها الرئيس التنفيذي مارك بويغ، وهو عضو في الجيل الثالث للعائلة المؤسسة، مع 50 من كبار موظفيه إلى جامعة هارفارد – جامعته الأم.. وهناك، رسموا مسار نمو للشركة للسنوات التالية.
تضاعف إيرادات “بويغ”
وبعد مرور عشر سنوات، أصبحت ثمار هذا المخطط واضحة.. مع ماركات العطور والأزياء المشهورة مثل رابان، وجان بول غوتييه، وكارولينا هيريرا، ما أدى لتضاعف إيرادات “بويغ”.
“بويغ”.. أكبر طرح أوروبي لهذا العام
ومن المقرر أن يتم طرح مجموعة “بويغ”، للاكتتاب العام في أكبر طرح أوروبي لهذا العام.
ويأتي بيع أسهم “Puig”، في الوقت الذي تواجه فيه أكبر شركة تجميل إسبانية، بشكل متزايد شركات فاخرة ثرية من LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton إلى Kering SA في سوق شديد التنافسية، مما يشير إلى أنها ستحتاج إلى مواصلة الاستثمار للحفاظ على نموها، وقد تحتاج إلى إنفاق مبالغ كبيرة على عمليات الاستحواذ إذا أرادت زيادة حصتها في السوق.
في 18 أبريل، قامت الشركة وعائلة “بويغ”، بتفصيل خطط لجمع حوالي 2.6 مليار يورو (2.8 مليار دولار) بما يمثل نحو 19% تقريبا من الأسهم، في طرح عام أولي يمكن أن يمنح المجموعة قيمة سوقية تصل إلى 13.9 مليار يورو، وفقًا للشروط التي اطلعت عليها بلومبرغ.
وسيتم تقييم أسهم “Puig” بما يتراوح بين 11 و15 ضعفًا للأرباح، أي أقل من نطاق 18 إلى 22 لنظيراتها الأكثر رسوخًا مثل L’Oreal وEstee Lauder، استنادًا إلى تحليل Bloomberg Intelligence.
وتخطط الشركة لاستخدام العائدات لإعادة تمويل عمليات الاستحواذ الأخيرة، وتمويل نمو علاماتها التجارية، وتوسيع محفظتها.
وسيضيف الاكتتاب العام عائلة “Puig”، إلى صفوف أغنى العائلات في أوروبا، حيث تصل ثروتهم إلى 11.7 مليار دولار بناءً على الحد الأعلى لنطاق تسعير الاكتتاب العام، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وسيكون أيضًا بمثابة لحظة محورية للشركة المملوكة للعائلة، والتي يبلغ عمرها 110 أعوام.
الجيل الثالث لن يشارك في الإدارة
ويعمل حاليًا اثنان فقط من أفراد الأسرة، كلاهما في أوائل الستينيات من العمر، في المجموعة، التي قالت إن الجيل القادم لن يشارك في إدارتها اليومية. وهذا يتركها أمام مشكلة تواجه العديد من الشركات العائلية: وهي تغيير الأجيال.
وقالت “بويغ”، إن مساءلة الأسواق ستحمي الشركة مع تزايد عدد ورثة ثروة العائلة، حيث إن الجيل الثالث وحده لديه 14 وريث.
وتعكس هذه الخطوة الجهود التي تبذلها الكيانات الأخرى المملوكة للعائلات، والتي تسعى إلى إضفاء الطابع المهني، ووضع هياكل أكثر صرامة لتجنب الصراعات حيث تصبح الممتلكات في مجموعاتها أكثر تشتتًا.
حتى قبل الإعلان عن خطة الاكتتاب العام، بدأت إدارة “Puig” في إجراء تغييرات على الشركة التي تديرها العائلة.
وفي السنوات الأخيرة، عملت الشركة على جعل مجلس الإدارة أكثر استقلالية، ويتولى منصب الرئيس التنفيذي مارك، ونائب رئيس مجلس الإدارة مانويل، وكلاهما يبلغ من العمر 62 عامًا، وهما أفراد عائلة “بويغ” الوحيدون في مجلس إدارة الشركة المكون من 13 عضوًا.
مراحل النمو وأهم منافسيها
ويعود تاريخ الشركة إلى عام 1914، عندما أنشأها مؤسسها أنطونيو بويغ في برشلونة من رماد أعمال الاستيراد الخاصة به.
والجزء الأكبر من نموها في القرن العشرين جاء من العطور المرخصة.. وفي الخمسينيات، ركز الجيل الثاني بقيادة أنطونيو، وماريانو، على تنشيط صورة المجموعة وتسويقها، والتوسع في الخارج، بما في ذلك في فرنسا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.
وعلى مدى السنوات الـ 13 الماضية، قامت الشركة ببناء الجزء الأكبر من محفظتها المكونة من 17 علامة تجارية، وأنفقت 2.5 مليار يورو على موجة شراء شملت الاستحواذ على شركة العطور السويدية Byredo، وعلامة التجميل التجارية “شارلوت تيلبوري”.
وشهدت المجموعة العام الماضي، قفزة بنسبة 33% في أرباحها البالغة 849 مليون يورو من إيرادات بلغت 4.3 مليار يورو.
لكن الشركة تواجه منافسة متزايدة مع مواجهتها بشكل متزايد لشركتي السلع الفاخرة الفرنسيتين LVMH، وKering، وكلاهما يستغلان سوق العطور الراقية ذات هامش الربح المرتفع الذي دخلته Puig لأول مرة من خلال الاستحواذ على Penhaligon’s،وL’artisan Parfumeur في عام 2015.