Posted inإعلام

ثروة الكرتون

ضحكات وآهات وذكريات بريئة تجمعنا بالرسوم المتحركة. منذ طفولتنا حتى نشب ونكبر ونحمل أعباء الدنيا تظل هذه الشخصيات الكرتونية ببساطتها تسحرنا.

ثروة الكرتون

ضحكات وآهات وذكريات بريئة تجمعنا بالرسوم المتحركة. منذ طفولتنا حتى نشب ونكبر ونحمل أعباء الدنيا تظل هذه الشخصيات الكرتونية ببساطتها تسحرنا، وتعلمنا دروساً وتمد خيالاً رحباً أمامنا. مرات قليلةجاءت هذه الأعمال الكرتونية من واقعنا العربي، ومرة واحدة حاولها وصنعها محمد سعيد حارب فجاء «فريج» ليس كعمل رسوم متحركة فقط،بل مشروعاً فنياً ثقافياً وتجارياً يخاطب الكل في آن.

أم خماس وأم سعيد وأم علاوي وأم سلوم، أربع عجائز أو جدات إماراتيات يأتين من الخيال الرحب. خلقهم محمد سعيد حارب لأول مرة على الورق حين كان لا يزال في الجامعة، رسمهم بيديه ومنحهم أسماءهم وبنى شخصياتهم الطريفة. ثم أحياهم عبر شركته «لمترى» على الشاشة .. ثم أسكنهم في القلب.

ولم تتوقف هذه الشخصيات عن معايشة الناس، لأن روح مسلسل فريج مستمرة على مدار العام ولا تتوقف عند 15 حلقة تلفزيونية تعرض خلال شهر رمضان، فخرجت الجدات للواقع كدمى ودفاتر وحقائب، وترجم العمل إلى الإنجليزية ليصل للجميع، كما نجده دوناً عن غيره من الأعمال العربية يباع على أقراص دي في دي DVD.

وكما يقول حارب: «اليوم إذا ذهبت إلى إحدى محطات باص دبي، تجد أم خماس جالسة تحدق في المارين، وهذا جزء من بناء علاقة مجتمعنا بشخصيات فريج لتصبح جزءاً من حياتهم».

كأن لم ترى

ولد محمد سعيد حارب عام 1978 في دبي. حين تخرج من المدرسة الثانوية عام 1995 لم يكن من ذوي المعدلات المرتفعة. ويبدو أنه لم يكن موفقاً في خياره الأول، حين ذهب للولايات المتحدة بحجة دراسة الهندسة المعمارية، فبحسب تعبيره قد فشل فشلاً ذريعاً، بل طرد من الجامعة. لكن أهمية الحديث لا تكمن هنا، بل تكمن في بقعة الضوء التي بقيت له من هذه التجربة وهي اهتمامه بالرسم.

ومن هنا سعى للبحث عن مجال قريب من الرسم والفنون، ووجد ضالته بدراسة الإعلام العام والرسوم المتحركة، ومن بعدها تخصص أكثر في مجال الرسوم المتحركة وعاد إلى الإمارات عام 2001.

بعد عودته من أمريكا، عمل حارب لمدة عام في أعمال حرة، ثم انتقل للعمل في مكاتب مدينة دبي للإعلام عام 2003 في قسم التسويق، وقدم هناك عدة أعمال هامة منها تصميم شعار مهرجان دبي السينمائي الدولي، وتصميم شعار مدينة دبي للاستوديوهات، واختبر في هذه التجربة المزج بين الفن والعمل، كما تعلم كثيراً عن إدارة الأعمال.

ولد اسم «لمترى» في مخيلة حارب منذ أكثر من 10 سنوات حين كان لا يزال يدرس في الولايات المتحدة، فمع الانفتاح الكبير الذي شهدته الإمارات ذلك العام بدخول الإنترنت، ظهرت الكثير من المنتديات الإلكترونية التي بدأ الشباب يعبرون من خلالها عن آرائهم وهمومهم بالكتابة والرسوم والموسيقى دون أن يحكم عليهم شخصياً، وكان الاسم الذي اختاره حارب ليشارك برسومه داخل المنتديات هو «لمترى» تيمناً باسم حصان عربي أصيل.

كان السبب وراء ظهوره باسم مختلف، هو النظرة السائدة في الإمارات تلك الفترة إلى الفنون على اختلافها كتخصص نسائي. فهم حارب التابو، وقرر إثبات رسوماته بغض النظر عن كشف هويته الحقيقية في البداية، ولاقت أعماله إعجاب المشتركين في المنتديات، وظل الاسم «لمترى» حياً حتى سمى به شركة الإنتاج الحالية.

