نظم متطوعون شباب على مدى يومَين في مدينة اللاذقية الساحلية غرب سوريا مؤتمر المرأة والأعمال في وقت ما زالت ريادة الأعمال في سوريا في طور تشكلها وسط تأثرها بأعوام الحرب الثمانية.
وأطلق المؤتمر في منتجع لاميرا السياحي، كل من الغرفة الفتية الدولية اللاذقية (JCI Lattakia) وجمعية مورد؛ وقالت سيدة الأعمال ياسمينة أزهري، رئيس مجلس إدارة جمعية مورد، في لقاء مع أريبيان بزنس، إن “أهداف مؤتمر المرأة والأعمال تصب في صميم أهداف جمعية مورد؛ وهي تفعيل وتطوير دور المرأة في التنمية الاقتصادية، وهذا ما دفعنا إلى التعاون مع الغرفة الفتية الدولية اللاذقية لتنظيم هذا المؤتمر وإطلاقه”.
وأضافت إن “من أهداف المؤتمر تعليم المرأة كيف تدخل الحياة العملية ومساعدتها على تسويق عملها، وإرشادها إلى طرق صحيحة تخلق من خلالها شراكات في العمل، ويشجع المؤتمر كذلك، المرأة غير العاملة على الدخول في مجال العمل، لأنها عندما تستمع كيف يتم تأسيس شركة أو كيف تُدار الشركات، سيشكل ذلك دافعًا لها للدخول في عالم الأعمال، هذا ما يصب أيضاً في أهداف جمعية مورد نفسها، ويتيح المؤتمر الفرصة لإظهار سيدات الأعمال السوريات؛ سواء داخل أو خارج سوريا، اللواتي عملن و تركن بصمة في مجال الأعمال”.
وقال الرئيس المحلي للغرفة لعام 2019، هيثم شريتح، في حديث لأريبيان بزنس، إن “الغرفة الفتية الدولية؛ منظمة عالمية غير ربحية للمواطنين الفاعلين الشباب ممَّن تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً، منتشرة في أكثر من خمسة آلاف غرفة في أكثر من 100 بلد حول العالم، يسعى أعضاؤها لخلق تأثير إيجابي من خلال القيام بمشاريع تعمل على تطوير الفرد ما ينعكس إيجاباً على المجتمع. وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية، وتضم حالياً ستة غرف محلية؛ في دمشق وطرطوس وحلب والسويداء وحمص واللاذقية. وتأسست الغرفة الفتيَّة الدوليَّة في اللاذقية عام 2008 وتضم أكثر من 100 عضو، وتقوم بمشاريع مختلفة ضمن نطاقات العمل الأربعة؛ نطاق الأفراد والمجتمع والأعمال والدولي”.
وأضاف “من منطلق اهتمام الغرفة الفتية بتطوير خبرات ومهارات المرأة السورية كهدف وحاجة ضرورية، يشكل مؤتمر المرأة والأعمال، تجربة فريدة من نوعها في سوريا عموماً ومدينة اللاذقية بشكل خاص”.
وقال نائب رئيس الغرفة الفتية الدولية اللاذقية لنطاق الأعمال، محمد أبو موسى، لأريبيان بزنس، إن “الغرفة الفتية الدولية عملت على تنظيم هذا المؤتمر انطلاقاً من رؤيتها ومساعيها لإحداث تغيير إيجابي في عالم الأعمال، ووعيها لأهمية الإضاءة على سيدات الأعمال السوريات وتحفيز الرغبات منهن على المبادرة وتأسيس مشاريعهن الخاصة، وإكساب المرأة مجموعة من المهارات الإدارية والتخطيطية للانطلاق في سوق العمل، وتعزيز فكرة انخراطها في المجال الاقتصادي”.
وأضاف إن “المشروع يتواءم وأحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي ينص على تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين جميع النساء، وبشكل خاص البند الخامس الذي يؤكد على مشاركة المرأة الكاملة والفعالة، وإحلال مبدأ تكامل الفرص للقيادة في مختلف درجات اتخاذ القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
وقالت مدير المشروع، لينا رشو، لأريبيان بزنس، إن “فكرة المشروع قائمة على تنظيم مؤتمر يضم مجموعة سيدات سوريات ذوات دور اقتصادي فعال في المجتمع السوري، مع فئة جديدة من السيدات الراغبات بالانخراط في عالم الأعمال، وتقديم مجموعة من المحاضرات المتخصصة لضمان دخولهن بطريقة أكثر احترافية للاستثمار في مشروعات صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وربط السيدات مع بعضهن لتبادل الخبرات والمعلومات، وتشجيع الشراكات الاقتصادية والتشبيك بينهن، والتأكيد على قدرة المرأة في حال توفرت لها المعلومة والظروف المناسبة على إنشاء مشروعها الخاص”.
وحظي المؤتمر برعاية رسمية من السيدة ريمه محمد رشدي قادري، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وبرعاية ماسية من شركة “نوح” للخدمات الملاحية، ورعاية فضية من كل من شركة “مترو” التجارية والمخبر السوري الحديث، وشهد على مدى يومَين حضوراً كثيفاً لسيدات أعمال ورائدات أعمال سوريات من مختلف المحافظات السورية، واستضاف منبره متحدثين ومتحدثات من ذوي الخبرة؛ منهم السيدة بثينة شعبان، مستشار الرئيس السوري، والسيد محمد ثروت سليم، سفير مصر لدى سوريا.
وقالت الممثلة السورية الفنانة ديمة قندلفت، في لقاء مع أريبيان بزنس، إن “المرأة السورية حققت إنجازات غير مسبوقة؛ سنكون أكثر عدداً وأكثر إنجازاً عندنا ننتزع مزيداً من الاستقلالية ومن الحقوق، لأن المرأة بطبيعتها تمنح من ذاتها حتى النهاية، ولكنها لا تصنع الفرق إلا إذا كانت حرة؛ فتحية لكل امرأة حرة”.
وأضافت قندلفت التي كانت إحدى المتحدثات في المؤتمر إن “السيدة يجب أن تكون صاحبة قرار، محققة الاستقلالية المادية، لتصل إلى مرحلة الدعم المتبادل مع الرجل”. مشيرة إلى أهمية دور الفن في تغيير الصورة النمطية عن المرأة في مجتمعنا، ودعمها للدخول في مجال الأعمال”.
من جانبها قالت سيدة الأعمال السورية، هبة العجيلي، المشاركة في المؤتمر، في حديث لأريبيان بزنس، إن “المؤتمر يعبر عني بشقَّين أساسيَّين؛ الأول كوني امرأة عاملة وصاحبة مؤسسة تعليمية تدريبية؛ هي مركز التطوير للتدريب، الذي أنشأته بناء على جهودي الخاصة وطموحي، وتأتي مشاركتي من رغبتي في مواكبة مثل هذه الفعاليات، إذ أن هذا المؤتمر يجسد مكاناً مهماً للقاء خبرات وسيدات أعمال سوريات لهن تجربتهن الغنية في مجال الأعمال، أما الشق الثاني فهو فخري بتنظيم مثل هذه الفعاليات في سوريا على الرغم من الظروف الصعبة، هذه الفعاليات تبعث برسالة مفادها أن الحياة مستمرة وأن سوريا في طريقها للتعافي”.
وأضافت إن “رسالتنا كانت أن نسعى دائماً للتطوير وتعزيز الفكر الإيجابي في المجتمع، وأن لا نسمح لظروف الحرب بإعاقتنا والحد من طاقاتنا وقدراتنا”.