Posted inطاقةآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنسذكاء اصطناعي

الغاز الطبيعي مصاب بـ”تخمة”.. من ينقذ السوق؟

أظهرت بيانات من شركة “كبلر” مؤخرا أن آسيا استوردت كميات قياسية من الغاز الطبيعي المسال الشهر الماضي، وكانت الصين والهند وتايلاند أكبر المشترين

تنخفض أسعار الغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم، حيث تعاني السوق من فائض في المعروض في ظل تراجع الطلب في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، والذي كان معتدلا نسبيا.

وقال بنك مورغان ستانلي للخدمات المالية والمصرفية إن السوق تعاني من تخمة في الغاز لم نشهدها منذ عقود، وقال محللو السلع الأولية في البنك إن هذا سيحدث نتيجة للنمو القوي في الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال.

ويبدو أن التوقعات مبنية على افتراض عدم نمو الطلب بقوة كبيرة، ولكن قد يكون الافتراض خاطئا، لأن الطلب على الغاز الطبيعي من المتوقع أن ينمو وبقوة، ففي الوقت نفسه، بدأ بعض المنتجين، ولا سيما في الولايات المتحدة، في وقف الإنتاج بالفعل، بسبب انخفاض أسعار السلعة.

الغاز الطبيعي

زيادة واردات آسيا من الغاز الطبيعي

وأظهرت بيانات من شركة “كبلر” مؤخرا أن آسيا استوردت كميات قياسية من الغاز الطبيعي المسال الشهر الماضي، وكانت الصين والهند وتايلاند أكبر المشترين، حيث ارتفعت مشتريات الهند من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30% مقارنة بالعام السابق، وأعلى بنسبة 22% من الصين مقارنة بشهر مارس/آذار 2023.

ولم يكن من الممكن تحقيق هذا الرقم القياسي لو لم تنخفض الأسعار، وقد انخفضت الأسعار لأن أوروبا كانت تشتري كميات أقل من الغاز الطبيعي المسال.

السبب وراء شراء أوروبا كميات أقل من الغاز الطبيعي المسال هو مواقع تخزين الغاز الكاملة، حيث عاد الشتاء معتدلا مرة أخرى في أوروبا ولم تتمكن من استنفاد الغاز الذي اشترته تحسبا لموسم التدفئة.

وفي الواقع، شهدت أوروبا مخزونا قياسيا من الغاز اعتبارا من نهاية موسم التدفئة هذا، مما ساهم في ضعف أسعار الغاز الطبيعي إلى جانب انخفاض النشاط الصناعي في القارة.

وحقيقة أن الطلب على الغاز الطبيعي المسال انتعش على الفور مع انخفاض الأسعار تشير إلى أنه كلما ظلت منخفضة لفترة أطول، كلما أصبح الطلب أقوى، وخاصة بين البلدان التي كانت تحاول تقليل استهلاكها من الفحم لصالح الغاز.

وهناك الكثير من هذه المبادرات، تحت ضغط من الحكومات التي تركز على التحول، والتي تعترف بأن الغاز الطبيعي له بصمة انبعاثات أقل من الفحم.

قبل عامين، قامت أوروبا بإخراج هذه البلدان من السوق، والآن، ومع انخفاض الأسعار إلى حد كبير، فقد يفكرون في العودة إليها، مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب. ومن ناحية أخرى، قد لا ينمو العرض بالقدر الذي يتوقعه مورغان ستانلي.

الذكاء الاصطناعي يحرك سوق الغاز

وفي الوقت نفسه، قد يكون الطلب مهيأ لنمو أقوى بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث تستهلك مراكز البيانات بالفعل كميات كبيرة من الكهرباء، خاصة مع دمج الذكاء الاصطناعي في المزيد من الخدمات. وهذا يعني تلقائيا زيادة الطلب على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، لأن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لن تكونا قادرين على التعامل مع هذه الزيادة.

ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، اعتبارا من عام 2022 ختى حلول عام 2026، ومن المحتمل أن يتجاوز 1000 تيراواط في الساعة.

وعلى الرغم من كل التعهدات التي قطعتها شركات التكنولوجيا الكبرى لاستخدام الطاقة منخفضة الكربون لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها، فإن معظم طاقتها الفعلية تأتي من الهيدروكربونات، وذلك ببساطة لأنه لا توجد طاقة منخفضة الكربون متاحة على مدار الساعة دون انقطاع.

كل هذا يعني أن توقعات الطلب على الغاز الطبيعي في السنوات المقبلة صعودية للغاية، وتعمل الأسعار المنخفضة دائما على تحفيز الطلب القوي، وفي هذه الحالة، يساعد الطموح لخفض الانبعاثات على نمو الطلب على الغاز بقوة أكبر.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...