كشفت دراسة تعد الأولى من نوعها مقاومة بعض الأشخاص عدوى فيروس كورونا المستجد حتى بعد تعمد الإصابة به وظهر سر بقاء بعض الأشخاص غير مصابين بالفيروس رغم تعريض تجاويف أنوفهم له.
ووفقًا للدراسة الحديثة، فإن هؤلاء الأشخاص يتمتعون باستجابات مناعية أسرع وأكثر دقة من أولئك الذين يصابون بأعراض كوفيد-19. وقال الدكتور ماركو نيكوليتش، كبير مؤلفي الدراسة والمستشار الفخري في طب الجهاز التنفسي في جامعة كوليدج لندن، في بيان صحفي: “هذه النتائج تلقي ضوءًا جديدًا على الأحداث المبكرة الحاسمة التي تسمح للفيروس إما بالسيطرة أو التخلص منه بسرعة قبل ظهور الأعراض”. وكانت الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر Nature يوم الأربعاء، دراسة تحدي بشري أجراها باحثون من المملكة المتحدة وهولندا. وهي الأولى من نوعها حيث تعرض المشاركون عمدًا لفيروس SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19.
قام الباحثون بتجنيد 16 مشاركًا شابًا وصحيًا تقل أعمارهم عن 30 عامًا للدراسة. لم يكن لدى أي منهم أمراض مصاحبة، ولم يُصاب أي منهم من قبل بمرض كوفيد-19 أو تم تطعيمه.

3 استجابات مناعية مختلفة
استجاب الأفراد الستة عشر للتعرض للفيروس بشكل مختلف وتم تجميعهم وفقًا لذلك. وتضمنت المجموعة الأولى ستة أشخاص يعانون من أعراض. صنف مؤلفو الدراسة هؤلاء المشاركين على أنهم مصابون بعدوى مستمرة.
المجموعة الثانية من الأشخاص ظلت بدون أعراض ولكن نتائج الفحص أظهرت إصابتهم. ( باختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل). تم تصنيف هؤلاء المشاركين على أنهم مصابون بعدوى عابرة.
النوع الثالث من الأشخاص بقوا بدون أعراض وبلا إصابة حين ظهرت نتائج اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل لـ كوفيد 19، سلبية باستمرار. وأكد المؤلفون أن هؤلاء المشاركين مصابون ولكنهم تخلصوا من العدوى بسرعة كبيرة لدرجة أن العدوى أُطلق عليها إصابة”مجهضة” فيما يلقبهم البعض بعذارى كورونا.
وفقًا للمؤلفين، كان لدى المجموعتين الثانية والثالثة، اللتين كانتا مصابتين بـ كوفيد 19 بدون أعراض، استجابات مناعية أسرع أو أكثر دقة.
ففي اليوم الأول، اكتشف المؤلفون الخلايا المناعية التي هاجرت إلى الأنف – موقع العدوى – في المجموعات التي لم تظهر عليها الأعراض.
ومع ذلك، قام الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بـ كوفيد 19 بتجنيد أنواع خلايا مناعية أقل، بينما قامت المجموعة الإيجابية لـ كوفيد 19 بتجنيد جميع أنواع الخلايا المناعية.
كان لدى الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض مع عدوى كوفيد 19 المستمرة استجابات مناعية أبطأ وأكثر منهجية. كان لدى هؤلاء المشاركين جميع أنواع الخلايا المناعية التي دخلت الأنف في اليوم الخامس بدلاً من اليوم الأول.
العوامل الوراثية
كتب المؤلفون أن الأفراد الذين لديهم تعبير عالٍ عن جينات معينة، مثل HLA-DQA2، “أفضل في منع ظهور عدوى فيروسية مستمرة”.
أظهرت دراسات أخرى أن زيادة نشاط HLA-DQA2 في الدم مرتبطة بتقدم كوفيد 19 الأخف.
HLA-DQA2 هو أحد العديد من جينات مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA). تصنع جينات HLA البروتينات المعروضة على سطح الخلية. عندما تصيب مسببات الأمراض الخلايا، تشير بروتينات HLA إلى الخلايا المناعية بأنها مصابة.
قال المؤلفون إن بياناتهم تؤكد أن نشاط HLA-DQA2 يحمي من المزيد من إنتاج فيروس SARS-CoV-2 في الخلايا المصابة. وفي البيان الصحفي، قال المؤلفون إن الاستجابات المناعية البطيئة في الأنف ربما سمحت للعدوى بتأسيس نفسها بسرعة. وقال الدكتور نيكوليتش: “لدينا الآن فهم أكبر بكثير للمجموعة الكاملة من الاستجابات المناعية، مما قد يوفر أساسًا لتطوير علاجات ولقاحات محتملة تحاكي هذه الاستجابات الوقائية الطبيعية”.

Just published @Nature
— Eric Topol (@EricTopol) June 19, 2024
Why do some people not get Covid/abort infections? Immunology insights from a challenge study indicates rapid local interferon response or elevated HLA (DQA2) expressionhttps://t.co/NS31A4XbYXhttps://t.co/hjuCclgsBD@BenIsraelow @VirusesImmunity… pic.twitter.com/ErqJBrI0Tx