أويل أند غاز – يدلي مدراء أكبر شركات الحفر الإقليمية بدلوهم متحدثين عن سوق الحفر في الشرق الأوسط في 2012 وما بعده.
تتأثر شركات الخدمات النفطية، لا سيما شركات الحفر، بأسعار النفط. فقد بلغ المعدل الوسطي لسعر خام برنت حتى وقت كتابة هذه السطور 111 دولاراً للبرميل الواحد خلال 2011، وواصل الطلب على غاز الشرق الأوسط نموه، كما شهد الطلب على خدمات شركات الحفر تحسناً كبيراً في أسواق عدة.
لقد فاقت إيرادات الربع الرابع التي أعلنت عنها شلمبرجير التوقعات، حيث ناهزت 10.97 مليار دولار، مقابل 10.23 مليار دولار في الربع الثالث من 2011، و9.07 مليار دولار في الربع الرابع من 2010. كما أعلنت الشركة أيضاً عن عائدات إجمالية في 2011 بلغت 39.54 مليار دولار مقابل 27.45 مليار دولار في 2010.
وحققت هاليبرتون نجاحاً باهراً في 2011، بإيرادات بلغت 24.8 مليار دولار، أي بزيادة 38% عن 2010. واحتلت ثاني أكبر شركات الخدمات النفطية في العالم، التي يقع مقرها حالياً في دبي، موقعاً رائداً في مشروعات استرجاع النفط والغاز غير التقليدية، بفضل الزيادة الكبيرة في أنشطة السجيل الزيتي في أميركا الشمالية.
واستفادت هاليبرتون ونظيراتها من شركات الخدمات النفطية العملاقة العاملة في الشرق الأوسط، من التزايد الحالي في أنشطة الاستكشاف والإنتاج في العراق، حيث بات البدء ببرامج تطوير الحقول الطموحة قاب قوسين أو أدنى.
لقد أرخت الاضطرابات السياسية التي حفلت بها سنة 2011 بظلال على بعض أسواق الحفر. ويقول وسام الحريثي، المدير العام لشركة الشاهين ويذرفورد، وهي مشروع مشترك بين شركة ويذرفورد للخدمات النفطية وقطر للبترول: “لقد شهد الشرق الأوسط في 2011 انخفاضاً طفيفاً في الحفر والأنشطة المرتبطة به ، ويمكن أن نعزو هذا إلى الأزمة المالية العالمية وعدم الاستقرار في بعض البلدان بسبب انتفاضات الربيع العربي”.
وبينما تضرر الإنتاج، وأعيقت حركة منصات ومعدات الحفر من وإلى تلك الأسواق، فإن المنتجين الأساسيين في الشرق الأوسط يحتاجون إلى مزيد من الحفر لتلبية الطلب المحلي وتحسين إنتاج الحقول الحالية. وتتمتع أسواق الحفر في دول الخليج العربي تحديداً بصحة وعافية.
ويتوقع بيت الاستثمار الخليجي الذي يقع مقره في الكويت أن تنفق الإمارات العربية المتحدة وحدها 98 مليار دولار على مشروعات النفط والغاز. كما أطلقت شركة نفط الكويت مشروعات حفر مكثفة في الشمال في سياق خطتها لتطوير نفطها الثقيل. وقد حفرت 537 بئراً في المنطقة، مكملة 258 منها في 2011 لوحدها، رغم أن الخطة الأولية كانت تشمل حفر 200 بئر، كما قالت حسنية هاشم في سياق المقابلة التي أجرتها معها مجلة النفط والغاز في الشرق الأوسط (الصفحة 25).
ويقول نائب رئيس هاليبرتون لتطوير الأعمال في الشرق الأوسط غاي تينانت: “لقد شهدت مناطق عدة في الشرق الأوسط أنشطة متزايدة وتركيزاً على الحفر وما يرتبط به من خدمات؛ وهذه الدول هي المملكة العربية السعودية والعراق وعمان، ويمكن أن تعزى هذه الزيادات بصورة مباشرة إلى الأسواق الناشئة كالعراق، وإلى مشروعات استكشاف وتطوير الغاز غير التقليدية في عُمان، وإلى مشروعات تطوير النفط البرية والبحرية المتزايدة في السعودية”.