ومنذ أيام الجامعة أيضاً عام 1998 ولدت شخصيات الجدات الإماراتيات واحدة تلو الأخرى في ذهن وقلم حارب، وتطورت فكرة فريج شيئاً فشيء حتى نضجت تماماً عام 2005 وحان وقت خروجها للملأ. عندها أسس شركة لمترى داخل مدينة دبي للإعلام لتشرف على إنتاج وتنفيذ عمل فريج مادياً ومعنوياً.


كان الدافع الأساسي في مخيلة حارب وراء جعل شخصيات العمل الأربع الرئيسية عجائزاً، هو أن هذه الشريحة العمرية للنساء في المجتمع الإماراتي مغيبة إعلامياً معظم الوقت. وحين تظهر الجدة في الأعمال الدرامية تأتي بصورة نمطية ومكررة بتصويرها الجدة الفقيرة أو الحكيمة والهادئة.

يتم إهمال سجلّ التاريخ الذي شهدته الجدات الخليجيات وتحديداً في دبي. هؤلاء الجدات قد عاصرن خلال 30 عاماً ما لم تعاصره أي جدة أخرى في العالم، فرأين دبي تتحول من إمارة خالية وصحراوية إلى مدينة فيها أطول برج في العالم.

ويتساءل حارب: «أليس هناك فضول لمعرفة ما يدور بخاطر هؤلاء الجدات اللاتي لم يتعلمن كما تعلم جيلنا وجيل آبائنا؟ هذه الجدة التي تربت في الحارة، وربت أجيالاً، وشهدت ظهور النفط وانفتاح دبي على العالم، وتعرضت لعدة صدمات حضارية وثقافية، وهنا يأتي التساؤل: «كيف تفكر هذه الجدة؟ وكيف تماشت مع كل ما يحدث من حولها اليوم في دبي؟».

السبب الآخر في اختيار الجدات ليكن بطلات العمل، هو أن المجتمع اليوم يفتقد إلى الشخصيات البطلة أو القدوة، واليوم نجد أن قدوة الشباب أو الأطفال أصبحت مطرباً أو ممثلاً. ويوضح حارب أنه ليس هناك اختلاف على دور المطربين أو الممثلين، لكنهم لا يقدمون للأجيال بقدر ما تعطي الجدة بحكمتها وأصالتها ومعتقداتها وتراثها وخفة دمها أيضاً، وهذا ما يظهر في فريج.

فردي أم جماعي

لاقى فريج تغطية إعلامية كبيرة لما حققه من نجاح بعد عرض الجزء الأول منه في رمضان 2006، وسلطت الأضواء بشكل كبير على محمد سعيد حارب لدرجة تبعث على الاعتقاد بحدوث تهميش وتجاهل لباقي فريق العمل من ممثلين ورسامين وكتاب للسيناريو.

لكن حارب ينفي وقوع أي نوع من أنواع التهميش لأعضاء فريق عمل فريج، وتحديداً ممثلي الشخصيات الرئيسية الذين نالوا تغطيةً إعلاميةً كبيرة. ويشير إلى أن جزئيتين وراء ما حصل، الأولى هي أن بعض أعضاء الفريق لم يفضلوا الظهور الإعلامي مثل كتاب السيناريو الذين لم يكتبوا سيناريوهات من قبل.

والجزئية الثانية تكمن في الإعلام الذي يبحث عن قصة، التي كانت من جذورها موجودة عند محمد حارب الذي ابتكر العمل وأخرجه، إلى جانب أنه من أشرف على السيناريو والتمثيل والتسجيل بعض الأحيان.

أما عن الخلافات التي قد تنشأ بين فريق العمل خاصة بعد نجاح العمل، يعلق حارب: «بالطبع تظهر بين حين وآخر بعض الخلافات، خاصة وأن أغلب أعضاء الفريق عملهم إبداعي وبالتالي كل شخص من الفريق لديه عالمه الخاص بآرائه ومزاجه ومفهومه. لكن في الجهة المقابلة، مر الفريق بمراحل صعبة جداً في الإنتاج، وكان تمسكهم ببعضهم وبفريج هو من ساعدهم على تخطي تلك المراحل.

الدعم الأول

بالرغم من مركز والده سعيد حارب وعلاقاته المهمة والمتعددة، إلا أن محمد يؤكد عدم استعانته بوالده لدعم مشروعه الفني هذا مادياً. لأن هدفه الأساسي منذ البداية كان الاجتهاد الشخصي، وتطوير قدراته الإدارية وعلاقاته بالمؤسسات من خلال شركته الصغيرة لمترى. أما أبوه، فكان حاضراً ليدعمه معنوياً سواء بإبداء آرائه وحضور بعض التسجيلات ومتابعة العمل معه لتشجيعه.


