قال خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، إن مدينة دبي تعزز مكانتها الرائدة لتظل ملهمة للبشرية دائما، وفي أتم استعداد للمستقبل وتحدياته.
وتسعى الإمارة لتكون المدينة الأفضل عالمياً في جميع القطاعات، والأكثر قدرة على مواكبة متطلبات العصر واحتياجات المستقبل وذلك من خلال الارتقاء بجودة حياة أفراد المجتمع وتعزيز التنافسية.
و تمضي دبي بوتيرة سريعة في إنجازاتها النوعية وفي ترسيخ مكانتها كمدينة عالمية للمستقبل حيث لا تكتفي بمواكبة هذه المتغيرات المتسارعة بل تعمل على استشرافها وتوقعها واستباقها.
مدينة المستقبل
وأضاف خلفان جمعة بلهول: ” مؤسسة دبي للمستقبل تقود جهود تصميم مستقبل الإمارة بما يعزز مكانتها كمدينة رائدة ملهمة للبشرية ومستعدة للمستقبل، حيث تركز المؤسسة على تحديد أبرز التحديات التي تواجهها المدن والمجتمعات والقطاعات وتحويلها إلى فرص نمو واعدة في المستقبل من خلال منهجية قائمة على تخيل وتصميم وتنفيذ المستقبل”.
وتابع بلهول: “منذ تأسيس المؤسسة وهي تعمل على إطلاق المبادرات والفعاليات الهادفة إلى ترسيخ ثقافة الإبداع واستشراف المستقبل في الدولة والعالم، وتحقيق لهذا الهدف، نظمت المؤسسة في شهر أكتوبر الماضي “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي” برعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، وذلك عقب النجاح والزخم الذي حققه الملتقى في نسخته الأولى تحت عنوان ملتقى دبي للميتافيرس العام الماضي”.
واسترسل بلهول: ” تنظم مؤسسة دبي للمستقبل الدورة الثانية لـ “منتدى دبي للمستقبل” في يومي 27 و28 نوفمبر الحالي في “متحف المستقبل”، والذي يشكل أكبر تجمع عالمي ألهم العقول العالمية والمؤسسات الدولية المعنية باستشراف المستقبل، وستتضمن الدورة المقبلة للمنتدى مشاركة أوسع من الخبراء العامليين والمؤسسات الدولية المشاركة والخبرات والرؤى المستقبلية حول أهم التغيرات القادمة والفرص المستقبلية”.
وتسمح دبي بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة في الإمارة ودولة الإمارات والعالم، بهدف مواكبة التغيرات المتسارعة في مختلف القطاعات الاستراتيجية والاستعداد لها عبر تبني التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والبلوك تشين وإنترنت الأشياء وغيرها من أدوات الثورة الصناعية الرابعة.
تقرير الفرص المستقبلية
وتقوم دبي بإصدار عدة دراسات وتقارير استشرافية بشكل دوري بهدف تسليط الضوء على أحدث التوجهات العالمية ومتابعة التغيرات السريعة، حيث يتم إعداد هذه التقارير بواسطة فريق من الباحثين المتخصصين بالتعاون مع شركاء المؤسسة في القطاعين الحكومي والخاص على مستوى الدولة والمنطقة والعالم، وذلك باستفادة من نتائج المبادرات والتجمعات العاملية التي تنظمها المؤسسة.
و قدم “تقرير الفرص المستقبلية.. 50 فرصة عالمية”، الذي تم إطلاقه خلال قمة الحكومات لعام 2023. واستعرض 50 فرصة واعدة في مختلف القطاعات التي تؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات والحكومات.
كما سلط الضوء على 10 توجهات رئيسية ستشكل محور التحولات الحالية والمستقبلية وتأثيرها على جودة الحياة ومسار التنمية في المستقبلن بعد أن تم إعداده بالتعاون مع 30 خبيرا في مجال العمل وشركاء من مؤسسة دبي للمستقبل من القطاعين الحكومي والخاص والأكاديمي.
ومن بين الفرص المستعرضة في هذا التقرير هي زيادة الاعتماد على الروبوتات، وتبني أساليب الزراعة المبتكرة، وتوفير موارد الطاقة المحدودة، وفرص مبتكرة أخرى مثل الانتقال الفوري، والهوية الرقمية، والمواد الجديدة، وتخزين الطاقة في الفضاء.
الذكاء الاصطناعي في الإمارات
وتعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة على مستوى العالم في إطلاق استراتيجية وطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي بهدف تطوير منظومة متكاملة توظف أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية للدولة مما يجعل دبي أفضل مدينة في العالم في الاستعداد لتحديات وفرص المستقبل وتغيراته،بعد أن تم إعلان مؤخراً إطلاق “مركز دبي لخدمات الذكاء الاصطناعي”.
يهدف هذا المركز إلى دعم الجهات الحكومية في توظيف تكنولوجيا المستقبل استعدادا للتحولات الجذرية المتوقعة في مختلف القطاعات الحيوية، وتقديم نموذج استثنائي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الحكومي.
ويطور المركز حلول للتحديات المستقبلية وتحويلها إلى فرص، وبناء نماذج عمل جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة لبناء مستقبل أفضل للمجتمعات.
الشراكة بين القطاع العام والخاص
ويخصوص الشراكة بين القطاع العام والخاص قال بلهول إن مؤسسة دبي للمستقبل تُدرك منذ تأسيسها أهمية بناء شراكات فعّالة بين القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات والعالم، مضيفا: “فالشراكات كانت دائما مفتاح نجاح النموذج التنموي الفريد للإمارة، حيث تعمل المؤسسة على توفير بيئة ابتكارية متكاملة تدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة، وتشجع على تطوير المواهب المحلية والدولية، وتعزز ثقافة الابتكار والتغيير الإيجابي، ويتم تحقيق ذلك من خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والشركات الخاصة والمؤسسات المحلية والدولية لاستضافة أفضل الأفكار والتقنيات والمشاريع المبتكرة”.