آفاق غير تقليدية
لقد تراجعت أسعار الغاز وفقاً لمؤشر هنري هب من 4.85 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أبريل/ نيسان إلى 2.40 دولار في أواخر يناير/ كانون الثاني. وأسهم في انخفاض الأسعار “عاصفة السجيل الزيتي” التي هبت رياحها في الولايات المتحدة، إلى جانب اكتشافات تقليدية ضخمة متعددة. ولكن انخفاض الأسعار بدأ بإبطاء استثمار السجيل الزيتي في الولايات المتحدة.
ولكن تكاليف مشروعات الغاز ترتبط بأسعار النفط لا بأسعار الغاز، وهكذا تغدو بعض المشروعات الطموحة في الشرق الأوسط، حتى المتحررة منها من قيود السعر المحلي، غير اقتصادية. وما انسحاب إيني وريبسول من مشروع الربع الخالي في السعودية مؤخراً إلا مثال صارخ على ذلك.
مع تراجع أسعار الغاز بحدة بسبب كثرة العرض، قالت هاليبرتون إن ابتعادها بصورة استراتيجية عن الغاز الجاف وتوجهها نحو مصادر النفط وسوائل الغاز الطبيعي سيؤثر على إيرادات الربع الأول، ولكن الآراء تبقى إيجابية بشأن آفاق 2012.
وقال المدير التنفيذي لهاليبرتون ورئيس مجلس إدارتها ديف ليسار: “نعتقد أن انخفاض الإنتاجية وارتفاع التكاليف الناتجين عن عملية إعادة التموضع هذه سيؤديان إلى إرباك قصير الأجل، وأن الأثر الذي شهدناه في الربع الرابع سيستمر إلى 2012”.
لقد عزز الطلب المحلي المزدهر التوجه الناشئ نحو الغاز غير التقليدي في الشرق الأوسط، مما يحمي مشروعات الغاز المحلية جزئياً من العوامل الاقتصادية غير المواتية المرتبطة بالالتزامات الرأسمالية الضخمة، والتقنيات الجديدة، وبتراجع أسعار الغاز الذي طال أمده.
وخطت عُمان خطوات واسعة على صعيد تطوير الغاز غير التقليدي، وستستضيف أحد أكثر مشروعات الحفر في مجال الغاز المحكم طموحاً في العالم، إذا التزمت بريتش بتروليوم بمشروع الكتلة 61.
وألمحت أرامكو السعودية إلى نواياها خوض غمار التكسير الهيدروليكي للسجيل الزيتي من خلال الدخول في محادثات متقدمة لشراء حصة مقدارها 30% وتقدر قيمتها بـ 2.2 مليار دولار في شركة فراك تيك إنترناشيونال الأمريكية التي كانت لاعباً رئيسياً في ثورة السجيل الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتسعى أرامكو إلى استخراج أول سجيل زيتي لديها بحلول 2020، وهي تستطلع حالياً سيناريوهات السجيل الزيتي المحتملة.
وفي حين يقول المدير التنفيذي لأرامكو خالد الفالح إن الشركة ستخوض غمار السجيل الزيتي بمفردها، فقد تكون شركات وطنية أخرى أقل تأكداً من توفر، أو إمكانية الحصول على، الخبرات التي تتيح لها أن تحذو حذو أرامكو، مما يخلق فرصاً لشركات ضخمة من أميركا الشمالية. وتقول هاليبرتون إن عملها في أميركا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرتها على النجاح في الاسترجاع غير التقليدي في الشرق الأوسط.
مقدرة سعودية
إن ناشيونال أويل ول فاركو متفائلة بالسعودية، التي لا تبدي سوى القليل من علامات التراجع في مجال مشروعات تطوير الحقول، رغم أن إنفاقها الرأسمالي على القطاع في 2010 ناهز 100 مليار دولار.
ويقول نائب رئيس العمليات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ناشيونال أويل ويل فاركو كيث ليغيت: “تسير الأعمال على ما يرام. لقد كنا نتطلع إلى إضافة دعم أكبر في المملكة العربية السعودية، ونحن نحقق ذلك الآن. يوجد حالياً نشاط توسعي سيمتد حتى 2012 وما بعده”.