بدأ تمويل مشروع فريج بمساعدة مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، التي ضمنت لمترى لدى بنك المشرق لتحصل على قرض قيمته حوالي 3 ملايين درهم (816.8 ألف دولار أمريكي).

لكن تكلفة المشروع كانت تقدر بـ 4.2 ملايين درهم (1.14 مليون دولار)، ولسد هذه الفجوة حاولت الشركة الحصول على رعاية بعض الشركات للعمل. يضيف حارب: «لم يكن الحصول على راعٍ رئيسي للعمل إلا توفيق من الله وضربة حظ. فقد طرقت باب أغلب الشركات الكبيرة في الإمارات، والتي رفضت الفكرة لكونها رسوم متحركة، وبحجة أنهم لا يخاطبون الأطفال لكونهم شركات عقارية وإعلانية وصناعية، ظناً منهم أن فريج موجه للأطفال فقط كونه مسلسل كرتوني».

كانت الشركة الوحيدة التي أحبت الفكرة هي «دو»، حيث رأت أن فكرة فريج جديدة من نوعها، وكانت دو نفسها شركة جديدة حينها. ومن جهة كان فريج يقدم أحدث التقنيات في صناعة الرسوم المتحركة ودو تقدم أحدث تقنيات الاتصال، مما أحدث تزاوجاً بين الشركتين، حيث أرادت دو أن تدخل المنافسة بقوة وخاصة في شهر رمضان، وكان جمهور فريج الأكبر في نفس الشهر. ووقعت لمترى عقداً مع شركة دو لرعاية فريج على مدى 3 سنوات/أجزاء.

ومع أن الاتفاق مع التلفزيون حينها كان بأن يتم شراء الحلقة بقيمة 15 ألف دولار أمريكي، على الرغم من أن تكلفة الحلقة الواحدة كانت تزيد عن 75 ألف دولار أغلب الأحيان، إلا أن الرعاية الشاملة التي قدمتها شركة دو للعمل، كانت كفيلة بتغطية التكاليف بشكل ممتاز بحسب حارب.

نقدمه لمن؟

لم يتم إنتاج المسلسل واختيار جمهوره بضربة حظ، فقد قامت لمترى بزيارة 9 جامعات محلية، وجمعت 6 آلاف استبيان قبل البدء بتنفيذ العمل. يقول حارب: «قبل البدء بإنتاج العمل، يجب على المنتج اختيار جمهوره، ونحن نلاحظ كيف أن كثيراً من المسلسلات التي يعرضها التلفزيون ليست موجهة إلى جمهور معين، ويتم التسليم بأن هذا عمل درامي تاريخي مثلاً وستشاهده العائلة. نحن أردنا أن نتخصص أكثر وأن نذهب بفريج أبعد من ذلك، لأن ذلك ينطوي عليه نجاحات أكبر».

حين قررت لمترى أن تقدم مسلسلاً كرتونياً، كان التحدي الأساسي يكمن في النظرة السائدة للرسوم المتحركة في المنطقة على أنها مادة طفولية لملء الفراغ. ونلاحظ في رمضان مثلاً، أن الأطفال لا يشاهدون الرسوم المتحركة لأن أغلب الأعمال التي تزدحم بها المحطات هي أعمال درامية، ويفرض عليهم مشاهدتها مع الأسرة. من هنا فكرت لمترى بعرض فريج أثناء رمضان.

وحين ظهرت نتائج استطلاعات الشركة، تبين أن النساء يشاهدن التلفزيون بنسبة أعلى من الشباب، من هنا جاءت فكرة توجيه مسلسل فريج بالدرجة الأولى للنساء لكون القصة عن أربع جدات إماراتيات، أي نساء مثلهم. أما العامل الثاني فهو أن النساء ما بين سن 18 و35 عاماً هن مربيات الجيل والأجيال القادمة، أي أن لديهن أخوات وبنات، ويؤثرن في من يكبرهن ومن يصغرهن.

والعامل الثالث ينبع من أن هذه الشريحة العمرية هي أكبر قوة شرائية في المجتمع الخليجي أيضاً، مما سيساعد فريج في حال تطوره عن مجرد عمل كرتوني ونتجت عنه منتجات مختلفة. يقول حارب: «الفتاة أو المرأة في هذا العمر، ستشتري لنفسها وأهلها وأصحابها وأطفالها على عكس الشباب، وهذا بالفعل ما حصل لاحقاً».

