يستخدم برنامج رايوت (وتعني تمرد) للتجسس على مشتركي فيسبوك وقد طورته شركة الأسلحةريثيون إحدى أكبر شركات الدفاع بمبيعات وصلت إلى25 مليار عام 2012،ليغوص في بيانات الشبكات الاجتماعية مما أثار غضب مؤسسات الحقوق المدنية بحسب صحيفة الغارديان.
يمكن لبرنامج رايوتRiot وهو اختصار لعبارة تقنية ترتيب المعلومات السريعة Rapid Information Overlay Technology تتبع حركة الناس وتوقع تصرفاتهم المستقبلية من خلال استخلاص بيانات حساباتهم في الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما. ويظهر فيديو حصلت عليه الغارديان مدى التعقب الدقيق للنظام الذي طورته خامس أضخم شركة أسلحة في العالم، حيث يكشف أدق التفاصيل ويجمع معلومات هائلة عن الأشخاص لتقديم خلاصات تتوقع ما سيقومون به.
يأتي ذلك في خضم بروز توجه تقني جديد للاستفادة من البيانات الهائلةBig data، حيث ساهم استغلال هذا التوجه في فوز أوباما من خلال تتبع أنماط معينة لدى الناخبين وتجنيد الشخصيات التي أثبتت البيانات فعاليتها في إقناع الناخبين في ولايات معينة للتصويت لصالح أوباما، مثل جورج كلوني وسارة جيسيكا باركر. إذ تقدم البرامج الحديثة التي تستخلص البياناتdata mining، من قواعد البيانات ومستودعاتها الهائلة بتقديم اقتراحات وتنبؤات تكشف ما سيحصل بالاستفادة من الشبكات الاجتماعية سواء كان ذلك من قبل المشاركين في المظاهرات والاحتجاحات أو حتى الأنشطة الإجرامية فيما يعرف بأنظمة تحليل البيانات الكبيرةbig data analytics system.
وأقرت شركة ريثيون أنها أتاحت تقنيتها تلك للحكومة الأمريكية ضمن مشروع مشترك للأبحاث والتطوير لبناء نظام أمن قومي يمكنه تحليل مليارات الشخصيات على الإنترنت.
وتثير قوة أداة رايوت في ترويض بيانات المواقع ذات الشعبية الكبيرة، شهية وكالات الاستخبارات والأمن بينما تثير غضب جمعيات الحقوق المدنية وسخطها على انتهاك الخصوصية والحقوق المدنية للأشخاص على الإنترنت.
وتظهر تقنية رايوت كيف يمكن استغلال الشبكات الاجتماعية التي قيل أنها ساعدت في انطلاق “الربيع العربي” لتتحول إلى أفضل وسيلة للتجسسGoogle for spiesوالمراقبة والسيطرة.
يقدم رايوت وسيلة تظهر موجز لحياة شخص ما وأصدقاءه والأماكن التي يتردد إليها ضمن خريطة، وكأنه ملف استخباراتي جاهز. حيث تكشف صور الجوال التي ينشرها أي شخص، من خلال بيانات فيها (exif header data) خطي الطول والعرض، المكان الذي التقطت فيه كل صورة، ليجري تجميع قائمة بالأشخاص الذين يمثلون خطرا أمنيا أو غير ذلك.