ولا يقتصر تفاؤل ليغيت على السعودية. ويضيف: “ثمة إحساس بحدوث تحسن وتقدم ونمو في مناطق عدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا شك في وجود نمو كبير في المملكة العربية السعودية، ويبدو أنه سيستمر في 2012. ويوجد طلب شديد على مزيد من منصات الحفر لتطوير حقول جديدة في المملكة إلى جانب عمليات التوسع والصيانة في الحقول القديمة”.
ويضيف لييغت أن التوجه نحو استرجاع النفط المعزز ينشط الطلب أيضاً، بسبب الحاجة إلى أحدث الأدوات والتقنيات المبتكرة لإبقاء آبار النفط في السعودية وغيرها من دول الخليج العربي تضخ مزيداً من النفط لفترة أطول.
ويردف: “ثمة حاجة مؤكدة إلى حفر آبار أعمق وأطول وآبار جانبية، مما يتطلب معدات أكثر فعالية في الأعلى”.
العراق
لقد صرح نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني في 23 يناير/ كانون الثاني أن وزارة النفط تهدف إلى رفع إنتاجها المعد للتصدير إلى 500,000 برميل يومياً في 2012، بعد الزيادة نفسها التي شهدها الإنتاج في 2011. ويبدو هذا الهدف متواضعاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن بغداد تتوقع زيادة صادراتها بمقدار 400,000 برميل بعد افتتاح مينائها النفطي الجديد في البصرة الذي بات وشيكاً.
وشهد 2011 ترسية عقود حفر ضخمة، كان بعضها منتظراً قبل بدء 2012، وهو العام الثالث على صعيد التطوير الرسمي للحقول في العراق.
وبدأت بيكر هيوز الحفر في امتياز القرنة الغربية 2 الذي تشغّله لوك أويل، حيث ستحفر الشركة الأمريكية في نهاية المطاف 23 بئراً، كما ستقوم بالحفر أيضاً في حقل الزبير لصالح تحالف شركات تقوده إيني. وشرعت شلمبرجير في حفر 15 بئراً في حقل القرنة الغربية 1 لصالح إيكسون موبيل، و11 بئراً في البدرة لصالح غاز بروم. وتعمل داكنغ أويلفيلد سيرفسز في حقل الرميلة المميز في العراق في 1521 بئراً لصالح مشروع مشترك بين بريتش بتروليوم وشركة النفط الوطنية الصينية.
كما توجد أيضاً قضية الجيولوجيا المعقدة. فمن المعروف أن الحفر في كردستان العراق شائك، حيث تطيل الصعوبات التكتونية أزمان الحفر، وتضطر الشركات إلى تعزيز خبراتها لتجنب كسر رؤوس الحفر والتوقف عن العمل واصطياد رؤوس الحفر من الآبار.
ويقول برود سوتكليف رئيس قسم الخدمات في كوغار درلينغ سوليوشنز إن تنافسية سوق شمال العراق على صعيد الكلفة تنفي ما يجري تداوله عن التعقيدات المرافقة للحفر.
ويقول سوتكليف: “رغم أن أعمال الحفر الاتجاهي أصبحت تنافسية جداً في العراق، يصبح الحفر بالغ الصعوبة، لا سيما عند الاقتراب من حزام زغروس. ويوجد بانتظام قضايا مصاحبة للإجهادات التكتونية، ومنها الاستقرار الجيوميكانيكي والتفاوت الكبير في ضغوط الطبقات الجيولوجية، لتصبح كلفة حفر بعض آبار الاستكشاف في شمال العراق هي الأعلى على الإطلاق”.
الاندماج
لقد نشّط المشغلون الكبار، وفي طليعتهم شركات مستقلة عملاقة وبعض الشركات الست الكبار، سوق الحفر. وورد في مذكرة أرسلها دويتش بانك مؤخراً إلى المستثمرين أن نسبة منصات الحفر التي تشغلها شركات نفط ضخمة قد تضاعفت منذ 2007. ومن الأرجح أن تتفوق هذه الشركات المشغلة على شركات خدمات آبار النفط، مما يرفع من إمكانية حدوث مزيد من عمليات الاندماج في القطاع.