بالإماراتية

أما عن لهجة العمل وهي الإماراتية المحكية، فكانت من إحدى ضرورات ومسببات العمل. فالجدات إماراتيات ومن نابع المصداقية أن يتكلمن بلهجتهن الأصلية. من جانب آخر يرى حارب بأن الأحقية بفريج كانت للجمهور الخليجي أو الإماراتي بالتحديد، لأن هناك نقص كبير لمثل هذه الأعمال في المجتمع كتلك المحاولات التي حدثت في دول عربية أخرى كمصر والكويت.


أهل بلده كانوا يهمونه بالدرجة الأولى عندما طور حارب هذا العمل، وساعده في ذلك تلفزيون دبي الذي حثه على تبييض أو تبسيط اللهجة الإماراتية بعض الشيء مما خلق تقبلاً أوسع لدى جميع دول الخليج للعمل.

يعلق حارب: «نحن ربينا على الرسوم المتحركة المصرية واللبنانية والكويتية، وكنا نفهمها ونتعلم اللهجة، بل فرضت علينا حتى. واليوم لم نأت متأخرين، لأن الأجيال تأتي تباعاً، ومع انتشار الأغنية الإماراتية في الخليج والمنطقة بشكل كبير، أصبحت الأذن العربية تتقبل المصطلحات الإماراتية وطريقة نطقها، وبالتالي سيسهل عليها فهم عملنا حتى ولو بالإماراتية».

ولتوسيع انتشار فريج، تفكر لمترى بالوصول لمصر، عبر دبلجة الجزء الأول من العمل بالعامية المصرية، مما سيكسب فريج بعداً آخر لما في اللهجة المصرية من خفة دم. ويراهن حارب على أن أول من سيقدم على شراء العمل وقتها سيكون الإماراتيين لأنهم سيستمتعون أيضاً بصورته الجديدة.

ربما يكون فوز فريج بجائزة عالمية للرسوم المتحركة دليلاً على أن اللهجة ليس هي الأساس، فالعمل الكرتوني الجميل يفرض نفسه، والصدى الذي لقيه فريج، برأي حارب، دليل على أن العمل المصاغ بطريقة متقنة ينال حقه من الرواج والنجاح، لأن هذا التعب وتسخير الجهود والإمكانيات ليس فقط من أجل أن يخرج العمل للنور وإنما لكي لا يمر مرور الكرام.

بزنس من الأول

خرج فريج عن نطاق المسلسل الكرتوني أو العمل الفني، وأصبح في شكل «بزنس» متكامل. اليوم نرى منتجاته من ألعاب وقرطاسية وأقراص دي في ديDVD ، ونرى من خلاله رعاة وإعلانات. وتلقت لمترى كثيراً من الانتقادات بهذا الشأن، واتهمت بأنها تستغل شخصيات المسلسل والفن لإدرار الأرباح.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون والذي تحدث عنه حارب هو أن فريج منذ رأى نور الإنتاج في البداية، جاء ليكون عملاً تجارياً بقدر ما يكون فنياً. فهو يؤمن بأنه لولا كان المشروع الفني مصمماً على شكل «بزنس» تحديداً في مدينة دبي، ولولا اتضح فيه ما للمنتج وما عليه، فإنه لن يصل للمشاهد. وهكذا فريج، الذي لم يكن ليصل إلى المشاهد لولا تم تسويقه وبيعه وصياغة بعض أجزائه بشكل يناسب الرعاة.

وعند سؤاله عن تأثير النظر إلى فريج كبزنس على حبه الأول للعمل، يجيب حارب: «حبي لفريج هو من دفعني للبزنس، فلماذا أحرم الناس من منتجات فريج؟ لماذا أحرمهم من لعبة أم خماس في حين باربي وبارني يملئون السوق. والسياح في بلدنا يأتون ليروا العمار والتطوير، ويخرجون من عندنا يحملون دمية جمل. أي نوع من الرسائل يبعث هذا الجمل للخارج؟ لماذا لا يأخذون جدة وعملاً من التراث؟ وفي النهاية لم لا يكون هناك أرباح، نحن شركة خاصة تعبت على إنتاجها ونستحق مردوداً على مجهودنا».

أما عن طريقة الإعلان بوضع منتجات لشركات داخل سياق الأحداث، فيشير حارب إلى أنها طريقة معتادة في الخارج، غير أنها حديثة جداً على المنطقة العربية. وهي فعالة جداً بالنسبة للمعلنين، فأثناء مسلسل كفريج هناك 60 ألف شخص يشاهدون العمل في نفس الوقت عبر الخليج، ومن هنا توجه العمل للشركات.

