على الرغم من تزايد أرباح قناة المجد الفضائية أحد أشهر قنوات التليفزيون الإسلامية فإن العاملين في القناة يتذمرون من ضعف المرتبات فيها.
فقد أبدى أكثر من 800 من موظفي قنوات المجد العشرة التابعة لها قلقهم حيال مستقبلهم الوظيفي مع القناة نظراً لضعف المرتبات من جهة و تلويح إدارة القناة بالاستغناء عن مجموعة من الموظفين من جهة أخرى إذ أن هناك العديد من العاملين فيها ينتظرون تجديد عقود عملهم سواء التي انتهت أو التي هي على وشك الانتهاء.
وتعاني معظم القنوات الإسلامية التي تبث عبر الفضاء الكوني من ضعف في التمويل واضطرت بعض القنوات إلى الإقفال مثل ما حدث مع قناة الفجر أحد أشهر القنوات المخصصة للقرآن الكريم وعلومه.
ولكن هذا ليس هو الحال مع قنوات المجد إذ أظهرت بعض التحقيقات الصحفية أن دخل القناة يتجاوز 200 مليون ريال سنوياً بينما يتراوح متوسط أجور العاملين فيها ما بين 2500 و5000 ريال.
وكان عدد من موظفين القناة قد لجؤوا إلى الصحف السعودية لعرض مشكلتهم. وأبدى عدد منهم لصحيفة “الوطن” السعودية شدة تذمرهم من ضعف مرتباتهم وتأخيرها نتيجة للمشكلات التي بدأت في الظهور للعلن مؤخراً. وكشف الموظفون أن إدارة القنوات قامت بصرف مرتب شهر واحد فقط لهم بعد تأخر دام أكثر من شهرين هذا بالإضافة إلى أن إدارة القناة لم تجدد عقود بعض الموظفين فيها.
ويبلغ رسم الاشتراك لسنتين متتاليتين 1800 ريال، وتجاوز عدد المشتركين 233 ألف مشترك منذ تأسيس القناة قبل نحو سبعة أعوام. ويشمل رسم الاشتراك إمكانية المشترك الحصول على طبق فضائي وجهاز استقبال مغلق يبث 10 قنوات تلفزيونية فقط, ولا يستطيع مالك الجهاز استقبال أي قنوات أخرى من خلاله.
وبالإضافة إلى دخل القناة من الاشتراكات فإن هناك العديد من التبرعات التي تصل للقناة من رجال الأعمال ومحبي العمل الخيري. وعلى الرغم من المداخيل الضخمة للقناة إلا أن أحد العاملين في القناة العلمية قال لصحيفة “الوطن” مستغرباً: “لا أحد يعرف لماذا يتأخر صرف الرواتب، ولماذا سقف الأجور عندنا متدن مقارنة بالقنوات الأخرى، فللقناة ممولون كثر ولديها مشتركون مخلصون ومتابعون، كما أن الأرقام التي تعود للقناة من الاشتراكات خيالية، ومع ذلك فمازال كثير من الموظفين يعملون بالرغم من تأخر صرف الرواتب”.
وتغلب المشكلات الداخلية على وضع القناة إذ أبدت أراء المقربين من القناة ومن القائمين عليها تردي الأوضاع الداخلية لاسيما أسلوب تعامل الإدارة مع العاملين فيها. وأوضح مصدر مقرب من صانع القرار الأسبق في مجلس الإدارة فهد الشميمري عدم استغرابه لما يحدث للصحيفة السعودية إذ بين أنه في شهر ديسمبر الماضي قام أحد الإداريين بالتلميح لأكثر من 15 موظفاً بأنه قد يتم الاستغناء عنهم في أي لحظة وهذه سياسة يستخدمها المديرون حين تكون هناك مطالبات مادية من الموظفين فيرفع الإداريون لغة “التهديد والوعيد”.
ومن ضمن المشكلات الداخلية التي كشفها بعض العاملين في القناة هي سيطرة بعض العاملين من جنسية عربية على إدارات القناة وحركتها الوظيفية مما حدا بأحد الشركاء إلى المطالبة بالتخفيف من الاعتماد على هذه الجنسية قليلاً ومحاولة الاهتمام بالمواطنين السعوديين وعندما رأى الشريك ازدياد نسبة العاملين من هذه الجنسية قرر ترك إدارة القناة.
وتجد قناة المجد استحسانا كبيراً من الأسر السعودية المتدينة منها والغير متدينة. ويعبر حمود البراق أحد المشتركين في القناة لموقع آريبين بزنس أن هذه القناة هي “أعظم هدية يمكنك تقديمها لأطفالك”. وعلى الرغم من أن البراق لا يعتبر نفسه ممن يوصفون بالتدين الشديد إلا أنه بين خوفه على أطفاله من القنوات الفضائية التي تبثها أقمار العرب سات والنايل سات ولهذا السبب بالاشتراك في قنوات المجد. ووجد البراق أن مستوى ثقافة أبناءه قد تحسن كثيراً بعد اشتراكه في القناة.
وتعاني القنوات الإسلامية بصورة مستمرة من المشكلات الإدارية والمادية. ولا ننسى هنا ما حدث لقناة الفجر الفضائية التي اضطرت للإقفال ولم تستطع للعودة إلا بعد أن تبرع لها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز بأرض استثمارية كبيرة في مدينة مكة المكرمة.
وكان صاحب قناة الفجر الشيخ وجدي غزاوي قد ظهر عليها وحكى عن مشكلاتها بالتفصيل والتي كان من ضمنها تحكم غير المسلمين من العرب في سوق الإعلان في المملكة والخليج. وبحسب ما صرح به الغزاوي آنذاك فإن الجميع في شركات الإعلان كانوا يرفضون التعامل مع قناته الدينية.