ومن الأمثلة الدالة على هذا التوجه استحواذ شلمبرجير على سميث إنترناشيونال في 2010، ومشروعها المشترك مع ناشيونال أويلول فاركو في تطوير أنابيب الحفر. وقامت شلمبرجير منذ ذلك الوقت بتعزيز ذلك التوجه بموافقتها على الاشتراك مع شركة بتروفاك، العملاقة في مجال الاستكشاف والإنتاج، في تقديم عروض مشتركة لمشروعات خدمات نفطية وبنية تحتية، مع التركيز المباشر على شركات النفط الوطنية في المنطقة.
التطلع نحو المستقبل
يقول تينانت: “سيهيمن موضوعان على أسواق الاستكشاف والإنتاج في 2012: كفاءة الحفر، وفهم المخزون بصورة أفضل. وتتكون هذه التوجهات من كفاءات حفر تقدم أداءً أمثل وتخفض عدد أيام الحفر في الموقع، ومن تحديد أدق لمواصفات المخزون مع التركيز على تحديد البقعة الأفضل وتحديد أفضل موقع لحفر البئر لزيادة التلامس مع المخزون إلى الحد الأقصى، ومن تقنيات السجيل الزيتي والغاز والمحكم التي تتيح بنجاح الوصول إلى المخزون”.
ويضيف تينانت: “إن تعزيز أداء الحفر، وتقنيات الغاز المحكم، وتكسير السجيل الزيتي، وتحديد خواص المخزون بصورة أفضل، والمعرفة في مجال آبار الضغط المرتفع/ درجة الحرارة المرتفعة ستكون مطلوبة في 2012 وما بعده. لقد طورت دول عدة في الشرق الأوسط استراتيجيات تركز على تطوير الغاز غير التقليدي”. وتدفع هذه الطلبات شركات الحفر الأصغر إلى التحالف أو الاندماج مع شركات أكبر لتحافظ على قدرتها التنافسية.
الحفر البحري
قد يكون الحفر البحري شائكاً أيضاً، كما اكتشفت شركة بترول رأس الخيمة في العام الماضي. لقد علقت الشركة الحفر في بئر صالح 5 البحري في رأس الخيمة عندما واجهت منصة نوبلز التابعة لروي رودس مشكلات. وتخطط شركة بترول رأس الخيمة للعودة إلى حفر بئر صالح 5 في وقت آخر، ولكن ذلك سيكلف الشركة 24.5 مليون دولار.
ويقول الحريثي: “لدى قطر بعض أصعب الآبار في العالم. لقد جرى مؤخراً حفر أطول بئر امتداداً في العالم في حقل الشاهين البحري في قطر. وبلغ عمق البئر الإجمالي 40,520 قدماً، ومقدار الابتعاد عن موقع السطح 35,770 قدماً. كما تضم منطقة الشرق الأوسط بعض أصعب آبار الضغط المرتفع ودرجة الحرارة المرتفعة التي تتطلب أدوات وتقتنيات خاصة لحفر هذه الآبار وإكمالها والبدء بالإنتاج منها”.
ضغط مرتفع
لقد كانت آبار الضغط المرتفع ودرجة الحرارة المرتفعة بمثابة نعمة هبطت على هاليبرتون. ويقول تينانت: “إن تحديد هاليبرتون لخواص المخزون، وخبرتها غير التقليدية وخبرتها التشغيلية في أنشطة غاز السجيل الزيتي والغاز المحكم ، وآبار الضغط المرتفع ودرجة الحرارة المرتفعة ستستمر في حصد النجاح خلال 2012”.
ولا يبدو على التوجه نحو آبار الضغط المرتفع ودرجة الحرارة المرتفعة في المنطقة أي علامات تباطؤ. ويضيف تينانت “لقد شهدنا اهتماماً متزايداً بآبار الضغط المرتفع ودرجات الحرارة المرتفعة. إن برامج تطوير السجيل الزيتي والغاز المحكم تمثل تحديات تقنية جديدة، نظراً لأن آبارها أطول وأعمق وأسخن وتستهدف آفاق مخزون جديدة”.
إن انقطاع الطاقة الكهربائية في مثل هذه البيئات يمثل خطراً. وتسهم الخبرات والتطورات المتقدمة في تقنيات الحفرة السفلية ومراقبتها في إبعاد المخاطر.
يقول الحريثي: “بسبب التعقيد المتزايد للآبار والمخزونات الهيدروكربونية، سيجري التركيز على التقنيات والخدمات التي تتيح الوصول إلى آبار صعبة على نحو آمن واقتصادي. وسيشهد 2012 اشتداد الطلب على تقنيات من قبيل الحفر الدائري القابل للتوجيه، والتثبيت بالإسمنت خفيف الوزن، وتسجيل الآبار المتقدم. كما سيشهد قطاع الحفر والنفط عموماً أتمتة متزايدة وبيئات تعاون”.
الحفر في العام القادم
يقول الحريثي: “يتوقع أن تشهد أنشطة الحفر في 2012 زيادة في منصات الحفر وأعمال الصيانة، أي زيادة في الخدمات التي يطلبها المشغلون في مختلف مجالات قطاع النفط والغاز”.
ويقول تينانت: “تتطلع الشاهين ويذرفورد إلى مستقبل أكثر ازدهاراً في 2012 وما بعده. وستزيد الشركة من قوة عملها ومعداتها. لقد كان الشرق الأوسط سوقاً شديدة التنافسية وبالغة الصعوبة على الصعيد التقني. ولكن هاليبرتون متحمسة جداً بشأن آفاق فرص النمو قريبة وبعيدة الأجل في المنطقة”.
ومع توقع مؤسسة ديلويت للخدمات المحترفة ازدياد الإنفاق على الحفر في المنطقة من 10 مليار دولار إلى 24 مليار دولار بحلول 2014، فليس ثمة شحّ في الفرص المتاحة أمام شركات الحفر. وستقدم الأسواق الجديدة هوامش صحية، مع استمرار الحفر بسرعة وأمان بأقل زمن غير منتج في تأمين أرباح جيدة.
ويقول تينانت: “ستتصدر المملكة العربية السعودية والعراق الطلب على خدمات الحفر، نظراً لزيادة عدد منصات الحفر البرية والبحرية”.
ويقول الحريثي: “يستمر العملاء في طلب تقنيات تزيد العائد على الاستثمار إلى الحد الأقصى، وذلك على صعيد أجور الآبار وسلامتها”.
شركات محلية ناجحة
تعتبر شركة المنصوري الإماراتية من الأبرز بين شركات الحفر المحلية، فقد بدأت شركة المنصوري لخدمات حقول النفط التي تعمل انطلاقاً من الإمارات العربية المتحدة الحفر في 1992، ونمت منذ ذلك الوقت لتصبح مؤسسة تعمل في مجالات عدة، وحفرت في الشرق الأوسط أكثر من 900 بئر بطريقة الحفر الاتجاهي.
بدأت شركة المنصوري بتقديم خدمات تقنية الكابلات (وايرلاين) إلى قطاع النفط، ومن ثم توسعت تحت قيادة مديرها التنفيذي نبيل العلاوي الذي تولى مهام منصبه فترة طويلة. وتقدم الشركة حالياً خدمات تبدأ باختبارات الإنتاج وتسجيل معلوماته، وتمتد إلى عمليات صيانة الآبار وخدمات التدريب التقني والتدريب في مجال السلامة في 20 بلداً حول العالم.
لقد كانت العلاقات شديدة الأهمية. ويقول العلاوي: “لقد حالفنا الحظ كمؤسسة لأن شركة بترول أبو ظبي الوطنية والشركات التابعة كانوا عملاء رئيسيين لنا. وجنبنا توقيع عقود مدتها خمسة وسبعة وتسعة أعوام مع مجموعة شركات بترول أبو ظبي الوطنية أهوال التراجعات الحقيقية التي تعرض لها القطاع. لقد مكنتنا رعايتهم من التطور بالسرعة التي تطورنا بها”.
ويواصل العلاوي قيادة المنصوري إلى جبهات جديدة. وأنشأت الشركة مكتباً لها في كمبالا في أوغندا في 2011 مع شركات أخرى مثل تولو أويل وشلمبرجير اعترافاً منها بالإمكانات الكامنة في المنطقة، وموسعة نشاطها نحو منطقة غرب أفريقيا بعد ذلك بوقت قصير. ويعمل في الشركة حالياً ما يزيد عن 2,000 موظف في 19 بلداً. لقد حققت الشركة نمواً عاماً إثر عام، بعد أن وضع العلاوي هدف نمو يبلغ 25% في 2012. ومع ثقة متزايدة في القطاع، وتزايد في النشاط، لا سيما في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والعراق، فإنه يعتقد أن تحقيق هذا الهدف سهل المنال.