يضيف حارب: «كوننا نستخدم هذه الطريقة لأول مرة، فلا يزال لدينا نقص في الخبرة، فمثلاً قد تظهر كلمة أو مصطلح لشركة دو ويتقبلها الناس، وقد يرون شيكاً لبنك المشرق فلا يتقبلونه. ولذا نحن نتعلم شيئاً وشيئاً كيفية وضع هذه الإعلانات بطريقة تنساب مع السيناريو وتتسق مع الأحداث ليتم تقبلها».


خارج الشاشة

سمعنا عن استحواذ تطوير لنسبة 30 % من الشركة، وأساس ذلك هو رغبة لمترى بالخروج بفريج من كونه مسلسلاً كرتونياً تلفزيونياً إلى واقع ملموس في المجتمع الإماراتي والمنطقة. وبدأ نتاج شراكة المؤسستين بالمحل الضخم أو المعرض الذي افتتح في القرية العالمية المملوكة من قبل تطوير، والذي حقق نجاحاً كبيراً بحيث وصل متوسط المبيعات في اليوم الواحد إلى 60 ألف درهم (16.3 ألف دولار).

ولدى لمترى وتطوير اليوم أفكار أخرى تهدف إلى منح جميع الأشخاص تجربة فريج أو التجربة «الفريجية» خارج التلفزيون. أولها افتتاح مقهى فريج ثم ربما فندق. ورداً على تساؤلنا عن مدى تأثير هذه المشاريع على روح العمل، يقول حارب: «لم لا يكون هناك فندق لفريج؟ الناس تحب أن تجرب، سيجربون إحساساً لم نتعود عليه في العالم العربي. هل يجب أن يظل العمل حبيساً للشاشة وهو بإمكانه أن ينفجر بطاقاته للخارج؟ ونحن رأينا شخصيات كرتونية عالمية خلقت عالماً من المنتجات حولها مثل «هالو كيتي» اليابانية، وهذه هي قوى الشخصية الكرتونية».

هل من جديد؟

الكثيرون يتساءلون عن أعمال أخرى للشركة غير فريج، لكنهم لا يدركون مدى الجهد الذي يتطلبه عمل الرسوم المتحركة. فالموسم الواحد من فريج والذي يتكون من 15 حلقة يحتاج إلى عام كامل من العمل. ويشير حارب إلى أن العمل الكرتوني يتطلب عادة عامين أو أكثر، لكن مواسم فريج يتم إنجازها خلال 9 أشهر.

يقول: «نحن لسنا فريج فقط، نحن فريج الأصلي وانتقلنا من فكرة أن فريج هو عمل اجتماعي كوميدي يعرض على التلفزيون، إلى ترجمة العمل للإنجليزية، ونشره في القنوات التلفزيونية التي لا تتكلم العربية، وإضافته إلى برامج العرض على رحلات شركات الطيران المختلفة».

ويوضح حارب بأنهم خططوا لفريج بأن يكون ثلاثة أجزاء فقط من 45 حلقة، ومن بعدها يأتي العمل على فيلم فريج مما سيستغرق عامين من الجهد على الأقل لإخراجه للسينما وبتكلفة 15 مليون دولار.

وفي تلك الأثناء سيكون هناك حلقات بسيطة لفريج مثل «دقيقة تراث مع فريج» عبارة عن دقيقة كل مرة تعرف المشاهد على التراث. أما الخطوة الأبعد فهي لا تزال حائرة ما بين تطوير فريج ليصبح سلسلة كرتونية مستمرة في حياة الناس كالسمسم وغيرها، أو النظر إلى أعمال جديدة أخرى.

ويشير حارب إلى شخصية ميكي ماوس كمثال، فهو لا يزال موجوداً على هيئة منتجات على الرغم من أنه صور كرتونياً لآخر مرة في الخمسينيات أو الستينيات، لأنه أصبح رمزاً محبوباً.

وهكذا تفكر لمترى، في جعل فريج وشخصياته رموزاً مشهورة وأسطورة كرتونية تستمر بحب الناس لها وليس باستمرار عرضها على التلفزيون فقط، كأن يكون هناك لافتة كبيرة لأم سلوم على شارع الشيخ زايد بدبي تحمل جملة «ويعيش التراث فينا».

يضيف حارب: «هناك من شجعنا وهناك من وقف ضدنا واتهمنا بالتفاهة. لكن على الجميع أن ينظروا ليس إلى اليوم بل بعد 20 و30 سنة، حين نرى الجيل الجديد يتذكر الرسوم المتحركة في طفولته ويقول كنا نشاهد فريج».

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا