Posted inريادةسوق العملمقالات

هل دخلنا العصر الذهبي للشركات الناشئة في السعودية؟

تتكشف تفاصيل النشاط القوي لتأسيس الشركات في السعودية والتي حددها تقرير إنديفور السعودية تقرير “خريطة الشركات التقنية في مدينة الرياض: التحليل الشبكي لمجتمع ريادة الأعمال” الذي يقدّم معلومات حول الوضع الحالي للقطاع، فضلاً عن تقييم نقاط القوة والضعف فيه. يقدّم التقرير خريطة مصورة للمستثمرين المؤسسيين، ومؤسسات الدعم، والجامعات، والمؤسسات، ورائدات الأعمال المتسلسلين، والموجهين، والموظفين. وأصبح السوق السعودي وجهة أساسية للشركات الناشئة والمبادرين في السعودية والخليج عموما، ولكن كيف يمكن للشباب السعودي الاستفادة من هذه الفرص الهائلة؟

هناك أفكار جذابة كثيرة لتأسيس شركات تقنية أو غيرها تنطلق من حاجة يعتقد الشباب أنها ستقدم حلا لها. كيف الانطلاق، هل بالسعي وراء زبائن أولا لأثبات وجود طلب على فكرة الشركة مثلا؟ أما بالسعي وراء دراسة السوق لذلك القطاع المستهدف وحاجته لحلول ما؟

يجيب على استفسارات أريبيان بزنس فادي العوامي، رائد أعمال ومستشار مالي متخصص في المشاريع الناشئة والمتوسطة، بالقول:”

كلتا الطريقتان لهما اهمية في تحديد فكرة المشروع وبالخصوص تقديم حل لمشكلة موجودة بالفعل ولكن كما تشير بعض الدراسات بأن ما يقارب من ٤٠٪ من المشاريع تفشل بسبب توقيت خاطئ، بمعنى أن العملاء المستهدفين لم يتقبلوا الفكرة حتى الان، لذلك مهم جدا الحرص على معرفة تقبل السوق لفكرة المشروع مما يعكس وجود طلب عالي للفكرة.

يذخر السوق السعودي بهذه الفرص، فهل هناك قطاع أسهل من غيره، مثلا ما مدى صعوبة الدخول بتأسيس شركة في قطاع التقنية المالية –الفنتك؟

قطاع التقنية قطاع واعد كما يوجد كثير من الجهات الداعمة للمشاريع التقنية الناشئة سواء جهات حكومية او غيرها عطفا على تسهيل وتذليل الكثير من الصعوبات لهذه المشاريع، وبالنتيجة شهدنا نجاح عدد من الشركات التقنية الناشئة في السنوات الاخيرة، ولكن فيما يتعلق بقطاع التقنية المالية فيكمن التحدي في الحاجة الى الحصول على التراخيص اللازمة لممارسة النشاط من الجهات المشرعة سواء البنك المركزي السعودي (ساما) او هيئة سوق المال، كما أن بعض الانشطة المتعلقة بالتقنية المالية ونظرا لحداثة هذا القطاع قد لا يوجد لها تشريعات مما يتطلب التقديم على البيئة التجريبية تحت اشراف الجهة المشرعة لحين صدور التشريعات والحصول على رخصة مزاولة النشاط.

أم الشروع بها لمراحل متقدمة ثم السعي إلى الوصول إلى زبائن؟ يوجد طلب عالي لمعظم انشطة قطاع التقنية المالية وذلك لانها تقدم حلول تقنية للانشطة المالية سواء المتعلقة بالمدفوعات او التمويل وغيرها والتي تعززت بشكل كبير وبرزت اهميتها خلال جائحة كورونا، لذلك لا يوجد خوف من الوصول الى الزبائن ولكن قد يكون التحدي هو المنافسة الشديدة في هذا القطاع.

ما هي سبل حماية الفكرة التي يخشى الشباب كشفها أحيانا خوفا من تقليدها من قبل الغير؟

من الملاحظ بأن هذا الامر هو هاجس كبير لدى كثير من الشباب لذلك بالامكان توقيع اتفاقية سرية المعلومات والحرص على عدم مشاركة الكثير من المعلومات المتعلقة بالمشروع الا عند الحاجة في حال الانضمام الى برامج الدعم او الحصول على تراخيص معينة، ولكن يجب الاشارة الى امر مهم وهو بأن الفكرة بحد ذاتها لن تنجح بدون نموذج عمل سليم ومتكامل وشغف من مؤسسين المشروع.

تم تأسيس المنصة أو نواة الشركة، كيف يسعى الشباب للتمويل الأولي؟ ما هي الجهات السعودية التي أصبحت توفر تمويلا لهذه المرحلة؟

 هناك كثير من الجهات الممولة للمشاريع الناشئة والتي تختلف بطبيعة النشاط، ولكن بما أن حديثنا على المشاريع التقنية فمن المهم الاشارة الى مسرعات الاعمال التي انتشرت مؤخرا وساهمت بشكل كبير في نجاح الكثير من المشاريع، حيث أنها تقدم خدمات ارشادية واستشارية تساعد على تطوير نماذج العمل ولا تقل اهميتها لاصحاب المشاريع عن الدعم المالي ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مسرعة تقدم تحت إدارة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، مسرعة فنتك بادارة فنتك السعودية، مسرعات منشئات المختصة بأنشطة مختلفة، وميزة هذه المسرعات هو ربط اصحاب المشاريع بالجهات الاستثمارية وبالتحديد شركات الاستثمار الجرئ التي نشطت بشكل كبير مؤخرا في السوق السعودي، كما ان هناك عدد من المستثمرين الملائمين المهتمين في الاستثمار في هذه المشاريع حتى في المراحل الاولية للمشروع.

سامر باطر

سامر باطر

محرر موقع أريبيان بزنس- ومجلتي أريبيان بزنس وسي إي أو CEO العربية، صحافي عربي بخبرات تشمل مجالات عديدة من الاقتصاد...