مختبر سينسبل سيتي
واستطرد بلهول: “من بين الشراكات البارزة التي أعلنت مؤخرًا عنها المؤسسة هي اتفاقية الشراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لإطلاق “مختبر سينسبل سيتي” في دبي، والذي يهدف إلى اختبار وتطوير وتطبيق أحدث الحلول المستقبلية والممارسات المبتكرة والمستدامة”.
وأوضح بلهول أن الشراكة مع الأفراد ليست أقل أهمية من الشراكة مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، وقام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق “برنامج زمالة دبي للمستقبل”، الذي يهدف إلى دعم ريادة المدينة وتعزيزها كمركز عالمي لأفضل قادة الفكر والخبرات المتخصصة، ويضم هذا البرنامج شبكة دولية من الشخصيات المرموقة والخبرات المتميزة التي أسهمت في تحقيق إنجازات بارزة في مختلف القطاعات.
تعزيز دور القطاع الحكومي في تصميم المستقبل
وأكد بلهول أن مؤسسة دبي للمستقبل تعمل على ترسيخ ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي وبناء فكر ريادي جريء يواجه تحديات المستقبل، وفي إطار هذا التوجه، تسعى المؤسسة من خلال برامجها وبيئتها العمل المبتكرة إلى تحويل التحديات إلى فرص وتسهيل التعاون بين الحكومة والشركاء من القطاع الخاص والشركات الناشئة والأفراد، كما تشجع على اختبار الأفكار الجديدة واعتماد التقنيات الرائدة من خلال توفير أنظمة وخدمات مرنة لتمكين الابتكار.
وبحسب بلهول، تبرز التجربة الناجحة لبرنامج “مسرعات دبي للمستقبل” الذي جذب منذ إطلاقه 1077 شركة ناشئة من أكثر من 40 دولة، وقدم دعما لأكثر من 600 فرصة عمل مباشرة، وشهد التوقيع على أكثر من 180 مذكرة تفاهم خلال مراحله السابقة.
مسرعات دبي للمستقبل
وأضاف: “هذا البرنامج يشكل تحديا مستقبليا هاما بعد إدارة نحو 90 مشروعا، واستكشفت “مسرعات دبي للمستقبل” تقديم تجارب ناجحة في مجال تعزيز روح الابتكار ودعم الشركات الناشئة لتحول الأفكار الواعدة إلى واقع ملموس”.
وقال إن البرنامج يعد مشروعا اختباريا يشمل أكثر من 20 جهة حكومية وخاصة، وساهم في جذب أكثر من 45 شركة ناشئة لتأسيس مقراتها في دبي، كما أسهمت مبادرة دبي x10 التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2017، بتطوير العديد من المشاريع المستقبلية والنوعية في دبي.
تقييم الخدمات الحكومية بطرق مبتكرة
ولفت بلهول إلى أن هذه المبادرة تقوم بتقديم الخدمات الحكومية بطرق مبتكرة وإيجاد حلول للتحديات المصاحبة لها، مما يسهم في تعزيز مكانة دبي الريادية كوجهة عالمية لتصدير النماذج والأساليب المبتكرة في العمل الحكومي، والتشجيع على تبادل الخبرات والمهارات والموارد والعقول بين مختلف الجهات الحكومية في دبي ضمن إطار مشترك.
وشاركت هذه المبادرة في المرحلة الثالثة من المشروع الحكومي، وسيتم الإعلان قريبا عن 79 فكرة مشروع قدمتها 33 جهة حكومية في دبي، ضمن المشاريع المعتمدة.
وواصل بلهول:” بالنسبة لدعم رواد الأعمال، تهدف “منطقة “2071 التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل إلى توفير كافة سبل الدعم والرعاية لجمع من المواهب العالمية والشركات الناشئة والهيئات والمؤسسات الحكومية لمساعدتها على تحويل أفكارها ومشاريعها الواعدة إلى شركات ناجحة، وتستضيف “منطقة “2071 الكثير من برامج مسرعات الأعمال بالشراكة مع كبرى الشركات التكنولوجية والمؤسسات الدولية لإحتضان رواد الأعمال من مختلف أنحاء الإمارات.”
تبني أفضل الممارسات المستدامة
وعن تبني أفضل الممارسات المستدامة مع اقتراب موعد استضافة مؤتمر (COP28) في دولة الإمارات قال بلهول إن مؤسسة دبي للمستقبل تحرص على إلهام الأجيال الحالية والقادمة للقيام بدور مؤثر في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى تمكين الأفراد من اكتشاف فرص جديدة تعزز مفهوم الاستدامة وتحفز التفكير الاستشرافي لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارا.
ويرى بلهول أن نشر المعرفة حول هذا القطاع هو أحد الأدوات الرئيسية التي يمكن التركيز عليها من خلال التعاون مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص محليا وعالميا لتمكين الجهات المعنية من استشراف المستقبل والتحولات المتوقعة والاستعداد لها بشكل أفضل، ويتم ذلك من خلال توفير المعرفة القائمة على الأدلة، والتقارير الكمية والنوعية، لتوجيه عملية صنع السياسات وتطوير المبادرات الرئيسية بما يتماشى مع مختلف الاستراتيجيات الوطنية.
واختتم بلهول حديثه قائلا: “تعتبر الاستدامة أحد الموضوعات الرئيسية التي تركز عليها الدورات والبرامج التدريبية التي تنظمها “أكاديمية دبي للمستقبل”، بهدف تعريف المشاركين بها بأهم التغيرات المستقبلية وكيفية تعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات واستغلال الفرص”.